الخميس 26/1/ 2012

يا لتعاسة مدارسنا في هذا الزمن..! علي كنجي * في أيام ما بعد ثورة تموز 1958 وفي زمن المرحوم (الزعيم عبد الكريم) كان الوضع أفضل في مدارسنا مقارنة بوقتنا الحالي .. هذا سمعناه من الأكبر منا. طلبة تلك الأيام كان المعلم يرشد الطلاب ويقول لهم : ـ من الأول إلى الأخير ، واحد.. واحد يحمي يديه عند المدفأة (الصوبه)، وفعلاً كان الخير متواجداً آنذاك ... في مدرسة ابتدائية بحزاني للبنين كانت التغذية المدرسية تتضمن نصف صمونة تعادل وزن صمونتين في الوقت الحاضر مع صحن حمص يومياً وفاكهة (برتقال أو موز أو تفاح لبناني مغلف أو رمان) + كوب حليب أحياناً شيشين تكة، أو كباب في زمن إدارة الأستاذ.. (سليمان عزيز أفندي) أعوام 1960 -1962... أما في وقتنا الحاضر وبعد مرور سنوات على ذلك الوقت تفوق النصف قرن (54 عاماً) فقد تراجع الناس إلى الوراء .. و نفوس البشر تغيرت.. لا احد يفكر في بناء جيل جديد مثقف وواعي ؟.. طلابنا في بحزاني في هذا الوقت يذهبون إلى المدارس .. يجلسون في صفوفهم يتجمدون من البرد .. يطلب المدير أو المديرة من كل طالب جلب (2 لتر) كاز/ كيروسين من النفط الأبيض من بيوتهم لحاجة المدرسة للتدفئة.. أو الصفوف إلى ذلك.. في أي عصر نحن نعيش ؟.. وهل هذا العصر يشبه زمن ذلك العصر القديم الذي كان إباؤنا يعيشونه ببساطة وفقر وكانت معيشتهم بسيطة ويحترمون المعلم الذي كان يعلمهم؟... إلى من نتوجه ونشتكي بان العراق العظيم منبع النفط والغاز والكاز ووووو، ويعاني أطفاله وأبناؤه من البرد في المدارس ... والى متى يسيطر أصحاب النفوس الضعيفة علينا ؟.. ويفرضون هذه الطلبات كقوانين على الكادحين؟... أين دور مدير الناحية ؟ والمجلس البلدي ؟.. وإدارات المدارس ؟.. جميعهم يتحملون المسؤولية... أين حصة المدارس من النفط الأبيض؟....!! إلى متى تصرفون الحصة لهم عند انتهاء الشتاء وحلول الربيع؟.. يوجد في بعشيقة وبحزاني العديد من المدارس.. في بحزاني يوجد (ست مدارس + واحدة جديدة بدون استخدام لحد ألان وروضة أطفال واحدة) وفي بعشيقة يوجد (ست مدارس) وللعلم جميعها بدوامين صباحي ومسائي ويقدر مجموع  طلاب ناحية بعشيقة (23410 ) طالب وطالبة وبعض مدارس رياض الاطفال . كيف نبني مجتمعنا هذا؟ كيف نربي جيل من الشباب؟ كيف نعيش بأمان؟ كيف نقطع يد الفساد؟ ...كيف؟... كيف؟!   24/1/2012 * رئيس منظمة رأس العين