| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 26/1/ 2011

     

ماهو التيار الديمقراطي؟ ومن هو؟ واسئلة اخرى.....

غني البيضاني

في يوم كنت على قمة الجبل، اتأبط كلاشنكوفي واتأمل الثورة، فراودني شعور بان الحقيقة باكملها تختفي خلف تلك التضاريس الموحشة.
مددت ببصري الى اسفل السفح، فكان نهر الزاب في حالة غضب شديد، تيار جارف له القدرة على اقتلاع الوهم الذي في رأسك.

في تلك اللحظة التي فرّت من محيط دائرة الزمن، تخيلت غضب الجماهير وهي تزحف على اوكار الطاغية كما يزحف تيار الزاب العظيم، وتقتلع من طريقها كل حصون القمع والشر.
تماديت في التخيل، فشاهدت الانصار تحملهم العربات المكشوفة وترفعهم اكتاف الجماهير وهم يغنون ( بغداد شمعة وماهوا ايطفيها ).
هبطت العتمة، وخفت ضوء شمعة بغداد.. اطلاق نار بعيد، قذائف المدفعية بدأت تسقط بالقرب مني، تبدد الحلم، وعادت اللحظة الخارجة عن الزمن المألوف الى مكانها، اختفى تيار الجماهير الغاضبة وبقي تيار الزاب وحيدا.
في ذلك الحين لم يخطر ببالي ابدا بأن العراق سيدخل في زمن اسمه زمن التيارات.
التيار الطائفي والتيار الديني والتيار العلماني والتيار القومي والتيار السلفي والتيار الماركسي والتيار الانفصالي والتيار الامريكي وتيار الدكتاتور، واخيرا وليس اخرا التيار الديمقراطي.

بعد 2003 تناسلت الاحزاب والتجمعات السياسية في العراق حتى تجاوز عددها ال 500 حزب وجماعة، كلها تسابقت في مارثون غريب نحو صندوق الفشل، فواجهت الحواجز التي لا يمكن القفز عليها، ثم عادت لتصيغ وجودها وتأثيرها بطريقة اخرى هي طريقة التيارات، تيارات باسماء وشعارات لا معنى لها، وقد غاب عنها المواطن العراقي وتحولت الى مجرد صراخ وضجيج ومكان للرشوة والانحلال ليس اكثر.
وهكذا انتشرت تلك العدوى لتشمل الجميع، فأنبرى اليساريون لتشكيل تيارهم الخاص الذي اطلقوا عليه اسم التيار الديمقراطي..

فهل سمعتم سابقا بأن شخص ما او جماعة ما اسست تيارا؟؟، هل تستطيع ان تؤسس الى تيار ديمقراطي في زمن تغيب فيه الثقافة الديمقراطية حتى عن عقول المتنورين، وفي مجتمع مازال يتباهى في قيمه العشائرية ومازالت المرأة فيه تؤيد حق الرجل بتعدد الزوجات!؟.
هل تستطيع ان تؤسس الى تيار ديمقراطي بأحزاب ومنظمات واشخاص لم يتعلموا ممارسة الديمقراطية في المجالات التي يعملون فيها؟.

لقد قرأت وسمعت الكثير عن هذه الخطوة التي تشبه رمية في الظلام، لكني لم اجد الحس الثوري المطلوب في تلك المقروءات، انها مجرد افكار خالية من الروح والحركة، او انها خالية من العلاقة الديناميكية مع الانسان.

فعندما ترى عنوان ضخم لموضوعة تتحدث عن التيار الديمقراطي، يسيل لعابك وتستعجل الاطلاع، ولكنك ما ان تنتهي من القراءة حتى ينتابك شعور بأن صاحب الفكرة كتبها وهو يتنزه في حدائق المنطقة الخضراء او على ساحل بحر مخصص للعراة.

ولابد لي ان استثني ما كتبه السيد موسى فرج والسيد رضا الظاهر، حيث وجدت في كتاباتهما ما يخرج عن دائرة السكون.

التيار الذي رأيته هو تيار الزاب وهو يمر تحت جبل متين، والتيار الذي حلمت به هو تيار الجماهير الغاضبة، الجماهير الفقيرة والمظلومة، الجماهير التي تبحث عن الكرامة، كرامة في الحياة وكرامة في الحرية، وما بين التيارين تتلاشى جميع التيارات الاخرى مهما كانت عناوينها.

فمن يستطيع ان يبعث الحركة في التيار الجماهيري الصامت؟، وماهو السبيل لتحقيق تلك الغاية النبيلة، ومن جهتي اعطي هذه المهمة الى الانصار الشيوعيين العراقيين، الانصار الذين قدموا مئات الشهداء من اجل حرية العراق ومن اجل كرامة الشعب العراقي، الانصار الذين لم تتلطخ افكارهم بالعنصرية والطائفية والمذهبية، هؤلاء اهل لهذه المهمة وجديرين بها.

فاذا اردنا استنهاظ التيار الجماهيري الصامت وتحديد المنعطف الذي يجب ان يسير فيه، علينا ان نحدد الجهة التي يمكن ان نوليها ثقتنا في الاستعداد للنضال بلا هوادة من اجل تحقيق طموحات العراقيين، واني لارى في قيادة الانصار الشيوعيين العراقيين تحديدا لهذا التيار جزءا كبيرا من النجاح.

ولهذا اجد من المناسب ان اقول، بان من الضروري ان يتحول المؤتمر السادس والمهرجان الثقافي اللذين ينوي الانصار اقامتهما في الصيف القادم، الى تظاهرة مستمرة لا تهمد وترفع شعارات التغيير.

تظاهرة تجمع حولها كل من يعز عليه اسم العراق الواحد، العراق الموحد بأطيافه والوانه جميعها، تظاهرة تنطلق من تحت الجدارية، ذلك المكان الذي طالما حلمنا به وتغزلنا بجماله، وتستمر ولن تنتهي حتى يتشكل تيار الشعب، تيار العراق والعراقيين، التيار الجارف الذي يطيح بكل هذا الانحطاط والتخبط، ويقضي على الفساد والتخلف.

ان المهمة غاية في الصعوبة، لكنها ليست مستحيلة، وانها الطريقة السليمة لاسترداد الوعي الوطني الغائب، علينا ان نكافح من اجل ان تولد الشرارة التي يندلع منها اللهيب.

 

free web counter

 

أرشيف المقالات