| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 26/8/ 2010



الاربعاءات الحكومية الدامية .... الى متى ؟؟؟

ولاء الصفار
Wala_alsfar@yahoo.com

في فاجعة لم تعد الاولى من نوعها ولا أعتقدها الاخيرة في ظل التخبط السياسي اللامسؤول الذي يبديه السياسيون العراقيون وافتضاحهم على مستوى العالم بتشدقهم بالمناصب واللهاث وراء الكراسي واهمالهم المجحف لحقوق المواطنين العراقيين حتى بات الحال بنا لانعرف ماذا نقول وقد جف القلم وتباعدت وتبعثرت القراطيس والكل فر قبل أن يسمع حكايتنا وتمادى الحال حتى ان صوتنا قد جُرح من قسوة ساستنا فماذا عسانا ان نفعل ازاء هذا الجفاء اللامنتهي من قبل من تسلط على رقابنا.

اذ اننا في وقت سابق وبالتحديد يوم الأربعاء (19 اب 2009) والذي اطلق عليه اسم (الاربعاء الدامي) سجل التاريخ العراقي هذا اليوم أكثر الأربعاءات دماً وشؤماً، واصبح لهذا اليوم في الذاكرة العراقية حوادث شؤم لا تعد، اذ فجع البلد باستشهاد 100 شخصا من ابناءه واصابة 600 بجروح في سلسلة تفجيرات دامية استهدفت مباني أمنية وحكومية ومراكز للشرطة في عدة محافظات عراقية، حتى انها اعادت بنا الذاكرة الى الوراء لنستذكر اجتياح المغول بغداد واستيلاء "البعث" على السلطة في (1968)، وأكثرها تأثيرا أربعاء سامراء ، وغيرها من الشواهد اللاانسانية في ذاكرة العراق، الا ان هذه الفاجعة رغم ما حملته من مأسي وصور مؤلمة ابكت العدو قبل الصديق، خرج ساستنا يذرفون دموع التماسيح مستنكرين شاجبين لاعنين متوعدين بان دم العراق امانة في اعناقهم وان الامر سوف لن يتكرر ما داموا هم الشرفاء في السلطة، وللاسف الشديد سرعان ما ذهبت تصريحاتهم ووعودهم ادراج الرياح لنفجع مرة اخرى بالاحد الدامي والثلاثاء الدامي والاثنين الدامي وهلم جرى ليكتمل الاسبوع الذي ضاق معه صبر ابناء هذا البلد ازاء هذه الاستهانة بدماء الابرياء، وكانت حجة الحكومة حينها لا تعدو سوى تشدقات تتشبث بها امثال وجود المحتل وقلة التجهيزات وضعف الخطط حتى تفضل علينا قائد القوات المسلحة باعادة هيكلية قواتنا الامنية وصرف مبالغ طائلة لتجهيزها بالاجهزة الفتاكة ووضع خطط حديثة واستخدام تكتيكات مباغته للعدو وختاما بخروج المحتل وهو يجر اذيال الخيبة بعد ان عاث بالارض فسادا وهتكا لحرمة العباد .

حينها تنفس العراقيون الصعداء بأن الامان قادم وان البسمة سترسم في وجوه اطفالنا من جديد، وان المستقبل المشرق بدأت ملامحمه تلوح في الافق وان ايام المحنة قد ولت من غير رجعة وان ... وان ... وان ... التي لم تكن سوى اضغاث احلام لتعود بنا الدوامة للوراء وتحديدا للمربع الاول باعتبار الامر قدرنا ولا يمكن الهروب منه ، واذا بنا نفجع في صبيحة يوم الاربعاء (25 اب 2010) بسلسلة انفجارات اهتزت لها مدن العراق من الشمال حتى الجنوب بحملة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وقتل عشوائي لنسجل اربعاء دموي اخر لم يتجاوز عن ما سبقه عاما واحدا لينذرنا بأن هذه رسالة مفادها الاستعداد لاكمال اسبوعا دمويا جديدا.

ولا اعرف بعد هذا المسلسل الدموي هل سنشهد في ظل اللاانسانية لساستنا وجفاء النبل شهور دموية ام اعوام دموية ام قرون دموية، وهل ان روافد البحر العراقي الدموي ستبقى ازلية النبع والجريان، وهل ستبقى دموع الايتام تحفر الوجنات البريئة، وهل ستبقى آهات الثكالى تهتك مسامعنا... وهل ... وهل ... وهل .







 

free web counter

 

أرشيف المقالات