| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 27/4/ 2009



تحجرت دموعنا

جمال المباركي

تحجرت الدموع في اعيننا وتكسرت العبرات في قلوبنا نحن ابناء المندائية في بلد الرافدين الذي لنا فيه تاريخ متنوع كتبناه بالتعب والجهد والدم مع الاخرين الذين عاشوا في نفس المكان ونحن من ساهم ببناء تلك الحضارة التي علمت الانسان كتابة الحرف الاول, كما اننا ابناء تلك الديانة الاولى في التوحيد وعبادة الخالق الله الحي العظيم نحن ابناء المندائية المسالمة السمحة الرافضة لشتى انواع العنف والقتل او التعصب, نحن يا من يتعمد بماء الحي الجاري على ضفاف دجلة والفرات والذي منه انبثقت الحياة .

فكيف تسفك دمائنا امس واليوم وغدا امام اعين من يسمون انفسهم حماة الشعب العراقي؟ بالامس القريب وقبله جرائم عديدة ومنها جريمة الكوت البشعة التي راح ضحيتها الابرياء من شباب واطفال ونساء ولحقتها مجرزة الطوبجي بقتل الصاغة المندائيين الذين ابتلوا بهذه الحرفة وسهلت على الاخرين في حال وقوع الجريمة في تقديم العذر مسبقا وان الجريمة جنائية ومن اجل السرقة فقط لا غير والفاعل مجهول ....!!!! ومن قبلها في مدينة الشعب وبنفس الاسلوب ثم عاد الاوغاد ليغتالوا زهرة جديدة من بستان المندائية الجميل .

اليوم على ارض الرافدين تسيل دماء زكية ليس لها علاقة بالاحداث السياسة او الصرعات الطائفية الدائرة هناك على مراكز السلطة بل لهم مساهمة جادة في لملمة الصفوف وتوحيد الكلمة العراقية ونبذ الخلافات من اجل بناء عراق معافى يحتضن الجميع دون تفرقة, ان هؤلاء الابرياء دفعوا دمائهم ضريبة هذا العنف لانهم من ابناء المندائية المسالمة لانهم من الكادحين من اجل لقمة عيش بالحلال لادامة حياتهم وحياة ابنائهم لانهم صافيو النية والقلب يعملون بجد من اجل وطنهم ولم يخونوه ابدا.

لقد نزف القلب دما وصار الصبر مرا علقما وبدأنا نصاب بالغثيان وفقدان الامل لما يجري في بلدنا في عصر تنادي فيه الامم بأحترام الانسان واحترام الرأي الاخر وترك العباد وشأنهم فخالقهم هو المكافئ وهو المعاقب وهو المسامح وما عليكم الا النصح والارشاد.

كم من صرخة استنجاد وجهها ابناء هذه الاقلية لمن لهم احبة كانوا يوما ما جيران او زملاء مدرسة او زملاء عمل اوشركاء تجارة او من عمل في حقل السياسة والثقافة لكي يوضح للذين ضللتهم الجاهلية وافكار الظلام بأن المندائيين هم من اصلاء العراق ، هم من بناته ، من الموحدين ، من المسالمين ، من الذين لا ينافسون الاخر على سلطة فعلامكم تذبحون بهم؟

متى يستيقظ ذلك الضمير الانساني ويعي حقيقة هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق المندائيين ويتوقفوا والى الابد عن مضايقتهم واباحة دمهم وسرقة اموالهم واجبارهم على ترك دينهم .

ثم اين الخطأ الذي ارتكبه ابناء هذه الطائفة حتى يسفك دمهم بوضح النهار وامام اعين المسؤولين ورجال الدين المهيمنين على السلطة وقراراتها دون رادع او عقاب للمجرمين.

فهل فقدتم يا من تسمون انفسكم ابناء الرافدين ويا من تدّعون انكم علمتم الانسان الاول الكتابة والقانون ، السيطرة على افعالكم ودخل الشر عقولكم وقلوبكم فبدأتم بقتل وتهجير تلك الاقليات التي لاحول ولا قوة لها غير الاعتماد على خالقها وفسحة العمل والتي من خلالها يستمدون عيشهم الحر الشريف..

صرخة اخرى بل مئات.. الاف الصرخات نطلقها في عنان السماء.. الى كل الشرفاء العراقيين والى من لهم القدرة على حماية وانقاذ هذه الشريحة العراقية الاصيلة من هذا الذبح المجاني ان يساهموا وبكل ما يملكون من قوة بأيقاف هذه الحملة التترية التي سيكون مردودها عكسيا على فاعليها فالتاريخ لا يرحم القتله ولا يزكيهم.

كما نناشد الضمير الانساني العالمي وجميع منظماته التي تعنى بحقوق وحماية الانسان ان تتدخل مباشرة وان تساهم بوضع حلول عملية ناجحة لايقاف هذه الهجمة الظلامية والتي مزقت احلامنا في العودة الى العراق والمساهمة في بنائه ديمقراطيا حرا متآلفا قويا معافى تسوده مؤسسات القانون .

اوقفوا هذا النزيف المستمر وحافضوا على المندائيين في كل مكان فهم بذرة الخير والمحبة والسلام.

الصبر الصبر لاهلنا ولذوي شهدائنا وجنة الخلود لجميع الشهداء الابرياء العراقيين المندائيين الاصلاء

والخزي والعار للقتلة المجرمين.


هولندا

 

free web counter

 

أرشيف المقالات