| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 27/10/ 2009



سيفتح التحقيق...!!

محمد حسب الله

اعتدنا بعد كل حادث ارهابي يحصد المئات من القتلى والجرحى الابرياء أن يطل علينا من على شاشات التلفزيون او عبر الفضائيات عدد من الناطقين ، واحد ينطق بأسم رئيس الوزراء واخر بأسم عمليات بغداد وثالث بأسم وزارة الداخليه ورابع بأسم وزارة الدفاع يؤكدون على ان التحقيق سيفتح وسيتم تشكيل اللجان التحقيقيه للكشف عن الجناة وسوقهم للعداله لينالوا جزائهم العادل لما اقترفوا من جرائم بحق العراقيين .تتكرر العمليات الارهابيه وبذات الطريقه وبنفس ادوات الجريمه السابقه وقد تكون في عين المكان الذي حدثت فيه سابقتها وبتطور نوعي كما لمسناه في تفجيرات الاربعاء الدامي والاحد الاجرامي في اختيار المكان والزمان المناسبين الذي ينم عن تخطيط مسبق تتوفر فيه امكانيات وقدرات من اختصاص شبكات مدربه ومتمرسه في تفخيخ السيارات والشاحنات وبموارد ماليه ضخمه لتمويل العمل الارهابي وشراء الذمم وفي اماكن منتقاة خاضعه لمراقبه امنيه مشددة من اطراف عديدة مما يشكل تحديا خطيرا ويثير جمله من التساؤلات حول كيفية تجاوز وعبور السيطرات الامنيه المزودة بأجهزة المراقبه والكشف ولماذا في هذا الوقت بالذات واختيار وزارات حكوميه دون المعسكرات والقواعد الامريكيه .

اذن الهدف واضح هو العمليه السياسيه والتوجه الديمقراطي ومحاولة اظهار عجز الحكومه وقدرتها بالسيطرة على الوضع الامني لاسقاطها والعوده بالحياة السياسيه الى المربع الاول الى الحكم الشمولي الدكتاتوري الرجعي .هذا ما يراه كل متابع ومراقب بسيط ويلمسه المواطن العادي المتتبع للاحداث الجاريه على ارض الواقع ولما يطرح من اراء ومناقشات من قبل السياسيين عبر جلسات البرلمان او المحطات الفضائيه المهتمة بالشأن العراقي ..

ان المواطن العراقي البسيط الغيور على سمعة وطنه والمتألم لما ألت اليه الأوضاع والمتضرر من حالات التردي والارهاب وانعدام الخدمات والذي لا زال ينزف دما زكيا طاهرا كان يمكن ان يدخره لبناء العراق وترميم بنيته التحتيه تشكل عنده الوعي وصار اكثر ادراكا لحجم الكارثه وتشخيص السلبيات وتحليل الاحداث والتمييز بين البناة الحقيقيين لعراق ناهض والجناة القتله الارهابيين والفاسدين سارقي قوت الشعب ..

كفاكم استخفافا بعقول ومشاعر العراقيين .احترموا دماء الضحايا الابرياء التي لم تجف بعد . نسألكم كم عدد الجرائم الارهابيه التي وقعت بالعراق وكم عدد ضحاياها !بالطبع تعرفون الجواب انه رقم مهول تتحاشون ذكره خوفا من غضب الجماهير !وكم عدد الارهابيين الذين تم القاء القبض عليهم !لماذا لم يحاكموا علنا في العراق الديمقراطي !!لماذا لم تنفذ احكام الاعدام بحق من ادينوا ليشفى غليل الاباء والامهات الذين ثكلوا بقتل فلذات اكبادهم ! والزوجات اللاتي ترملن بفقدان ازواجهن ! وملايين الايتام الذين يفتقرون الى ابسط حقوق رعاية اليتيم التي اوصت بها الأديان والشرائع السماويه ! وملايين اللاجئين الذين ضاقت بهم الدنيا ويعانون الامرين من وحشة وقسوة الغربه...وبين فترة واخرى تطلعنا الجهات الامنيه على بعض التحقيقات الشكليه لزمر ارهابيه التي تعددت اسماؤها والدول التي تدعمها وتذكر من بين الارهابيين من اعترف بقتل اكثر من ثلاثين عراقي وبعضهم من يشغل منصب( وزير) في دولتهم المفترضه .. طيب ماذا تنتظرون ممن اعترف بنفسه بقتل هذا العدد الكبير من الناس ومن( الوزير) الذي يبدو انه يتمتع بحصانة دولته المفترضه أأتنتظرون منه اقامة (دولته الاسلاميه) على ارض الواقع والعوده بنا الى حكم ما قبل العصور الوسطى لكي يثبت الجرم عليه!!كل هذه الأسئله وغيرها يطرحها الشارع العراقي ويضع عيها علامات استفهام عديده يتوجه بها الى اللجان التحقيقيه وما ألت اليه تحقيقاتهم والى القضاء العراقي الذي لا تعلوه سلطه في اصدار الاحكام العادله بحق من تلطخت اياديهم بدماء العراقيين .والى نواب الشعب الذين اقسموا على خدمة الشعب والسير به الى شاطئ الأمان بأعتبارهم ضمير الشعب المؤتمن .والى مجلس الرئاسه بعدم التلكؤ بالمصادقه على تنفيذ احكام الاعدام .واخيرا الى الحكومه بشخص رئيسها المستهدفه بهذه العمليات الارهابيه...

المسأله التي نعاني منها الأن هي انعدام الثقه بين اطراف العمليه السياسيه وكتلها المتناحرة في تجاذبات غير مجديه بعيدة كل البعد عن مقتضيات المصلحه الوطنيه التي تتطلبها المرحله الراهنه وادراك حجم ومعاناة وطموحات الجماهير العراقيه صاحبة المصلحه الحقيقيه في كل عملية تغيير امتدت هذه التجاذبات الى مناقشات البرلمان مما كانت حائلا دون اقرار العديد من القرارات والقوانين الحاسمه والمهمه في مستقبل العراق فتولدت هوه واسعه بين السلطتين التشريعيه والتنفيذيه انعكس سلبا على الشارع العراقي فصار المواطن الذي يعاني اصلا من انعدام الأمن والخدمات وتطلعه الى حياة كريمه ونيل ابسط حقوق المواطنه يشعر باليأس وفقدان الأمل ويقارن وضعه وما وصلت اليه شعوب الدول المجاورة من امن واستقرار ورفاهيه مع انها لا تملك ربع ما يمتلكه العراق بكل المقاييس .انعدام الثقه هي ما تسعى اليه الجماعات الارهابيه وكل الأطرف التي لا تريد الخير لكل العراقيين على اختلاف انتماءاتهم وستظل تضخ مليارات الدولارات وتجند العملاء لينحرف العراقي نحو الشر ويركب قطارهم المجنون قطار الموت والدمار لتحقيق عقدهم واحلامهم المريضه .

فلا خلاص لنا ألا بمد جسور الثقه بين المواطن وبين اي مسؤول مهما كان موقعه خاصة من بيدهم القرار قبل ان نضع الخطط الأمنيه او نزيد عدد وعديد القوى الأمنيه ونجعل من القانون هو الفيصل وألا كيف وصلت البلدان المتقدمه الى هذا المستوى الراقي من الأمن والتقدم. وتعزيز الثقه هذه تتطلب من البرلمان العراقي ان يسارع بأقرار قانون الأنتخابات على اساس القائمه المفتوحه والدائرة الواحدة وكان عليه ان يشرع قانون اجازة وتأسيس الأحزاب التى تحول بعضها الى اشبه بالدكاكين قبل قانون الأنتخابات واقرار بقية القوانين التي لها مساس مباشر بحياة الناس ومستقبل العراق السياسي والاقتصادي ..وندعو الحكومه ان تفعل قانون مكافحة الأرهاب وأن تقود حملة وطنيه لمكافحة الفساد واحالة المفسدين الى القضاء ودرج اسماؤهم على لائحة القوائم السوداء وحرمانهم من كل امتياز وتوعية الناس على ان القضاء على الفساد هو الطريق الذي يقضي على الارهاب ..

وان تعمل الحكومه على اعادة العراق الى مكانته الدوليه من منطلق السيادة والأستقلال واقامة علاقات مع العالم المتقدم والاستفاده من خبراته على مختلف الصعد وتحميل المجتمع الدولي ومنظماته المسؤوليه في دعم واسناد العراق لدوره المتميز في مكافحة الأرهاب العالمي . ويجب التعامل مع الدول المجاورة والاقليميه التي تتدخل في شؤوننا وتعمل على تصدير الأرهاب الينا ومحاولة عزلنا عن محيطنا الأقليمي والدولي بالمثل وبنفس اساليبهم الخبيثه ليعلموا ان العراق ليس ملكاً لأحد او ضيعه من ضياعهم وصار واضحا ان هذا التدخل يرمي الى زعزعة الاستقرار لكي لا يكون العراق قوة مؤثرة لها دورها وثقلها على الخارطه الاقتصاديه والسياسيه للعالم لما يمتلك من موارد طبيعيه وبشريه وقدرات علميه خلاقه وموقع ستراتيجي متميز ..

فالعلاقات الدوليه اليوم تحكمها المصالح وليس المشاعر والشعارات القوميه الزائفه التي جلبت الينا الخراب والدمار وانهار من الدم في حروب كارثيه عبثيه لا زال الشعب العراقي يدفع فاتورتها .وأن نعمل على بناء الدوله الوطن بعيدا كل البعد عن المصلحه الحزبيه الضيقه او الانحياز لقوميه او دين او مذهب او طائفه فالعراق يسع الجميع .

عليهم أن يسخروا كل طاقاتهم وخبراتهم وبرامجهم من اجل وحدة وقوة الوطن وان تكون صناديق الاقتراع والانتخابات النزيهه والتداول السلمي للسلطه هو العنوان للعراق الجديد.
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات