| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 27/1/ 2010

 

كلا ايها "السيد النائب" سنؤسس متحفا لاجرام حزب البعث !

علي بداي

كنا نعرف، حتى اقلنا حكمة ، الخطة البعثية الملخصة بان يطلق البعث خبراتة الفريدة من نوعها في سفك الدم ليقول بعدها: الم يكن عهدنا افضل؟؟ وقلنا منذ البدء ان البعض بتصرفاته النزقة المنفرة سيثير ركام الوسخ والخباثة في قعر نفوس البعثيين ليعيروننا: اهذا ما اردتموه؟ وقلنا في وقت مبكران كل تصرف طائفي من قبل اي سياسي بارادته كان ذلك او دون شعورمنه ، بتخطيط او بعفوية انما يهيئ البعثيين للانقضاض على ماتبقى منا، فهو يعطيهم فرصة لم يحلموا بها لاظهار حكمهم البغيض بمظهر المتمدن .
ولكن كيف تقارع حكمتنا سياسيي الطوائف من ذوي الآفاق المحدودة والعقول التي تجمدت منذ الفي عام؟
بل اي حظ وقدر هو ذاك الذي جعل امريكا التي شلت حياة العراق في 1991 تعود "لتحرره" بعد اثنتي عشر سنة؟

فلو ان الامور في العراق سارت سيرا منطقيا، هل كان بمقدور رموز ومؤيدي النظام البعثي القمعي الدموي من امثال ظافرالعاني وصالح المطلك الافلات من تلقائية وبساطة العقاب من قبل الاغلبية الساحقة من ضحايا النظام، و بنهج يشبه ما حدث اثناء ثورة 14 تموز في بغداد والثورة الفرنسية في 14 تموز في باريس او الثورة الايرانية؟ هل كان بمقدور ظافر العاني حتى ان يحلم بوجوده طليقا معافى وهو البوق المدافع عن دولة الاستبداد وجرائمها (ومازال للان)؟ ولو ان الامور في العراق سارت سيرا منطقيا، هل كنا بحاجة الى عبقرية امريكا التي اتحفتنا بلغز معاقبة "من تلطخت ايديهم بدم العراقيين" هؤلاء الذين لم يكن بمقدور اي كان معرفتهم ومتابعتهم سوى امريكا نفسها؟

وها هو التاريخ يستدير الينا وكانه يخرج لسانه ساخرا من سذاجتنا حيث لم يكتف المطلك والعاني بكل نتائج حكم البعث من "مدن" المليون ارملة" و"المليون يتيم" و "المليون مقموع" و"المليون محروم " "والمليون فراش" و"المليون عاطل" و وخرائب الثورة و الحيانية و وحقول المزابل التي ترعى فيها الحمير الى جانب الصبية الحفاة وجموع العراة ، و لم يكتف المطلك والعاني ان البعث خلف بلدا هو اكثر بلدان العالم في عدد القبوروعدد الارامل والايتام والمعوقين، و مدنا هي اكثر مدن العالم رثاثة، وريفا هو اكثر ارياف العالم خرابا، وانسانا هو اكثر سكان الارض قلقا وحزنا وتعاسة.

خرب حزب البعث في العراق اكثر مما خرب هولاكو، وفقد العراق والعرب من الارواح على يديه، اكثر بالف مرة مما فقدة العرب مجتمعين في كل معاركهم ضد الاستعمار والصهيونية، وبالرغم من كل ذلك يدافع السيدان النائبان عن عهد البعث الزاهر. لا اتصور ان حزبا في التاريخ قد كشف امام العالم على حقيقته المخزية، وبالادلة الدامغة التي لا تقبل التأويل كما كشف حزب البعث، وتكاد برامج الكومبيوتر تعجزعن احصاء حجم الضرر الذي الحقه بالعراقيين.
حكم حزب البعث بلدا هائل الثروات يعج بالكفاءات العلمية والفكرية، ويستند الى ارث حضاري يمتد لآلاف السنين...وبعد اربعين سنة رجع العراق قرونا الى الوراء ، وانتهى به المسار لان يصبح بلدا ممزقا، ضعيفا، فقيرا، محتلا من امريكا وبريطانيا، فلماذا تظل هذة الحقيقة عسيرة على فهم السيدين النائبين؟

لا احسب المطلك ولا العاني يجهلان قصة الوالد المفجوع الذي اعدم حزب البعث ابنة، ثم اجبروه ان يغني ويرقص خلال مسيره احتفال (عيد) تأسيس حزب البعث، لكي يبرهن على "إخلاصه للحزب والقائد ويغسل العار اللاحق بالعائلة" وذلك بعد يوم من اعدام ابنة،او قصة نساء دفن بملابسهن وباحضانهن اطفال لا يتجاوزون الثانية من العمر!!! او قصة سجين يجبر على حفر قبره بيده ثم يفجر بحزام ناسف؟ او قصة عدي صدام يلقي باحد العاصين من الطابق الخامس لعمارة!" اوقصة محامية لامعة سلبت العقل، واصبحت تنام مع القطط في الشوارع نتيجة التعذيب على يدي السادي عدي بعد ان تجرأت، واحترمت ضميرها ومهنتها فكسبت دعوى لموكلها ضد بعض الاطراف التي تربطها علاقة بعدي صدام وقصة اخرى عن امرأه عراقية اعتقلت بمفردها، فاعتدي عليها من قبل شرطة حزب البعث طيلة عشرين سنة وحين خرجت من المعتقل خرجت مع خمسة اطفال هم اطفالها وثمار الجرائم ضدها في ان...هي لا تعلم اي طفل من اي وحش ينحدر.!
انها حقائق لا يتصورها العقل البشري، يتداولها الناس مسجلة على اقراص ليزر، حقائق تدعو كل ذي ضمير الى المطالبة بقبر حزب البعث وتراث حزب البعث ، لكن العراقيين قد بلغوا من اللين والرخاوة حدا انهم عصروا عصرا ، فبعد ان توسل صدام الى الذين مسكوا به ان لا يعذبوه، رأيناه كيف استأسد في قاعة المحكمة وكانه لم يسحب من حفرة كالجرذ، والكرة تعاد اليوم مع المطلك والعاني اللذان سيطالبان بعد ايام ربما بمحاكمتنا جراء اعدام الكيمياوي من يدري ؟

لقد نسي البرلمانيون قبل ان يصوّتوا على اي قانون ،ان يصوتوا على قانون يعتبر البعث كحزب وكفكر فاشستي عنصري كما صوتت ايطاليا والمانيا من قبلنا ، ويتبعوه باجراءات ملاحقة لكل مخالف وتجاهل البرلمانيون واحزابهم اهمية تاسيس متحف مركزي يوثق هذا الاجرام المتأصل بالبعث من ناظم كزار الى صدام حسين وانتهاءا بعلي كيمياوي..واراهن ان متحفا كهذا سيدر ارباحا هائلة وسيكون مصدرا هاما للباحثين في مجال الكائنات المتوحشة التي عاشت خطآ في زماننا الحالي .



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات