| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين  27 / 10 / 2014


 

الشهيد البطل محمد صالح العبلي في الذاكرة والوجدان

د. حافظ شكر التكمجي


الشهيد محمد صالح العبلي – تخطيط بريشة الفنان محمود صبري

من أين أبدأ بالحديث عن هذا الإنسان الفذ الذي حفِلت حياته بالمآثر الكبيرة خدمة لعراقنا الحبيب منذ ريعان شبابه وحتى آخر رمق من حياته عندما استشهد على يد عصابة 8 شباط الأسود عام 1963. هذا الانقلاب الذي خططت له وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وارسلت التوجيهات والأسماء من محطة إذاعتهم في الكويت، وركب منفذوها في "القطار الأمريكي" ليمعنوا في استباحة دم الوطنيين والشيوعيين العراقيين. من أين أبدأ؟.. دعوني أولاً أن أقدم نماذج فذة ونادرة عن ما قدمه الشهيد من خدمة للوطن والأصدقاء، وأذكر موقفه الشجاع في الدفاع عن الحزب الشيوعي وامتناعه عن تقديم أية اعترافات ضد رفاقه. أتذكر أنه، وهو يتعرض لأقسى أشكال التعذيب الرهيب، لم يبح للمجرمين القتلة من البعثيين بأية كلمة تنال من حزبه ووطنه وهو في غمرة المعاناة، قائلاً لهم:" لو سألتمونني عن عدد أرجل الكرسي الذي أجلس عليه فلن أقول ذلك".

أما النموذج النادر الآخر فهو شيمته ونبله وحرصه على تقديم المساعدة لأصدقائه المحتاجين، وهو ليس أقل منهم حرماناً. فقد أصيب أحد أصدقائنا الطيبين "شهاب الگصب"، بمرض خطير بلغ مرحلة متقدمة لعدم قدرته على دفع مصاريف الطبيب والأدوية، فما كان من العبلي الوفي إلاّ أن يبادر هو ووالدته الفاضلة ببيع ما يمكن من مصوغات الوالدة، وتقديم العون إلى صديقنا الفنان المسرحي "شهاب الگصب" رغم فوات الآوان.

وأعود بالحديث عن دوره المتميز في النشاط السياسي والوطني والحزبي الذي واكبته، حيث شاركت في بعضها. بداية أذكر كيف تعرفت عليه ومتى؟. ففي عام 1944 وفي بداية السنة الدراسية في مدرسة الأعدادية المركزية، وكان من حسن الصدف أن العبلي جلس في المقعد المجاور لمقعدي في الصف الرابع الأعدادي. وفي أول يوم من الدوام، بدأ الحديث مع صديق العمر الفنان الكبير محمود صبري في جو من التفاهم بين الطرفين. ومن جملة الأمور التي دارت بيننا هو حديث محمود عن اصدقائه، واقترح بأن أصاحبه للتعارف والاستفادة منهم. رحبت بالفكرة وذهبنا سوية مساء اليوم للقاء بهم. وجرى اللقاء في "مكتبة غازي" التي تقع في شارع الكفاح (غازي سابقاً) وفي محلة قنبر علي.


محلة قنبر علي - لوحة زيتية

لقد كان محمد صالح العبلي صاحب المكتبة ومديرها، وكان يتردد عليها عدد كبير من الشباب وطلاب الاعدادية المركزية وطلبة ثانويات بغداد الأخرى. وأتذكر بعضهم، فبالاضافة إلى العبلي ومحمود صبري، تردد على المكتبة كل من عبدالله عباس ويحيى الوادي وسعدون الخالد وهشام صفوت وسعد يوسف ونعمان البارح ويحيى البارح وآخرون. وكان العبلي محور هذه اللقاءات لما يتمتع من ذكاء وقدرة على التعبير، بحيث أصبح موضع اعجاب وتقدير الجميع. لقد كنت من الذين أعجبوا وتعلقوا بالعبلي. وبدأت منذ أول يوم لللقائي به إحدى علاقات الصداقة الحميمة التي استمرت حتى يوم استشهاده. لقد استفدت كثيراً من استعارة الكتب القيمة لطه حسين والمنفلوطي وجبران خليل جبران وغيرهم. ولكن مع مرور الأيام اكتشفت أن موقع المكتبة منعزل عن الناس. فاقترحت على العبلي الانتقال إلى مكان لائق أكثر، فوافق فوراً وبدأنا مشروعاً مشتركاً. وفتحنا مكتبة في شارع الأمين، واقترحت عليه تسميتها بـ "مكتبة الطريق" تيمناً باسم مجلة "الطريق" التقدمية اللبنانية ذات المستوى الرفيع والمعروفة بنشر الدراسات والمعالجات الثقافية والسياسية والأخبار الثقافية العالمية. وهكذا افتتحنا "مكتبة الطريق" ليس لاعارة الكتب فحسب، بل لبيع الكتب الثقافية التي تصدر في مصر وفي لبنان وبقية العالم العربي. كان العبلي يدرس في القسم المسائي، مما سهل علينا تنظيم إدارة المكتبة. واتسعت علاقاتنا مع المثقفين. ومع مرور الأيام تبلور طموحنا باتجاه افتتاح مكتبة في محل بارز في بغداد. وهكذا انتقلنا إلى أحد المراكز الثقافية المهمة في شارع الرشيد في محلة الحيدرخانة. وكانت المكتبة الجديدة جزء من عقار "مقهى العجمي" التي كان يرتادها عدد من الأدباء والصحفيين والشعراء كالجواهري وعبد القادر البراك والسياب ومحمد صالح بحر العلوم وغيرهم.


مقهى العجمي في شارع الرشيد

اقتصرت المكتبة هذه المرة على بيع الكتب الصادرة حديثاً والكتب الأدبية والتاريخية والسياسية والكتب المدرسية الخاصة بمراجل الدراسة في الكليات. ولاقت المكتبة نجاحاً كبيراً، وأقمنا علاقات اجتماعية واسعة خاصة في المجال السياسي. وكانت المكتبة موضع رقابة من قبل أجهزة الأمن التي بادرت في النهاية إلى اعتقال العبلي وغلق المكتبة. وبالمناسبة كانت هناك مكتبة أخرى هي "مكتبة بغداد" التي لم تكن تقع ّ إلاّ على مسافة بعيدة من مكتبتنا، وكانت أوسع وتضم وتبيع كتباً ومجلات عربية كثيرة. كما كانت تطبع وتنشر الكتب باللغة العربية والكتب المترجمة عن اللغات الأجنبية ويديرها ضياء عبد الوهاب وطالب الخشالي. وعلمت فيما بعد أن فتحها وتمويلها في البداية جرى بدعم من شخصية تقدمية مهمة في البلاد. ولقد ربطتنا علاقات جيدة بهم.

لم يقتصر نشاط العبلي على المكتبة فقط، بل اشترك معنا في نشاطات مميزة أخرى. ففي خلال الصيف والعطلة المدرسية، نجحنا في فتح دورة لمكافحة الأمية في بناية الاعدادية المركزية. وكان يقوم بإدارتها محمود صبري وعدد من الأصدقاء وحققت نجاحاً كبيراً. فقد سجّل في الدورة أكثر من 500 شخص من العمال والمهنيين من معمل سيجاير غازي وغيرها من المعامل. ووزعنا جوائز على الأوائل وقد جرى شراؤها من قبل المدرسين. إن حماس الطلبة دفع العديد من منتسبي الدورة الأولى إلى الالتحاق بالصف الثاني في العطلة الصيفية اللاحقة، وتلتها دورة ثالثة في ثانوية الفضل، وأدارها جاسم الرجب أحد مدرسي الثانوية المعروفين. وخلال نفس العطلة الصيفية، افتتحنا في مدرسة المأمون جمعية ثقافية وترفيهية، وكانت نشطة جداً حيث كانت تعقد مساء كل يوم لقاءات عامة تلقى خلالها الكلمات والشعر والأغاني. وكان العبلي نشيطاً وعنصراً أساسياً في الجمعية. وقد قدم العبلي في إحدى الأمسيات مسرحية "قيس وليلى" باللهجة العراقية، وكانت ناجحة جداً ولقيت الترحيب الكبير من الجمهور. وقد قام العبلي بدور "قيس"، وقام بدور ليلى أحد الاصدقاء، وجرى إعداد المسرحية إعداداً جيداً من حيث العرض.

الانتماء إلى الحزب الوطني الديمقراطي

بعد النضال الشعبي الواسع والمديد الذي خاضه طلاب الكليات والمثقفون والسيلسيون على وجه الخصوص، أجازت الحكومة في عام 1946 نشاط خمسة أحزاب، وامتنعت عن إجازة نشاط الحزب الشيوعي. فقد أجازت الحكومة كل من الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب الشعب وحزب الاتحاد الوطني وحزب حكومي آخر لا أتذكره. وأعلن في ذلك الوقت عن تشكيل الهيئة المؤسسة لحزب التحرر الوطني، وكان على مقربة من الحزب الشيوعي العراقي، ولكن لم يتم إجازتها. عقد العبلي لقاءاً مع عدد من أصدقاء المكتبة، وكان البعض منهم متأثراً بأساتذتهم في المتوسطة الغربية، الذين نصحونا بالانتماء إلى الحزب الوطني الديمقراطي. وهكذا قررنا الانتماء إلى الحزب، وكنت أول المنتسبين بهوية كانت تحمل رقم 36. وقام العبلي بالدفاع عن مبادئ الحزب الوطنية والديمقراطية برفقة أعضاء في اللجنة المركزية كانوا مؤمنين بصدق بهذه المبادئ ومنهم الشهيد زكي عبد الوهاب والدكتور طلعت الشيباني. وكان نشاط الحزب حافلاً في البداية بالنشاط الوطني. واستقطب الحزب عبر صحيفة الأهالي وبكتابها من المثقفين عدداً كبيراً من الأعضاء، وخاصة بفعل نشاط العبلي ورفاقه. وكانت تقام مساء كل يوم محاضرات ثقافية وسياسية تشرح خلالها أهداف الحزب والحركة الوطنية والاتجاه العام للتعاون مع الأحزاب الأخرى لتحقيق الأهداف الوطنية. وقد بذلنا جهوداً واسعة لانجاح دعاية الحزب ونشاطه.


المرحوم كامل الجادرجي

ولكن بعد مرور فترة من العمل لوحظ وجود نزعة فردية وديكتاتورية عند زعيم الحزب كامل الجادرجي. وحصل بعد ذلك اختلاف في مجلس الإدارة، خاصة بعد أن أعلن الجادرجي إلى تغيير اسم الحزب ونهجه إلى حزب مشابه للأحزاب الأوربية والانجليزية على وجه الخصوص، حزب بعيد عن ظروف العراق الخاصة التي تتطلب النضال ضد الاستعمار البريطاني والعصابة الرجعية الحاكمة في العراق. فرفض هذا التوجه.


المرحوم الدكتور طلعت الشيباني

وتكونت كتلة وطنية في الحزب الوطني الديمقراطي ترفض هذا التوجه. و نتيجة لنشاط الكتلة المعارضة التي تزعمها الدكتور طلعت الشيباني والشهيد زكي عبد الوهاب ومجموعة العبلي لم ينجح المشروع الذي قدمه الجادرجي في المؤتمر. واثر ذلك، ترك الجادرجي الحزب وأعلن تجميده، وقررنا نحن الاستقالة من الحزب. أتذكر في أحدى المرات جرت مظاهرة حاشدة نظمها الحزب الشيوعي في شارع الرشيد، وكنت جالساً مع العبلي في المكتبة، فأغلقنا المكتبة وشاركنا في المظاهرة التي كانت تنادي بالاستقلال الوطني وسقوط النظام العميل للاستعمار. وعندما أعلمنا قيادة الحزب الوطني الديمقراطي بمشاركتنا، انفجر غاضباً وأحالنا إلى لجنة تحقيقية برئاسة المحامي الوطني زكي عبد الوهاب. ولم يصدر أي قرار ضدي وضد العبلي من اللجنة.

ومن المناسبات الثقافية المؤثرة أن قام المثقف البارز الصامت المهندس جورج حبيب، عضو اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الوطني بمبادرة ثقافية. وقبلنا باقتراحه في المشاركة بحلقة ثقافية. وصرنا نحضر الحلقة أنا والعبلي حيث كنا نرافق جورج إلى بيته، ليلقي علينا محاضرات ذات مستوى رفيع، ويتبعها نشاط وحوار. وكان العبلي المحرك الرئيس في الحلقة. كانت أولى المحاضرات حول كتاب لمؤلف تقدمي أمريكي عنوانه "حرية الرأي". وكانت لهذه الحاضرات تأثير كبير في الارتفاع بوعينا حول ما يدور في العالم من تطورات ومفاهيم تقدمية وأفكار ماركسية.

الانتماء إلى الحزب الشيوعي


الشهيد عدنان البراك

في نهاية عام 1947، جرى انتماءنا، العبلي وأنا، وعدد من الشباب إلى الحزب الشيوعي العراقي. وكان واسطة انتمائي الشهيد عدنان البراك الذي كان طالباً في كلية الطب. لقد اقتنعنا بأن حبنا للعراق وتحرره من الاستعمار وبناء عراق متقدم في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لا يتحقق بصورة حقيقية وجذرية إلاّ عن طريق النضال في صفوف الحزب الشيوعي، وعلى اساس هذه المبادئ تركز عملنا داخل لحزب وفي نشاطاته العلنية. وقد شاركنا في مظاهرات كثيرة جرى الاصطدام خلالها مع الشرطة والأمن، وقتل أثنائها الشهيد البطل يحيى الوادي الذي كان في عداد المظاهرة في إحدى المظاهرات في شارع الرشيد، والتي رفعت شعارات التنديد بالاستعمار وأعوانه المتسلطين على الحكم وشعار الاستقلال الوطني. وخرجت مظاهرة وطنية أخرى في الكاظمية ورفعت شعارات ضد تقسيم فلسطين وضد الاستعمار والمطالبة بتشكيل حكومة وطنية. وعند نهاية المظاهرة التي طاردها أزلام السلطة الحاكمة، وعند عودتنا، محمد صالح العبلي ونعمان البارح وأنا وآخرون في شارع غازي، استمرت الشرطة بمطاردتنا، ومن قبيل الصدفة وتحديات القدر مرت عربة وكنت في أشد حالات التعب، وركبت العربة وودعتهم. في تلك المظاهرة جرى اعتقال العبلي والشهيد نعمان البارح. وقد امتدت فترة اعتقالهم. كما استشهد نعمان البارح بعد اعلانه الاضراب عن الطعام في سجن الكوت. لقد حدثت تغييرات في قيادة الحزب، واستلمنا توجيهات غير سليمة تدعو إلى الاستمرار بالمظاهرات. وشنت الحكومة السعيدية حملة واسعة من القمع والاعتقال. وجرى في 14 من شباط عام 1949 اعدام قادة الحزب فهد ورفاقه بعد محاكمات صورية. وجرى تمديد فترة اعتقال العبلي لينتقل من معتقل إلى آخر. وفي عام 1949، غادرت العراق إلى فرنسا للتحصيل الدراسي، ومكثت هناك حتى عودتي إلى العراق في عام 1957.

مهرجان الشبيبة في موسكو عام 1957



مهرجان الطلبة والشبيبة في موسكو عام 1957



زوجة الشهيد نينا وابنته سعاد محمد صالح العبلي في موسكو



الفنان يوسف العاني

شارك في المهرجان من العراق عدد كبير نسبياً، وانضمت إليهم مجموعة من الطلبة الذين يدرسون في انكلتره وفرنسا وبقية الدول. وترأس الوفد العراقي الفنان الكبير يوسف العاني، كما شارك الشهيد محمد صالح العبلي لتنظيم المجموعة الشيوعية التي شاركت في المهرجان. وقد كان مهرجان موسكو مناسبة عظيمة بالنسبة لي حيث التقيت مجدداً بصديق العمر والانسان الفذ في كل اعماله وخلقه؛ أي العبلي. كنت سعيداً أن أقضي معظم الوقت معه لمساعدته في الترجمة أثناء لقاءاته العديدة في مقر الوفد العراقي وفي مقرات الوفود الأجنبية والتعرف عليها وتبادل التجارب وتوثيق العلاقات النضالية معها خدمة لقضية السلام والصداقة في العالم. وقد قام الأعزاء يوسف العاني والعبلي بإدارة الوفد وتوزيع النشاطات، وعرض يوسف العاني إحدى مسرحياته الناجحة. ولقد ساهمت الوفود العراقية الطلابية القادمة من أوربا في كافة النشاطات الثقافية والاجتماعية بصورة رفعت من سمعة العراق، وخاصة العدد الكبير والنشيط القادم من انكلتره. وقام الوفد العراقي بعكس وجه العراق التحرري والمناضل، رغم ما تخلل النشاط من خلل ناجم عن خلافات وأمور شخصية من عدد محدود من القادمين من العراق.

مقاومة انقلاب شباط 1963 واستشهاده البطولي



طريق الشعب تستذكر الشهيد محمد صالح               جريدة البرافدا الموسكوفية تنشر خبر اعدام
                                                                     الشهيد العبلي وجمال الحيدري وعبد الجبار وهبي
                                                                  في 26 تموز عام 1963



الشهداء سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي
موسكو - 1961

ولا يسعنا في نهاية استذكارنا لشهيدنا الغالي إلاّ الإشارة إلى الدور البطولي والصمود في وجه الانقلاب الفاشي البعثي الذب نفذ بالتعاون مع الاستعمار والأنظمة العربية الديكتاتورية والخاضعة للاستعمار، وفي مقدمتهم الدول الخليجية. لقد قاد العبلي المقاومة بشجاعة لعدة أيام مع المناضلين في محلة باب الشيخ في وسط بغداد، وكانت موضع تقدير وإعجاب الشعب العراقي. وتم اعتقاله هو والشهيد جمال الحيدري وعبد الجبار وهبي، وتم تصفيتهم بدون محاكمة وبدون أن يترك لهم أثر، شأنهم في ذلك شأن كل ضحايا هذه الردة السوداء والكارثة الوطنية التي عصفت بالبلاد في شباط عام 1963، وفي مقدمتهم الشهيد سلام عادل ورفاقه.







 

free web counter

 

أرشيف المقالات