الثلاثاء 26/4/ 2011

الذكرى المئوية للسياسي والكاتب زكي خيري غضبان مزهر ولد زكي خيري في 12 نيسان من عام 1911 حيث واكب تأريخ العراق المعاصر بكل تجلياته , وعاصر حربين عالميتين , وكذلك مرحلة مهمة من تـاريخ البشرية هي بداية انتشار الفكر الاشتراكي بأنبثاق ثورة اكتوبر في عام 1917 في روسيا . ومع تطور الحركة الثورية في العراق منذ نهاية العشرينيات من القرن الماضي شارك المناضل زكي خيري في جميع فعاليات شعبنا في التظاهر والاعتصام وارتبط مع نضال الحركة الثورية (وركز نضاله الوطني ضد الامبريالية العالمية وحلفائها باعتبارها العدو الرئيس لشعبنا وللبشرية جمعا ).اضافة الى تأثره بثورة العشرين وتداعياتها . المناضل زكي خيري ( ابو يحيى ) درس في مدارس بغداد - المدرسة البارودية منذ العشرينات وقبل ذلك تعلم القرأن وحفظه وتأثر بمعلميه الذين كانوا ضد المحتل الانكليزي . كان يلتقي المثقفين اليساريين في عام 1927 في نادي التضامن قبالة جامع الحيدرخانه , وهو نادي لقراءة الصحف العراقية والعربية , ويلتقي مع اعضاء النادي الدائميين (عبد القادر اسماعيل وعزيز شريف وحسين الرحال وحسين جميل وغيرهم ), وهناك تطورت مداركه حيث تأثر بهؤلاء المثقفين ، خاصة كتابات الرحال عن الماركسية وكتاباته في الصحف والمجلات ... الخ . وطلب الانتماء الى الحزب الوطني بقيادة ( الوطني جعفر أبو التمن ) في عام 1927 , لكن الحزب رفض قبوله بسبب صغرعمره حيث كان في عمر 16 سنة . واشترك في اول مظاهرات في 8 من شباط 1928 ضد زيارة الفريد موند القطب الصهيوني البريطاني للعراق حيث دعاه الملك فيصل لزيارة العراق . يعتبر المناضل زكي خيري من مثقفي الحزب حيث درس الماركسية اللينينة بشكل جيد ومن خلال اللغة الانكليزية التي كان يجيدها, وقد كان مجددا فكريا وسياسيا وتنظيميا , وقد ناضل من أجل أن يساهم ضد الاستغلال والاضطهاد وضد الاستغلال والاحتلال البريطاني , حيث كان من المساهمين الفعلين في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام 1934وارتبط بروح وطنية مع الحركة الثورية بكل تطلعاتها . (وواكب زكي خيري تاريخ الحركة الشيوعية في العراق منذ نشأتها وارتباطها بالحركة العالمية ومنظماتها النقابية وبالحركة الشيوعية العالمية ,وزكي خيري احد مؤسسي الحزب الشيوعي وعضو في اول لجنة مركزية له في عام 1935 وعضو هيئة تحرير أول جريدة مركزية للحزب الشيوعي العراقي (كفاح الشعب) ومساهم نشط في صياغة سياسته الوطنية والقومية القائمة على الاسس الاممية فضلا عن سياسته العالمية القائمة على التضامن العالمي ووحدة الحركة الشيوعية العالمية). ودخل المناضل زكي خيري عدة مرات السجون والمعتقلات مثل بقية المناضلين حيث امضى 10 سنوات في السجن, وبعد ثورة 14 تموز 1958 أصبح الرجل الثاني بعد سكرتير الحزب سلام عادل , والتي كانت فترة عصيبة من الصراعات مع قيادة الدولة ، عبد الكريم قاسم , واصبح الحزب من الاحزاب الجماهيرية والوطنية حيث يمتلك القدرة على أن يكون في طليعة الاحزاب الوطنية ومن أجل حرية بلادنا وضد حكام العهد الملكي والاحتلال والامبريالية العالمية . وفي المرحلة الثانية من بناء الحزب بعد عام 1963 واختيار السكرتير الاول للحزب عزيز محمد أصبح زكي خيري الشخصية الثانية بعده , وعاش فترة بناء التنظيم مرة أخرى حيث فقد الحزب الكثير من قيادته وكوادره المجربه , وكذلك فترة الانشقاق 1967 والتي انهكت الحزب . عاش المناضل جميع مؤتمرات الحزب وأخرها مشاركته في المؤتمر الخامس في تشرين الثاني عام 1993 بهمة وحماس شيوعيين .وبرغم بلوغه الثمانين من عمره , كان متوقد الفكر حريص على انتقاء الافكار السياسية والفلسفية الجريئة , وكان صادقا مع نفسه وأمميا حريصا على بلوغ الاهداف التي ناضل طيلة حياته من أجلها . تحية لاحد أعمدة الحزب الشيوعي العراقي المناضل والسياسي المثقف زكي خيري   26 نيسان 2011   (المادة بين الاقواس منقولة من كتابات سعاد خيري / كتبات شيوعي مخضرم)