الثلاثاء 26/5/ 2009

بوك .. انهب.. واهرب.... جمال المباركي الفساد آفة فتاكة تاكل الاخضر واليابس, والفساد الاداري والمالي المستشري حتى النخاع في مفاصل الدولة العراقية استنزف طاقات البلد المالية لصالح جيوب محددة لبعض رجال الدولة المدعومين من الاحزاب المسيطرة على السلطة والذين وللاسف الشديد تصدروا تلك المناصب من خلال عملية المحاصصة الطائفية المقيتة التي تشكلت منها حكومة العراق الحالية. لقد اشار الكثير من الكتاب ومن ذوي الشأن والاختصاص عن وجود حقيقي لتلك الظاهرة الافة الفتاكة , كما تحرك بعض المخلصين والخائفين على المال العام بكشف حقائق هذا السلوك المشين الذي اهدر المال العام للنفع والمصلحة الشخصية بعيدا عن الولاء الحقيقي للعراق وشعبه الجريح المحتاج الى النزاهة والحرص والعمل الجاد من اجل تطوير حالته الاجتماعية والاقتصادية , وما تم كشفه مؤخراً من فساد في وزارة التجارة وعلى رأسها الوزير نفسه لهو دليل على صدق الصادقين في تشخيص تلك الافة وانتشارها المروع في النظام الهيكلي للدولة العراقية فان المحاسبة القانونية امام ممثلي الشعب (البرلمان) بالادلة الثبوتية هو السبيل الوحيد لايقاف هذه الافة, وعلى دولة رئيس الوزراء السيد المالكي ان يفعل ويحمي دور لجنة النزاهة وان ينتبه لكل الحريصين والوطنين الشرفاء الذين يشيرون بالادلة الى تلك البؤر الفاسدة في كشف كل المسيئين ومستخدمي المال العام بطرق غير شرعية وغير شريفة ، خدمة منهم لهذا البلد المذبوح. نأمل نحن ابناء العراق من دولة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ان لا يكتفي بقبول الاستقالة او الاقالة بل تقديم كل من تسّول له نفسه و تتلوث يده بمقدرات الشعب العراقي الى القضاء العادل ليقتص من هؤلاء العابثين وحجز ومصادرة الاموال الخاصة بهم بالحال كي لا يتم تسريبها وتهريبها الى اماكن غير معروفة ، كما هو معمول به في البلدان التي اعتنقت النظام الديمقراطي نظاماً ادارياً وسياسياً لادارة شؤونها المدنية في كشف المتلاعبين بالمال العام وكيفية تغريمهم ومعاقبتهم , عند ذاك سوف لا ينطبق هذا المثل السئ على الذين فهموا اللعبة (بوك.. انهب.. واهـــــــــــــــــــــــرب..) 26-05-2009