| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 27/5/ 2011

     

الغداء أسباني والحلوى بريطانية والوجع عراقي بإمتياز

وئام ملا سلمان

ليس هناك ما هو أقسى على المرء حين يشعر بالحيف ويصمت والساكت عن الحق شيطان أخرس ولكن كم منا إلتزم صمته حرصاً على أشياء أخرى!!

ربما العنوان لا ينسجم مع ما سوف تجيء به سطوري ولكنني أردت له أن يكون هكذا ، فلقد قصدت السفارة العراقية يوم أمس بعد أن سمعت أطراف خبر من أن أمكانية منح الجوازات العراقية متاحة خلال هذه الأيام بسبب قدوم شخص برتبة لواء من بغداد لبدء العمل بمنظومة جديدة في اخراج الجوازات للعراقيين المقيمين خارج العراق ولأول مرة في حياتي قررت أن أستغل هذه الفرصة وأتنعم بهذا الحق الذي لا يناله إلا ذو حظ عظيم، والحق أقول لقد دخلت السفارة وجلست في غرفة الإنتظار نصف ساعة أو ربما أكثر قليلاً ولم أشعر بالملل حيث تابعت قناة العراقية وأخذت حصتي من الضيافة الجميلة المتمثلة بقدح الشاي اللذيذ ، وأصوات المراجعين العالية وأحاديثهم مما جعل شعور يساورني وكأني أجلس في مقهى من مقاهي بغداد رغم أن جلوسها محظورعلى النسوة .

وأنا في جلسة إنتظاري ومتابعتي لجهاز التلفاز حيث اللقاء الصحفي المباشر من البصرة حول ميناء مبارك وموقف العراق منه وقد كنت مكتظة بشغفي لمتابعة اللقاء رغم الأصوات العالية ، ظهر السيد السفير الدكتور حسن العامري وآخرون معه وحينما رآني حياني تحية مهذبة يطفح منها شعور أخوي نبيل وصادق لأننا قد إلتقينا في محافل عراقية عديدة تقيمها الجمعيات والمنظمات المدنية ، وقدم لي الرجل الذي معه وهو ذات الرجل القادم من بغداد وهو اللواء هيثم الغريباوي مدير جوازات الكرخ ، وبعد إلقاء التحية وقفنا وتحدثنا عن هموم المواطن العراقي ومعاناته سواء داخل الخارطة الجغرافية للوجع العراقي أم خارجها، ولأنني واحدة من ملايين البؤساء الذين طالتهم يد التهميش والخراب تحدثت بحرقة قلب وضمير عن مشاهداتي الشخصية وما كان يحصل معي خلال زياراتي المتكررة لدوائر الدولة في العراق وكيفية حصولنا على الوثائق العراقية ، واستشهدت بالأوراق التي تحملها حافظة أوراق شفافة بمعيتي بما بها وأريته البعض منها وكانت معاملة إعادة خدمتي والتي بذلت قصارى جهدي حتى أعييت من أجل إكمالها وقد قدمتها في تشرين الثاني 2008 إلى لجنة إعادة المفصولين السياسيين في وزارة البلديات والتي تم إخباري بفقدانها وأن لا وجود لها بالمرة مما إضطرني أن أصور النسخ التي أحتفظ بها قبل خمسة ايام من تاريخ كتابتي لهذه السطور وأرسلتها الى بغداد لمن كلفته بمتابعتها بعد أن اعلن يأسه عن البحث عنها. اعود الى معاملة الجواز والتي ساعدني في ملء استمارتها الخاصة شاب على درجة كبيرة من الخلق ومن خلال حديثي معه فرحت جداً لأنه يواصل دراسته العالية هنا في السويد وهذا أمر نتمناه لكل شبابنا وقد طلبوا مني صورة أخرى غير الصور التي بمعيتي والتي هي استنساخ بالكومبيوتر لصورة لي ولكن هذه الصور لما وقع عليها من تشويه أضحت لا تمت للصورة الأصلية بصلة! ولأن الدوام شارف على الإنتهاء وحديث طويل دار بيني وبين السيد اللواء حول تقييم إداء الدوائر الخدمية في العراق وكيفية التخلص من الفساد الإداري والرشوة التي تقع على كاهل المواطن الفقير والمضطر ،غادرت السفارة بعد أن حان وقت غداء الضيوف ،شاكرة الجميع وملتحفة بغبطة عارمة حيث أستُجيب رجائي بالحاجة إلى علم العراق وحصلت من السفارة على علم عراقي كبير سيضعه إبني على كتفيه يوم تخرجه من المرحلة الإعدادية ، وتوجهت إلى أقرب مكتب للإستنساخ إذ الصورة الجديدة التي لا بد منها وبعد أن أكملت مهمتي عدت إلى بيتي بقلب يرقص على أبيات من قصيدة لي أدندن بها دائماً في حالات النشوة :

إن ظل من بغداد غير ترابها سأظل حانية على اعتابها
زهراً، يراقصني النسيم إذا دنا رمحاً اصد الطامعين ببابها
بغداد مطعمة الدهور رغيفها حب وإن طالت سنين يبابها
ما داس غازٍ أرضها إلا انتهى لحم الغزاة يلاك في انيابها
بغداد وعد الله نفخة صوره وقيامة الدنيا ليوم حسابها

نمت ليلتي وأنا أحلم بالجواز العراقي وعند الصباح ، إنطلقت صوب السفارة وقبل وصولي إلى بابها بأمتار كنت أسمع مفردات التذمر ، وكانت إشارات الغضب والإعتراض سيماء في وجوه كل الواقفين حتى أن سيدة حيتني وأعتذرت وبررت سبب إنفعالها وسيدة أخرى أكبر من الأولى سناً كانت تكرر( أي بخوا بعسي) فضحكت في سري وفي علني لأن الرجل الواقف عند باب السفارة كان نصيراً شيوعياً حمل بندقيته على كتفه لسنين طوال وقد إحتضنته جبال كوردستان مع من إحتضنت في حركة الانصار الشيوعيين . المهم أنني دخلت السفارة ومنحني أحد العاملين بها ورقة تحمل الرقم (84) واتخذت مكاني ومعاملتي في حقيبتي وجلست أنتظر وما هي الا برهة زمن حتى نودي َ برقمي فقفزت من مكاني غير مصدقة من أن معاملتي ستُنجز بهذه العجالة ، وسوف أحصل على جواز عراقي أدخل به وأخرج من مطار بغداد الدولي ومن دون أن أسمح لموظف فيه أن يستلب مني عراقيتي، كما حصل معي يوم 12 آذار 2011 حينما كنت أروم العودة الى ستوكهولم وفي آخر نقطة تفتيش قبل الصعود للطائرة حيث وجد أن هناك خواتم ذهبية تعود لإبنتي لا يتجاوز وزنها الـ(15) غرام وهي لا تلبسها وقد كانت بمعيتي ولم يتوفر لي الوقت كي أبدلها بخارطة أو شيء آخر تستفيد منه إبنتي ولأن هذا الوزن الخفيف لا يشكل سرقة لإقتصاد البلد ولأن الخواتم أساساً هي من السويد وهي هدايا حصلت عليها في زواجها فلم ألتفت للأمر ولم أعره إهتماما، ولكن وأنا أنفض حقيبتي في المطار قال لي الموظف أنت لست عراقية ولا من حق لك بأخراج الذهب وكأني سرقت خزينة الدولة العراقية وفررت بها!!! وما كان مني إلا أن أقول له خذه وبتوجع كبير ، ولكنه كمن يتفضل علي بتركه إخراج خزينة العراق معي ألقى بها ثانية على المنضدة وغادرته وصعدت الطائرة بسحائب حزن تزخ بدمعها على خديَّ، وقد كتبت موضوعاً طويلاً عن هذه الرحلة ولم أنشره معتقدة أن مشاكل العراق أكبر من هذه الصغائر كلها، ولكنني سأذيله كما هو بعد إنتهائي من هذه السطور .

وأعود إلى جوازي المرتجى والمؤمل والذي سأستلمه، فقد قدمت أوراقي ما أن نودي برقمي واستلمها الموظف من وراء زجاج ٍ كالعادة وسلمت الصور وأُخذت بصمتا إبهامي وسبابتي ودفعت 200 كرون سويدي كرسوم للجواز حتى أنني إحتجت الى عشرين كرون فاستدنتها من أخ أعرفه وسألني الموظف عن فايل يجمع فيه أوراق معاملتي فأجبته بالايجاب وبلغة الواثق من فايله الذي بمعيته ولكن بومضة بصر لم اعثر على حافظة الورق الشفافة والتي كنت قد وضعتها على الخشبة المحاذية للزجاج الفاصل بيني وبينه وقد اختفى الفايل بكافة نسخ معاملة إعادة الخدمة التي فيه ، ومجموعة الصور القديمة وأوراق أخرى ، فاندهشت وقلت لهم إن حافظة ورق شفافة وضعتها هنا وأخرجت منها نسخ هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية ولكنها كما يقال بالعراقي (فص ملح وذاب) وعدت إلى غرفة الإنتظار وقال لي من شاهدني إن الملف كان بمعيتي ولكن الموظف أدعى بتوهمي وأن لا ملف معي ولا أوراق ولا هم يحزنون . غادرت السفارة بعد أن نبشت حقيبتي وآهة غير خاضعة لمقياس وجع تملأ روحي وأنا ضائعة بين الهنا والهناك ونظرات موظف القنصلية تفرض سخطها على روحي وسكين صمتي التي ذبحتُـني بها طواعية، إحتراماً لشخص السيد السفير .

لابد من إعتذار كبير أقدمه للسيد اللواء هيثم الغريباوي لأنني وانا في معمعان البصمات التي لم تقبل الإستجابة بسهولة جاء صدفة وتبادلنا التحية وطلبت منه إجراء لقاء قصير معه حول مشاكل الجوازات للعراقيين في الخارج بعد أن قرأت بالأمس لقاءات صحفية معه وعن الدور الذي يلعبه في مكافحة الرشا والفساد وتفقده للمواطنين بنفسه ولكن للأسف أن ما حاقني من وجع بعد فقدان أوراقي أفقدني توازني وخشيت أن أخرج عن جادة العقل فغادرت السفارة راكضة تاركة ورائي معاملة جوازي ولم استلم حتى وصل الدفع وحسبي العراق ونعم الوكيل،،،،،، إلى هنا.

بيت الثقافة / سيركَل توريت / ستوكهولم
توجهت إلى أكبر ساحات ستوكهولم والتي كانت تزدان بسرادق وخيم وبألوان شتى ودخلت بيت الثقافة وإتخذت مكاني على مقعد وثير فيه بعد أن تجولت بين الكتب عسى أن أخفف من غضبتي ، وكتبت السطور أعلاه وبعد إنتهائي من كتابتها أخذت بي قدماي ثانية إلى تلك الخيم الملونة والتي تعود لثقافات وأمم مختلفة وعند مروري قرب الخيمة الأسبانية تباغت بوجه جميل اعرفه ولم أكُ أعلم أن إبنة أختي هي صاحبة ذلك الوجه وكانت تعمل تحت الخيمة، منهمكة بتقديم أطباق الطعام للزبائن مع شاب افريقي ، فكلمتها باللغة الإنكَليزية كي أوهمها ممازحةً وإياها، وطلبت منها وجبة كبيرة من الرز وقطع الدجاج حيث أوان الغداء قد حان وسلمتها ورقة نقدية ، وبقيت أنتظر أن تعيد لي الباقي ولكنها قالت للشخص الذي يعمل معها ان هذه هي خالتي فأشار لها بإرجاع النقود وأكلت غدائي كما الغرباء على مصطبة عند ناصية الطريق استطلع وجوه المارة عسى أن يكون أحدهم قد عثر على أوراقي ، ومن ثمت توجهت إلى خيمة بريطانيا وإشتريت حلوى بريطانية كي أبدد ما بي من سأم ولأول مرة أرى حلوى سعرها يتعدي الــ 50 دولار للكيلو الواحد ، لقد اشتريت 200 غرام ولكنني أكلتها وأنهيت عليها ،قبل وصولي إلى البيت لحالة التخبط التي مررت بها وكنت واثقة من أن السكر قد هبط عندي بشكل واضح . لقد دخلت بيتي خالية الوفاض حيث كيس الحلوى الفارغ وأوراقي التي هللت لها وقبلت جبينها سلة مهملات السفارة.

ع ر ا ق ي ...في مهب الريح
13 آذار 2011

كان بصري يجول بي ولست أنا من يجول به من جميع الجهات ،وأنا أنفض الغبار عن إحفورة تسكن ذاكرتي تكلس بها عشق أزلي لبغداد ، وقصائد حب في فمي، أتمتم بها كما يتمتم الورعون المتقون بالمعوذات ، لم أحترس من نظرات سائق سيارة الأجرة التي أوصلتني إلى المطار وتركت حقول روحي القاحلة ترتوي من غديرين على وجهي يقيمان ، أتذكر انني قلت للسائق الذي رأى دموعي بكل تأكيد بالمرآة التي أمامه ليس هناك ما هو أكثر قسوة من وطنٍ يصير دمعة !!

ووصلت المطار بعد كل إجراءات التفتيش الأصولية وكل شيء على ما يرام وبعد إجتيازي لكل نقاط التفتيش حتى آخرها ، أي ما قبل الصعود الى الطائرة ،و يا أيها الناس إسمعوا وعوا ، لا أعتقد أن هناك من يجهل البديهية التي تقول إن المطارات هي واجهة أي بلد كانت فيه ، وسلوك العاملين بها هو مرآة لتلك البلاد ، ولكن الذي حصل في عاصمة العراق يعكس حقيقة الحقيقة المرة ، ففي مطار بغداد الدولي هناك من يتطاول على العراق ويشتمه بكلمات تخدش الحياء ، كلمات نابية وسافلة ووضيعة مستهيناً بكل القيم والأعراف ، وقد كرر شاب كان معي في نفس الرحلة ممتعضاً مما سمعه ، وهو رجل لا حرج عليه إذا ما نطق مستشهداً بما سمعه ، لم يقبل المراقبون في المطار الذين كانوا يقفون في الخرطوم المؤدي إلى بوابة الطائرة من إعطاء إسم الشخص الذي ألحَّ هذا الشاب على معرفة اسمه ولكن أحدهم علق قائلاً هذا الرجل لا حرج من قوله فقد قام باشعال زوجته أمام المدير !!!!!!!

في مطار بغداد الدولي كل الذي كان معي من ذهب ، خارطة العراق على صدري ، خارطة أعتز بها إذ بقيت بمكانها منذ اذار 2006 حيث تم تكريمي بها من قبل الإتحاد الديموقراطي العراقي في ديترويت بعد أمسية شعرية قدمتها هناك ، وكان بمعيتي في حقيبتي ما لا يتجاوز الـ 15 غرام من الذهب وهي ليست لي بل لإبنتي ، كانت عبارة عن خواتم خفيفة ، هدايا حصلت عليها منذ زواجها وتركتها عندي فهي لا تحب الذهب ولا تحترمه وأنا أخذتها للعراق عسى ان استبدلها بما ينسجم مع ذوق ابنتي ربما ستقبل بها ولم أتمكن لعسر الزمن وانشغالي بمراجعات الدوائر التي يشيب لها الولدان لا بل الأجنة وهي في بطون إمهاتها ، والذي حصل معي انني كنت قد غفلت عن افراغ حقيبتي اليدوية من زجاجة لبقايا عطر معي اعتز به جداً فهو هدية من إبنتي أيضاً ،و أنا كنت اعلم سلفاً ان زجاجات العطر ممنوعة ولو أن العطر الذي كان قد تبقى بها لا يتجاوز بضع مليلترات ولكن إحترام القوانين ضرورة حضارية يجب الإلتزام بها وقد هاتفت ابنتي لحظتها واخبرتها أن أعز ما في حقيبتي قد غادرها ، ولم يتوقف الأمر على ذلك بل سألني احدهم عن اشياء اخرى في الحقيبة فاعطيته الحقيبة وقلت فتشوها كما ينبغي لكم ان تفعلوا ، ونفضتها لهم وسقط كيس الخواتم وقلت له خذها لو كانت تشكل خطراً او ضررا، فقال لي انت لست عراقية وانت داخلة بجواز سفر اوربي وليس من حقك ان تاخذي معك ذهبا وكررت له عبارة خذ الذهب إذا أردت ولكنه قال لا بل يجب ان تعرفي من أنك لست عراقية طالما أنت داخلة بجواز أوربي !!!!!

هل يعلم هذا الرجل بل هو يعلم وعلى يقين من أنني في كل زيارة للعراق أحاول الحصول بها على وثيقة رسمية يجب أن أدفع مقابلها دولارات امريكية كي احصل على ضالتي المنشودة ، هل يعلم هذا الرجل أن شهادة جنسيتي التي فقدتها قبل سنين طوال حيث زمن السفر المريع قد وصلني بديلاً لها إلى ستوكهولم وبأحدث إخراج (أبو الفسفورة) ، شهادة جنسية سالمة غانمة بعد أن إستنفدت كل طاقاتي من أجل الحصول عليها ، وهل يعلم هذا الرجل من أنني إشتريت هويات أحوال مدنية لأولادي قبل أكثر من سنتين حيث شعار المرحلة أصبح كل خطوة برشوة ومنحتهم صكوك الغفران العراقية بخمسين دولار أمريكي لكل هوية ، وهل وهل وهل !!!

ركبنا الطائرة وانطلقت قرابة ساعة تأخير عن موعد إقلاعها المقرر ولله الحمد إذ لم يتجاوز زمن التأخير أكثر من ذلك وطارت الطائرة وهي تخب عنان الفضاء صوب البلاد التي إحتضنتا وأحترمتنا وآوتنا ومنحتنا حياة كريمة يوم أراد الطغاة موتنا، لقد كانت الطائرة التابعة لشركة الاولومبيك تحمل العراقيين فقط حيث أسعارها الزهيدة التي تغري المسافرين لركوب متنها ، والذي حصل على متن هذه الطائرة أن سيدة عراقية قد ساءت حالتها الصحية وأغمي عليها ولا من أحد يعرف السبب و استمرت الحالة لدقائق حيث الإسعافات الأولية التي قام بها طاقم المضيفات وطبيبة عراقية كانت تشاركنا الرحلة وقد استفاقت المرأة من غيبوبتها وشربت الماء وقلنا الحمد لله على سلامتها ، ولكن نداءاً إنطلق من قمرة القيادة يقول إن الطائرة ستهبط هبوطاً إضطرارياً في عاصمة ليتوانيا لنقل المسافرة المريضة إلى المستشفى حرصاً على سلامتها ، وبالفعل هبطت الطائرة وصعد فريق من رجال الطوارئ وتم نقل المرأة إلى المستشفى بعد أن تم البحث عن حقيبتها اليدوية وأمتعتها التي معها والتي تحمل مستمسكاتها وقد بقينا في الطائرة قرابة الساعتين، ومن ثمت حلقنا ثانية صوب ستوكهولم وصوت الكابتن يصل أسماعنا معتذراً عن كل ما حصل لنا من تأخير وهبوط إضطراري من أجل إنقاذ حياة إمرأة عراقية لا أدري كم تعرضت من هدر لكرامتها فوق أرض العراق !! وسيبقى وشاحي الأخضر ذكرى عندها إذ أعلنوا عن حاجتهم إلى ربطة أو غطاء رأس وحينما استفسرت عن سبب حاجتهم له بعد أن أعطيتهم وشاحي فقيل لي أن الربطة التي تضعها على رأسها قد تبللت جداً من رش الماء عليها. ليس لدي ما أعلق عليه بعد هذا كله سوى أنني حزينة وحزينة جداً وأفكر كيف أجد طريقاً غير مطار بغداد أدخل وأغادر منه بكرامة .

 


26 آيار 2011


 

free web counter

 

أرشيف المقالات