| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 26/4/ 2010

 

الحاجز النفسي يدمر الحاجز الامني...والمواطن لن يتعاون

عدنان شمخي جابر الجعفري
adnan@adnan1.com
 

المواطن الخائف من الاجهزه الامنيه لايمكن الاعتماد عليه في مساعدتها مطلقا...فالخائف من شيء كاره له.

اذا سألنا انفسنا, لماذا يتعاون المواطن الاوربي مع الاجهزه الامنيه في بلده متطوعا...بينما تستجدي قوات الامن العراقيه مثل ذلك التعاون ؟؟؟
الجواب وبصراحه...المواطن الاوربي يتعاون مع الاجهزه الامنيه في بلده لانه يعلم مسبقا بان كرامته ستظل مصانه ,وايضا هو يتعلم التصرف الامني الصحيح في المدارس ومن المراحل الاولى ... مع تدريبه على عدم الخوف من اجهزه الامن ومنتسبيها,وعدم الخوف عند الابلاغ او الدخول الى مراكز الشرطه...لذلك نراه سباقا للابلاغ عن اي خلل يراه بلا اي خوف او تررد.

الدول الاوربيه لم تطلب تعاون مواطنيها بلا مقومات ,بل وضعت اليات تعاون مدروسه,وايضا جعلت المواطن راغبا ومتحمسا لحمايه بلده من خلال شعوره بانه هو اهم شيء في وطنه,اي ان المواطن الاوربي يشعر بانه جزء مهم واساسي من وطنه فعليا... وهذ الشعور ليس فقط كلاما يغنى على الفضائيات مثلما تفعل الدول الدكتاتوريه.

لا احد في اوربا يخاف الاجهزه الامنيه سوى الناس القادمين من دول دكتاتوريه, من خلال الترسبات الموجوده في داخلهم والقادمه معهم من دولهم.
الدول الدكتاتوريه او التي يخطط لها ان تصبح دكتاتوريه هي فقط من يسعى حكامها لاذلال المواطن من اجل ضمان سكوته الدائم.

الدول الاوربيه تعتمد على اليات امنيه متقدمه وقابله للتطور باستمرار بينما تعتمد الحكومه العراقيه على ضباط امن تدربوا على يد النظام القمعي السابق , وهم لا يجيدون شيء سوى سلخ ونفخ اجساد المواطنين...وكل ما درسوه عباره عن مناهج دراسيه امنيه عفا عليها الزمن ,اي مناهج متخلفه وضباط لا يحبون التقدم لانهم و بصراحه لا يفهموه.
وكل ما ابدع به هؤلاء الضباط هو زيادة التواجد الامني في الشوارع , وزيادة الحواجز الامنيه,وهذا دليل جهلهم بمنتطلبات الحاله الامنيه التي يعيشها العراق...بينما نرى ان الدول الاوربيه لا تعتمد على التواجد الامني في الشارع او على الحواجز الامنيه من اجل توفير الامن ابدا...لان مثل هذه الاجراءات تسبب ضغوطا نفسيه ومعاشيه للمواطن ,مما يؤدي الى تردي الحاله الامنيه...وايضا هي اساليب قديمه اثبتت فشلها...بل نرى ان الدول الاوربيه تعتمد على الحس الامني لمواطنيها وتعاونهم مع الاجهزه الامنيه اضافه لاستخدام الطرق الامنيه الحديثه والاعتماد على ضباط مثقفين امنيا, وتكنلوجيا بما يخص الامن.

ان اعتماد الحكومه العراقيه على بعض ضباط النظام القمعي السابق مع اعطائهم الحمايه المبالغ بها, جعل منهم سببا لعزوف الناس عن التعاون مع الاجهزه الامنيه ... اولا لانهم يمثلون صوره الماضي المظلم والاليم , وثانيا لانهم عادوا لممارسه نفس طرقهم القمعيه السابقه مع الناس.

لو جمعنا خوف المواطن المستمر من اجهزه الامن ومن الارهاب مع الضغوط الحياتيه الكبيره للمواطن العراقي في العراق, وربما نجد ان الناتج يكون دافعا للبعض الى الارتماء في احضان الارهاب كوسيله من وسائل الانتحار الذي سينقلهم من دار الجحيم الى دار النعيم...حسب ما تبشر به القاعده...وهذه هي سلعه القاعده الرائجه في العراق وخارجه...اي اصطياد المحبطين وتجنيدهم.

اذا ارادت الحكومه العراقيه ضمان توفر الامن وضمان تعاون المواطن العراقي مع الاجهزه الامنيه عليها اولا حمايه كرامه الانسان العراقي وكبح جماح ضباط البعث سابقا وضباط الديمقراطيه حاليا؟؟!!
وضمان لقمه العيش الكريمه للمواطن العراقي,وضمان حريته الشخصيه, وابعاده عن الضغوط ....بهذا فقط اصبحت اوربا امنه...ولن يصبح العراق امنا بغير هذا.

 

المانيا

 

26.04.2010
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات