| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 26/8/ 2009

 

 الواجهات السياسية الجديدة.. هل هي ائتلافات ام التفافات!؟

موفق الرفاعي

يبدو ان انتخابات كانون الثاني المقبل ستكون مختلفة في كل شيء فـ(الائتلاف الوطني العراقي) الذي اعلن عن تشكيله قبل أيام هو ائتلاف شيعي مرشوشا بالبهارات السنية وبنكهة علمانية وطعم عشائري.. ومن المتوقع أيضا إن يعلن في الأيام القليلة القادمة عن ائتلاف آخر مرشوشا بالبهارات الشيعية وبالنكهة العلمانية والطعم العشائري ذاتهما، وهو ائتلاف (وطني) أيضا، حسب النائب عن جبهة التوافق نور الدين الحيالي في (بشارة!) له بعد ساعات من إعلان (الائتلاف الوطني العراقي) رسميا..

ما يلاحظ على هذين الائتلافين إنهما يحملان بذور تشظيهما داخليا.. وذلك ان الائتلافات السابقة والتي كانت بلون وطعم واحد وبنكهة واحدة ولم يغامر احد ليصفها بـ(الوطنية) لانها كانت تكتلات طائفية بامتياز وكانت كلا منها تباهي الأخرى بذلك الامتياز المخزي، ومع هذا فقد أنفقت الكثير الكثير من وقت الشعب العراقي ومن أمواله وحتى من دمائه لكي تتوافق على تقسيم المناصب والمكاسب والغنائم والامتيازات والكراسي والثروات فيما بين اعضاء كل ائتلاف، لتصل في النهاية الى هذه التشكيلة المريضة التي تدير شؤون البلاد منذ أربعة أعوام وما جرّت إليه البلاد من إخفاقات وكوارث وما نال الشعب بسبب سوء إدارتها من نوائب ومصائب ومجازر.

من الصعب تصور اتفاق بين هذه الخلطة من المتناقضات التي تأبى الانسجام حتى ظاهريا الا ان يكون ذلك مجرد التفاف على إرادة الشعب في اختيار ممثليه ممن يثق فيهم وبإمكاناتهم على الإدارة والإنتاج والاهم.. على التغيير.
الأحزاب والتكتلات القديمة وان غيرت واجهاتها ومسمياتها فهي لا تملك حلا كونها هي جزء من المشكلة او بالأحرى انها بمجموعها.. المشكلة ذاتها.

مشكلة ما يطلقون عليه (العراق الجديد) هي في هذه الطائفية وبالمحاصصة والتوافق، وما لم يصار الى تغيير جذري لاعتماد أسس جديدة في الإدارة السياسية لن تنجح لا الترقيعات ولا تغيير الوجوه ولا الواجهات في إنقاذ البلاد مما هي فيه ومن هذا التردي نحو الهاوية السحيقة.

حتى الذين يدينون هذا النهج من أولئك الساسة فانما يدينونه لان الشعب العراقي اكتشف فيه مشكلاته المستعصية والتي أدت الى هذه الكوارث على الصعد كافة، وهم بذلك يريدون الالتفاف على إرادته في التغيير من اجل البقاء في كراسيهم التي منحتهم امتيازات لم يكونوا ليحلموا بها لولا تمسكهم بهذه (البدعة) التي أدت الى هذا (الضلال) الذي أدى بالبلاد الى (الجحيم) الأسود.

لن يمر وقت طويل حتى تتفجر هذه الائتلافات من الداخل بسبب الاختلافات الكثيرة فيما بين اطرافها على تقسيم المناصب، فالاتفاقات الآنية هي متغير دائما حين تكون بين اطراف متناقضة شكلا ومضمونا، ولذا فبعد إعلان نتائج الانتخابات سيكون هناك الكثير مما سوف يقال، فالخلافات اليوم مؤجلة الى ان تحين تلك اللحظة الفاصلة وكأن كل طرف يحدث نفسه أن: "لكل حادث حديث"..!







 

free web counter

 

أرشيف المقالات