| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                             الأربعاء 26 / 6 / 2013

 

عقدة النقص وجنون العظمه مركب مرضي متوطن يحرك رجال السياسه والدين والثقافه في العراق
 

مجيد الأمين

لست باحثا في علم النفس ولن اذهب بعيدا في تفسيرات حول عقدة النقص وجنون العظمه بل أقول وضمن ما اسميه بالثقافه الشعبيه وأهمية اشاعتها في مختلف المجالات خدمة للوسط المجتمعي بكليته ان :

• عقدة النقص هو شعور ذاتي منخفض، شعور جسدي مادي او نفسي بالضعف ، شعور بقيمه أدنى من الاخرين .

• جنون العظمه هو إحساس عالي بالنفس موهوم طبعا ويتصور وجود مواهب و خصائص غير موجودة لدى الاخرين والمصطلح الطبي وبلغات اخرى مأخوذ من كلمة إغريقية megaloman وتعني وساوس العظمه .

• الحالتين يحتاجان نوع من العلاج النفسي الكلينكي وذلك بقدر اعتراف المرضى او المحيط بحاجتهم لذلك . وهذا يحصل عادةً في المجتمعات التي استطاعت بناء منظومات متطورة ضمن بناء الدوله ومنها المنظومه الصحيه العلاجيه.

• لكن في المجتمعات التي تفتقد لمثل هذه المنظومات ويضعف وجود الدوله فيها ، تبرز في الواجهه مواصفات شخصيه فرديه وجماعيه تكوّن الشبكه المجتمعيه والثقافيه والسلطويه غير معقدة البناء بسبب الواقع الموضوعي التاريخي وممكن تسميتها ب المعوضات او البدائل .. واقصد هنا اختلاق او وهم الحاله وهم المنظومه المتطورة المتحضره ،

• والأساس الذي تبنى عبره منظومه البدائل او المعوضات هو "مرضٓا" عقدة النقص وجنون العظمه ..

• هذان المرضان لايحسبان كأمراض في مجتمعنا العراقي .. كأحد المجتمعات التي تفتقر للدوله ذات المؤسسات والمنظومات المذكوره في البدايه.

• لان الممارسين او الواقعين فيهما هم من الفئه او الطبقه المتعلمه "مثقفه" او المتصدره للمشهد الديني والسياسي ، وكونهم سبقوا بقية الأفراد/ المواطنين في التعرف على العالم المتطور صناعيا وثقافيا وروحيا وحتى بيئيا (ليس فقط بسبب وجود طبيعه أجمل وإنما بسبب تعاملهم في تغيير العلاقه مع البيئه ،الطبيعه، لجعلها أجمل كعيش وسياحه) .

• وبسبب من ضعف القدرة لدى من ذكرناهم من السياسيين والدينيين والمثقفين العراقيين ومنذ سنوات ليست قليله على الرؤيه والإقرار ب وجود النقص والضعف في البناء المجتمعي والفردي من النواحي الاقتصاديه والعلميه والمجتمعيه والسياسيه ورفض العلاقه السلميه مع العالم المتطور او الجلوس في مقعد التلميذ كأهم الحلول لمشكلة بناء المجتمع والدوله الحقيقيين ، "ولا اقصد مثل علاقة المعلم والتلميذ كما هي عندنا لانها علاقه مركبه ما بين الإذلال والتيبجيل الهمجي .. قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا" . ولكن التعلم مع القيمه الانسانيه الواحدة التي يقرها أي إنسان يفهم ان النقص والاعتراف به هو اقتراب نحو الكمال .

• وبدل التلمذه برز مرض عقدة النقص/العظمه مقابل التطور الفردي والجماعي الكبير لدى من ذكرتهم في البدء وهم تحديدا دول الغرب أمريكا وأوروبا ..

• هاتين العقدتين متحدتين في كيان معنوي واحد في مجتمعنا كالمغناطيس في الكيان المادي سالب وموجب ، والتي ينطبق عليهما مفهوم وحدة الاضداد وصراعها ، فهما لدى سياسيي ومثقفي ودينيّي العراق ، متنازعتان وبعمق تاريخي مما يجعلهم يبالغون في استحضار التاريخ القومي والديني فخرا ويكثرون من الشعر في المديح والتبجيل والتقديس والحكمه ويصبح "لسان العرب" فعلهم دون فعل .. ولا يكتفون بذلك بل يدخلون الرعب بنفوس المواطن من كون ثقافته وتاريخه ودينه مستهدف كونها الثروة التي يخشاها الغرب بسبب سموّها وأفضليتها وتفوقها ، في حين يبيعون ثروتهم الحقيقية الممكن شراءها وربما الوحيدة للغرب الا وهي النفط .

• في ذكرياته قال صدام عن محادثات تأميم النفط 1971 مع ممثل شركات النفط :

- طسيت الغليون وحطيت رجل عله رجل وگتلو ها يا الاحيمر هساع اجه دوركم تترجون ...

قال الشهرستاني :

- لم اقبل تكليفي برئاسة الوزراء المقترحه من بريمر لأنه لا يجوز مقابلته شرعا ..

وهكذا فعل أية الله السيستاني رغم ان التنسيق كان ناجحا مع بريمر ، عبر وسطاء، بما فيها حصول الانتخابات ودخول القوات الامريكيه النجف وضرب المسلحين حينها .

الشعراء والكتاب والمهوسچيه لهم باع كبير فقد اكتشفوا (ان المگوار أحسن من الطوب) والخيمة القذافيه انتصرت على القصر وان أمريكا تهتز من صوت القائد ..

هذا الشعور بالتعاظم المبني على عقدة النقص وليس الإقرار بالنقص لحله طبيعيا لدى النخبه العراقيه (يهمنا العراق هنا) أوجد صدى وخلق وهما كبيرا من الحقائق المقلوبه كما قلب العرب لغتهم في تسمية الشئ بمضاده ف سمي الأعمى ب البصير ، صارت الهزيمه انتصار والدمار إعمار والذله الوطنيه كرامه والعراق أجمل وطن بالعالم ... والدين الإسلامي دين السلام والتسامح (لو صوره أضعها هنا عن الذبح والتفجير الإسلامي المعاصر والتاريخي أيضاً)..

وان إسرائيل تقف خلف كل شئ حتى النجمه السداسيه في ضريح الإمام علي وضعها الصهاينه حسب مها الدوري (ربما النجمه موجوده قبل ظهور الصهيونيه) .

• كلمة اخيرة ان النقص/العظمه لا يخص فقط المذكورين وعلاقتهم بالخارج بل أيضاً بعلاقتهم ب المجتمع ك مواطن و تجمعات وأيضاً اتخذت طابعا مجتمعيا بسبب الضخ الإعلامي والتدريسي والوعظي الديني والثقافي والعلاقاتي المجتمعي.

وتتجسد ببساطه في موضوعة العلاقه ألانسانيه بين الغني والفقير.

المراجع والموظف ، السيد والعامي ، الشيخ والقهوچي ، الاكبر والاصغر سنا ، المدير والموظف ، الشرطي والمو حرامي ، الشيخ رجل الدين والاتباع الفقراء ، او الشيخ رجل الدين والمليونير من الاتباع ، المرأه والرجل ، رئيس الوزراء و بان كي مون و القذيفه ، الأب والأبناء ، من يكتب وان كانت خاطرة عاديه ويذيلها ب دكتور او المهندس او الشاعر او الإعلامي او المخرج او الشيخ او العلامه او الفقيه او الفنان ..

التلفزيونات ومالكيها والمحتاجين (نشكر البزاز نشكر الخشلوگ نشكر طيبة أهلنا نشكر الدكتور مدري شسمه) ،النائب فلان يزوج عشرة من أبناء الناصريه عله حسابه ، وحتى الملابس فيها تجسيد للنقص/العظمه لدى بعض الرجال وحرصهم على ارتداء البدله دائما للدلاله مثلا ......الخ

free web counter

 

أرشيف المقالات