| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 27/7/ 2011

 

الى ماذا ترمز الانشقاقات في التيار الصدري

حسن علي - البصرة

لقد اجمع الكثير من الناس وبغض النظر عن مواقعهم المجتمعية ناهيك عن المتتبعين والمختصين والسياسيين على مسألة غاية في الاهمية والخطورة وهي ان تبلوروتشكل التيار الصدري وبروزه بهذه القوة والسعة والانتشار لايعود فقط الى التراث النضالي لآل الصدر وتضحياتهم الجسام ومواجهتهم لحكم الطاغية صدام وانما تنسب تلك الجماهيرية العارمة الى كون هذا التيار نشأ في ظروف ما بعد سقوط الصنم واحتلال العراق من قبل امريكا وحلفائها وما صاحب ذلك من انفلات امني على جميع الصعد وحالة الرعب والهلع الذي اصاب جلاوزة البعث الذين كانوا يعتقدون بان الاجتثاث والتصفيات ستشملهم لهول ما ارتكبوه من جرائم ومجازر ونذالات يندى لها الجبين فما كان من تلك العصابات والجرذان المذعورة من منأى للعقاب العادل غير ان يلوذوا بالانضمام لهذا التيار حيث يجدون في كنفه الامان والحماية وكذلك الانطلاق لمواصلة الرذائل التي اعتادوا على ارتكابها وفعلا وكما اثبتت الاحداث وكل المؤشرات على صحة ما ذهب اليه المحللون من ان مجاميع كبيرة من البعثيين والمرتزقة قد انضموا فعلا الى ذلك التيار كما ان هناك مجاميع من الصعاليك والمجرمين والذين اطلق سراحهم من السجون والمعتقلات الصدامية قبيل احتلال العراق وجدوا ضالتهم في ذلك التيار الجارف والمندفع والحامي لامثالهم ناهيك عن المرتزقة والنفعيين والانتهازيين والوصوليين من مختلف طبقات المجتمع وقد وجدت مجموعة من المثقفين وانصاف السياسيين فرصتهم لاحتساب انفسهم على هذا التيار خاصة وانه اي التيار الصدري لا يمتلك حدود تنظيمية واضحة حيث وجدت العديد من الجماعات والفئات والافراد فرصتها في الانتساب لهذا التيار الواسع بغية تحقيق اهدافها الخاصة ولذلك رأينا ان هناك حركات واحزاب وجماعات تدّعي بتمثيلها وعودتها الى مؤسس التيار وحزب الدعوة وانها هي التي تمتلك الحق بتمثيل فكر الصدرالاول ومن تلك الجماعات والاحزاب... حزب الدعوة الذي انفرط عقده الى مجاميع واحزاب سمت نفسها بهذا الاسم سواء جماعة المالكي او تيار الاصلاح الوطني او حزب الدعوة تنظيم العراق وجماعات عديدة كل منها ينزع صفة الشرعية عن الاخرين ويدعيها لنفسه في تمثيل حزب الدعوة الذي اسسه الصدر الاول ولكن وكما يبدو ان السيد مقتدى رأى نفسه هو الوريث الشرعي لوالده وجده فقام بدوره بتأسيس التيار الصدري لينزع صفة التمثيل عن الاخرين جميعا . وهنا لا بد من الاشارة الى مجموعة من المثقفين والذين كانوا في زمن المعتوه صدام الارعن طلاب حوزات وجامعات قد وجدوا فرصتهم في صعود هذا التيار بعد ان كانوا مغمورين لا ناقة لهم في السياسة ولا جمل فنطقوا ومثلوا التيار ورشحوا انفسهم لمجلس النواب باعتبارهم من انصار ومؤيدي ومناضلي ومجاهدي التيار الصدري وهم اليوم يتربعون على كراسي البرلمان ويتنعمون بخيراتها وهم في واقع الحال لا يمثلون الا انفسهم ولا يتمسكون بافكار الصدر الا شكلا وفي حصول اية هزات اخرى سنراهم خارج التيار متذرعين بحجج لا حصر لها

ان التيار الصدري والذي يعتمد على التراث النضالي والجهادي المتجسد بتضحيات الصدر الاول والثاني بأرواحهم متحدين ظلم وجبروت الطاغية صدام وهذا قمة العطاء والتضحية ،ما جعل الصدريين الجدد من اتخاذ ذلك التراث مرتكزا لاحتلال الصدارة بين الاحزاب الاسلامية واحراز مواقع متقدمة في الساحة السياسية العراقية فور سقوط النظام الصدامي،ولكن ومع مرور الزمن وتسارع الاحداث اصبح هذا التيار يعاني اليوم من ازمات عديدة فكرية وسياسية واخلاقية في ان واحد، فمرجعية التيار الدينية والعقائدية تقبع في قم الايرانية وهي بعيدة ومتلكئة عن متابعة الاحداث السياسية والاجتماعية وكذلك الصراعات التي تدور داخل التيار نفسه،ولذلك نرى ان مقتدى الصدر وهو زعيم التيار يلجأ بين الفينة والاخرى الى السيد الحائري وهو المرجع الروحي والديني لآل الصدر طالبا النصح والمشورة فيتزود ببعض الافكار ووجهات النظر والاراء السياسية ويطلع علينا في العراق بمجموعة من الفتلكات والاراء العشوائية والتي سرعان ما تصطدم بالواقع العراقي وكذلك بواقع مكونات التيار الانتهازية وبخاصة قيادات التيار فنراه يعود القهقرى الى قم طالبا المزيد من النصح من مرجعه الشرعي السيد الحائري بحجة التزود بالعلوم والدراسة الدينية والذي هو غير كفء لها ، ومن هنا ينجم التخبط في اتخاذ القرارات العشوائية فتارة يجمد جيش المهدي ويطلق العنان لما يسمى بلواء اليوم الموعود وتارة اخرى يهدد بالعودة لحمل السلاح والنزول للشارع في حالة بقاء جزء من القوات الامريكية في العراق بعد نهاية العام2011 ويرفع التجميد عن جيشه المنهار ومرة اخرى يعود ليقول بان جيش المهدويين سيظل مجمدا حتى لو لم تنسحب القوات الامريكية وهو نسى او تناسى ما قاله بالامس القريب واخرى يلجأ الى الاستعراضات العسكرية ويتبجح بضرب الامريكان واطلاق صواريخه على المنطقة الخضراء ومطار البصرة وفاته ان ذلك عملا صبيانيا وغير قانوني طالما ان تياره يحتل مواقع حساسة في السلطة السياسية المتمثلة في الحكومة والبرلمان ويوقع وزرائه على القرارات والمعاهدات التي تلتزم بها الحكومة مع الجهات الاخرى ومن ضمنها الامريكان ، ومرة يطلق العنان الى التثقيف الذاتي لاعضائه مدعيا تسميات كلها تصب وترتبط بالمهدي والمهدوية وكأن السيد مقتدى الصدر يقترب من اعلان نفسه هو المهدي المنتظر وبهذا يريح ويرِّيح الاخرين.

ان التحلل والانفرط والتشرذم الذي يتعرض له ما يسمى (جيش المهدي) هو نتيجة واقعية وطبيعية اذا اخذنا بنظر الاعتبار ظروف تكوّن ونشأة وتبلور تيار الصدر بقيادة زعيمه (الفذ) !! او السيد (القائد حفظه الله ؟) !! ولاحظوا هذه الصفة نقلها جلاوزة البعث واضافوها على السيد الصدر لانهم معتادون على اضفاء الاسماء الحسنى على المغرور صدام . فبداية خرج سلام المالكي مستقيلا من وزارة النقل والتيار ونسب اليه بتشكيل عصائب اهل الحق (اهل الباطل) ومن ثم دخل سلام في حوار مع السيد رئيس الوزراء ، وتخلى... او تخلوا عنه جماعة عصائب اهل الحق ليعلن نفسه مستقلا وتزعم الجماعة قيس الخزعلى الذي يرتبط ويعيش في ايران وهو ارهابي يدعي بمقاتلة الامريكان فقط ولكنه لا ينكر تهديد مقتدى الصدر اذا اصر على السكن الدائم في الكوفة كما انهم ينفذون عمليات انتقامية من خصومهم ومعارضي التغلغل الايراني في العراق.. ثم توالت الانسحابات من التيار بشكل غير منظور او مثير وخاصة المجاميع البعثية التي يقال انها انضمت الى الاحزاب الدينية سواء المجلس الاعلى او التيار الصدري او حزب الله العراق او بقية الله وجماعات واحزاب دينية اخرى بقرار رسمي اصدره حزب العفالقة بغية حماية منتسبيه من الملاحقة وكانت اسهل المكانات الرخوة هي التنظيمات الدينية (حيث لا يحتاج البعثي او غيره من شذاذ الافاق الا ان يطلق للحيته العنان ويلف رأسه بغترة وسخة ويعلن التوبة ويقف خلف الامام مؤدياً صلاة الجمعة) ثم يحمل سلاحه مدعيا انه من جماعة التيار او غيره من العصابات المسلحة... بينما كان مقتدى الصدر يبعد ويطرد ويكفر بين الفينة والاخرى جماعة ضالة خارجة او متمردة على قيادته اوغير ملتزمة بقرار التجميد الى ان حصلت واقعة (السقيفة) التي اختلف بعضا من جماعة التيار مع احد المواطنين حيث تم التجاوز بضعة امتار من احدهم كما قيل على ارض الاخر مما حدا بالشخص الذي ينتمي الى جماعة الصدر باستدعاء فصيلة مسلحة من جيش المهدي لمهاجمة المواطن واخيه وقتل احدهم وجرح الاخر مما حدا بالصدر لادانة الحادث والتبرؤ من الفاعلين حيث كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث اعلن ما يزيد على ثلاثين من قادة التيار ومعهم اعداد كبيرة مغادرة التيار والتمرد عليه وهذا يعتبر ثاني انشقاق كبير بعد تمرد وخروج عصائب اهل الحق؟ ويلاحظ انه ولحد الان ان جميع من تمرد وخرج من جيش المهدي هم من المجرمين والاختطافيين والمرتزقة التي تعيش على الاتاوات والخاوات والقتلة والمجرمين والبعثيين الساقطين والمنبوذين وتجار المخدرات وتجار السلاح والمهربين وعملاء ايران وسوريا والكويت... واحكموا انتم بأنفسكم كم كان جيش المهدي ولا زال يضم بين جنباته وصفوفه من حثالات المجتمع العراقي ومرتزقته ومجرميه.

ترى اليس من الحكمة والتعقل ان يقف قادة هذا الجيش وزعيمهم الفذ والعبقري ، السيد القائد حفظه الله ورعاه!! وقفة تأمل وتروي ومحاكاة الواقع وسماع نصائح المقربين اليه والمحايدين ويعيدوا النظر بتركيبة وسياسة وفكر هذا الجيش بغية حله ورمي من تعلق بأذياله من عتاة المجرمين والانتهازيين والوصوليين وشواذ المجتمع العراقي الى المزابل .. ويتحول بدوره الى حزب سياسي غير طائفي وغير ديني وينصرف السادة الشيوخ وعلماء الدين الى الجوامع والحسينيات لتقويم الناس ونصحهم لعمل الخير والاحسان والبر والتقوى.
 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات