| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 27/8/ 2009

 

أربعاء الرماد

عماد جاسم

في شقق الصالحية وقرب موقع الانفجار الذي حدث في الاربعاء الماضي 19 أب ، تجمع المئات من ناشطي وناشطات منظمات المجتمع المدني ، مع عدد من السياسيين والمثقفين والاعلاميين ، للمشاركة في مظاهرة اطلقوا عليها تجمع أربعاء الرماد لمنظمات المجتمع المدني ، للتنديد بالعملية التفجيرية المروعة، التي حصدت اعداداً كبيرة من المدنيين ومن منتسبي وزارتي الخارجية والمالية. واطلق المتظاهرون الصافرات بشكل جماعي في خطوة رمزية لتنبيه الحكومة بضرورة التوجه الجاد نحو دراسة الوضع الامني بعلمية ، ومتابعة الفاعلين من منفذي التفجيرات ، وكشف التحقيقات امام الناس عبر وسائل الاعلام بشفافية.

وقالت الناشطة هناء ادور في كلمتها اثناء الاعتصام ، ان هناك سلسلة اعتصامات ستتكرر لتنبيه الاجهزة الحكومية، ومن اجل الوقوف مع العوائل المتضررة ومحاولة اعانة تلك العوائل لترميم شققهم ، مع ضرورة تذكير القوى السياسية بالكف عن الخلافات والتفكير الفعلي بمصلحة الشعب.

واثناء الاعتصام حاول اعضاء من مجلس محافظة بغداد ايقاف الاعتصام بحجة ان ذالك يسيء للحكومة ، لكن المتظاهرين استمروا وحملوا شعارات تطالب بضرورة التكاتف والعمل على انجاح الخطط الامنية، واعادةالنظر بالخطط السابقة، كما بينت ذلك الناشطة شذى ناجي مشيرة ان هذا التجمع للتضامن مع العوائل المتضررة وليس للتنديد او ضد الحكومة. فيما بينت الناشطة رقية اسكندر ان الشعارات ركزت على اهمية تعاون الجميع لمصلحة البلاد ، بعيدا عن التفكير الفئوي او محاولات اسقاط الاخرين سياسيا ، مع التاكيد على التفكير باحوال الناس المتضررين ، وايجاد حلول سريعة لهم ، وعدم الاكتفاء بالوعود ، مع اهمية عرض كافة تفاصيل التحقيقات امام الناس عبر وسائل الاعلام ، واعتبار تلك الحوادث جرائم ضد الانسانية ، واعلان الحداد العام في البلد.

ومن المشاركين من السياسيين في هذا التجمع النائب السابق في الجمعية الوطنية عبد فيصل السهلاني ، الذي اعتبر مشاركة السياسيين في مطالبات الجماهير للكشف عن منفذي الجرائم باتت ضرورية الان ، وعلى الكل ان يعي حجم المسؤولية والابتعاد عن التصريحات المطمئنة والايجابية فقط ، لأن الشعب يبحث الان عن المصداقية ويريد الحقائق ، وان تلك العمليات تستهدف العملية السياسية التي نطمح بنجاحها كلنا وعلينا ان نتعاون مع الناس في ذلك .

وسار المتظاهرون نحو مبنى وزارة الخارجية وقد حملوا الزهور ليلقوها في موقع الانفجار ، وكان في استقبالهم السيد لبيد عباوي وكيل وزير الخارجية الذي ثمن خطوة منظمات المجتمع المدني في هذا الموقف التضامني الانساني ، الذي وصفه بالنبيل ويعطي صورة للتكاتف الحقيقي بين ابناء الشعب ، مؤكدا ان مئات الجرحى من منتسبي وزارة الخارجية نقلوا الى خارج العراق لغرض العلاج بالتعاون مع بعض دول الجوار وهناك وجبات اخرى ستنقل قريبا الى مستشفيات عربية واجنبية لنفس الغرض .

ثم توجه المعتصمون إلى مسكن أحدى العوائل المنكوبة بفقدان طفلها الصغير اثناء الانفجار لمواساتها، وكذلك زاروا موقعاً أخر تعرض للانفجار يعود إلى وزارة الزراعة ، واستقبلتهم مديرة الدائرة السيدة ضحى الصدر ، وأطلعتهم على الدمار الذي تعرض له المبنى مبينة أن أكثر من خمسين من موظفيها أصيبوا جراء ذلك.

وأخيراً انتقل الجمع إلى مبنى وزارة المالية في جانب الرصافة ، واضعين أكاليل الزهور على الموقع المدمر ، الذي تناثر الدم على جدرانه ، معبرين عن مواساتهم للموظفين ، ونيتهم في استمرار حملتهم لتحشيد الرأي العام في الضغط على الحكومة من أجل الكشف عن القتلة ومن ورائهم ، وانزال القصاص العادل بهم ، ومعالجة القصور الفاضح في أداء الأجهزة الأمنية والدفاع ، مع أهمية بناء جسور الثقة والشفافية بين هذه المؤسسات مع وسائل الاعلام والمواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ، لغرض منع تكرار المأساة ، وإلتصدي لمخططات قوى الشر والارهاب والفساد .

 


26 أب 2009



 

free web counter

 

أرشيف المقالات