| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                   السبت 26 / 10 / 2013

 

في مدينة كريستيان ستاد السويدية
الكنيسة تٌعرف بالمندائية

 Who are the mandaeans?

سعيد غازى الاميرى

التاريخ : الاثنين 30 ايلول 2013

في قاعة جميلة في متحف مدينة كريستيان ستاد وبدعوةكريمة من المَجمَع الكنسي في المدينة، ستة مندائيين كنّا سيدتان وأربعة رجال، التقينا نخبة مثقفة من الباحثين والمهتمين والناشطين بالشآن الديني والاجتماعي تتقدمهم نخبة من القساوسة ومن مختلف الكنائس المسيحية.

البروفسور المحاضر والقادم من مدينة لوند المجاورة . Sten Hidal

وعلى مدار ساعة تقريباً أستهلَّ البروفسور محاضرته بتعريفة لكلمة "مندائية"

وفق اشتقاقها اللغوي، ومن ثم اسهب في التعريف والمقارنة بينها والغنوصية والتقارب لفلسفة الوجدود وكشف سبورها .

ثم تطرق الى بحث تاريخي لم يأتي بجديد ، بل هو منقول عن اغلب المستشرقين الباحثين بالشآن المندائي، حيث يَعدّون المندائية غربية المصدر والنشوء وبكونها احدى الفرق اليهودية بشكل أو بآخر .

ثم أورد معلومة مهمة وغير محسومة حسب وصفه لكتابات بعض الرهبان الاوربيين في القرن الثاني عشر الميلادي

الرهبان "Monks"

لأقوام أو مجاميع تلازم الماء بكثير من طقوسها ويذكرون سيدنا أدم في طقوسهم وصلواتهم ويُرَجِح بتقديره بأن المندائيين هم المقصودين من دون ان يتركوا أيّ إشارة او تسمية تخصهم بتوضيح او تعريف صريح.

وقفَ عند ثنائية الخير والشر بالعقيدة المندائية.

كرر أكثر من مرة أسم الكنز العظيم وهو يوصف كتابهم الاول " كنزا ربا".

ركز على أهم اربعة مراحل بالتعميد بالماء الجاري ، الغطس بالماء لثلاث مرات ،العهد، وجرعات الماء التي يعطيها الكاهن للمتعمد ومن ثم الدهن بزيت السمسم لجبين المتعمد .

وبإشارة من محاضر مُحتَرف تسائلَ عن عدم صلاحية ماء الانهار الحالي للشرب " بمعنى هنالك إشكالية برمزية "الماء المقدس"، فعلى المندائيين ان يتدبروها وبأقناع يوائم ثوابت قناعات عصرهم او عهدهم الجديد ! .

مرَ على ذكر كتاب تعاليم النبي يحي وتعميده للمسيح.

أفردَ مقاطع وَصفَ بها درجاتهم الدينية و طرق عيشهم بقرب الماء المرتبط بأغلب طقوسهم الدينية كرجال دين وعامة لدرجة كاد ان يصفهم بعبدة الماء الجاري .

ذكرَ الليدي دروار عاداً اياها كمرجع علمي متقدم للمندائية وعنها مذكراً بقيمة السنوات" أكثر من ثلاثة عشر عاماً " والتي قَضتها كعالمة باحثة في مناطق سكناهم بجنوب العراق وجنوب غرب ايران .

أفرد مهنة الصياغة و الفضة خاصة كحرفة أساسية لأغلب المندائيين.

ذكرَ أعدادهم بالسويد بستة الاف فرد وما يوازي هذا العدد في استراليا ومن ثم مجاميع مثناثرة في بقاع اوربا، بعد هجرتهم القسرية من العراق وايران

للحق فقد قدم المحاضر المندائية كدين وكمجموعة بشرية بشكل راقٍ وودود ومشوّق تاركاً الرأي مفتوح لقدرتها على التواصل بشكلها ومضمونها الحالي .

وما لفت انتباهي عند تبادلي وأياه التحية كتاب للأستاذ ديار الحيدر" باحث مندائي يسكن في السويد" عن المندائية وباللغة السويدية ،حيث ظَمَّنَ المحاضر وكما اشار معقباً لمعلومات واردة في الكتاب .

ومن ثم ترك الباب للتعقيب والاسئلة..

تعقيباتنا على اشارة أورد ذكرها عن علاقتنا او نحن ربما فرقة يهودية بشكل او بآخر ،كوننا نقترب الى الرأي والذي يميل بان المندائيين في تلك الحقبة من الزمن كان لهم حضور واسع ليس بفلسطين فحسب بل منتشر من جنوب وادي الرافدين وعى وسع شواطئ البحر المتوسط لبلاد الشام و مصر ، ومن ثم اشرنا الى تحريم الختان بالمندائية والاسباب الموجبه للتحريم باعتباره إلزام ورديف ثابت يُمَيّزهم عن غيرهم علاوة على التعميد المتكرر.

،أضفنا بعد الأستئذان من جنابه معلومات عامة عن اعدادنا بالسويد ودول الشتات

وخاصة بعد عام 2003 حيث أضحى أكثر من 75% من اعداد الطائفة خارج العراق وايران

تسعة الاف مندائي بعيشون اليوم بالسويد وما يوازيه باستراليا وستة الاف بامريكا وبضع الاف متناثرة باوربا.

ثم بدأت فقرة الاسئلة من الحضور للمُحاضر..

السؤال الاول

كيف كان يتصرف المعبد المندائي او هيئة رجال الدين بالمال وكيفية تسيير اقتصاد الطائفة وابناء العامة؟.

والملفت بالامر فقد حول البروفسور المحاضر الجواب لنا نحن مجموعة الستة كي نرد..ليس على هذا السؤال فحسب بل عن جميع الاسئلة اللاحقة..

الجواب:- ببساطة تقريباً ليس لدينا سلطة ولا مال عبر تاريخنا الطويل نحن ناس نعيش كفافنا ورجال ديننا عبر الحقب والازمان زهاد يعتاشون على المساعدات من عامة المندائيين هبات مقابل تيسير امورهم الدينية .

سؤال أخر من سيدة كانت مُدَرسة لولدي الاكبر حين كان في مرحلة الاعداية"

كيف تنجزون طقوسكم بالسويد!! هل لديكم معابد ؟.

الجواب:- لدينا بالسويد الشاسعة فقط معبدان الاول في مدينة ساند فيكن " مدينة صغيرة تبعد اكثر من 250 كم شمال ستوكهولم "والثاني في ستوكهولم العاصمة في مدينة سودرتاليا ومن محاسن الصدف ومع تكرار الماء بالمحاضرة ولقيمته كما فِعلَهُ عندنا نحن فقد أُطُلق اسم الماء كنيةً لهذا المعبد[ مندي يردنا أي مندي الماء]،ونحن بمدن الجنوب السويدي عددنا يربو على الاربعة الآف نناضل من اجل مندي يؤوينا من صقيع السويد ..

متداخلةٌ اخرى طلبت توضيح اكثر عن التعميد المندائي حيث ذكر البروفسور المحاضر بما يحق للمندائي ان يتعمد لاكثر من مرة ..

الجواب :- يفضل وفق التشريع المندائي بتناول المولود بعد الثلاثين يوماً العماد الاول للتثبيت الاولي وحصوله على الاسم الديني والذي سيلازمه طوال حياته وبعد مماته حتى ؛بذكره بثواب الاسلاف وغيرها ولكونه غير مدرك فيجوز لاحد الوالدين او الاقارب المعاونة ، التعميد اللاحق يُفَضَل بعد ادراك الطفل وأمكانية ترديده العهد ، اظافة الى الايمان المندائي بالدفق الروحي بتكرار التعميد وخاصة بالمناسبات الدينية المهمة.

و كمثال عن ذلك "يوم دهفة يمانه "حيث مازال المندائيون يحيون ذكرى تعميد سيدنا أدم ، والعماد بهذا اليوم يعادل ستين مرة.

تداخلت سيدة أشعرتنا جميعاً بوجدان تعاطفها مع محنتنا ؛حيث قالت كيف لهؤلاء أن يتدبرون أمر الحفاظ على موروثهم وهم أقلية بالاساس من ثم حل بحالهم هذا الخراب كُلّه .

ثم سألت عن الكرصة ؟!

الجواب:- بوضوح عن نصوص المندائية بوجود نواطير تحرسهم من شرور الدنيا ومثالب قوى الشر وهذه النواطيرتَعرج للعوالم العليا ويتزامن عروجها السنوي مع ميلاد وصلاح الارض والمستغرق 36 ساعة، 24 ساعة منها ذهاب واياب والمتبقي صلاة شكر يؤدوها للخالق البهي،لذا يوصى المندائي بوجوب السكينة والحذر في تلك المدة الزمنية ولابأس بأن تستثمر في اللهو الملتزم والايثار والتآمل بالخلق وتجلياته،مع شرح بشكل سريع للتقويم المندائي وخمسة ايام البنجة" عيد الخليقة" وسبب تركها خارج الزمن لقدسية الخلق بمراحله.

سؤال جريء من متداخل ستيني حيث قال امام هذا الكم المقدم من الكنوز لفكركم !! ماهو سر بقائكم وكيف قاومتم قساوة التاريخ وانتم اقلية عددية و لماذا عقيدتكم هي حكرٌ لكم؟

الجواب :- سر بقائنا ببساطة لكوننا نشعر بانها هي الحقيقة ، وأن كنت ترغب بالمعرفة فلك ان تنهل فالفكر مشاع.

سيدة سألتنا عن مشاهدة حصلت لها بمناسبة دفن مندائي بجزئنا المخصص بمقبرة كبيرة في المدينة ، قالت لماذا تضعون الحجر بفم الميت اثناء مراسيم الدفن وعند أكتافه وما بينهما؟.

الجواب:- باختصار بان الفكرة الاهم بالعقيدة المندائية هي عروج النشمثة" النفس" لعوالم الانوار، مشاهدتكي صحيصة و تندرج بتذكير الاحياء حين يلقَم المتوفي بفمه بقليل وبين ثنايا اكتافه بطين او حجرالقبر نفسه تذكيراً بحصته من الارض حيث خلق من الطين وها هو عائد اليه وفيها رمزية عالية للحياة الفانية.

قبل ان تنتهي المحاضرة سألتنا السيدة المسؤولة عن ادارة الندوة وهي السيدة المسؤولة بالدائرةالكنسية وبعد ان ذكرنا بمعرض أحاديثنا بان عدد المندائيين في المدينة يزيد على ستةمائة مندائي، سؤالها عن تنظيماتنا في المدينة .

والجواب:- لنا جمعية ثقافية مندائية عمرها ست سنوات مكافحة مثابرة رغم فقرها المادي الشديد تكابد من اجل الحفاظ على موروثنا المندائي القيّم والذي نعتز ولا نغالي فنعترف بانها مهمةٌ شاقة و تحديها كبير ولكن لاسبيل لنا غير المواصلة هذا ما وجَبَ علينا واتمنى لشبابنا المواصلة فهي امانة باعناقهم ، أظافة الى مجلس ديني قد شُكِلَ حديثاً " فورساملنك " يتبع ل "سام فوند "رئيسي مركزه العاصمة ستوكهولم.

سؤالان مهمان بعد فض المحاضرة ، الاول من سيدة تعمل في شؤون المهاجرين ، هل ستعودون لوطنكم الام اذ ما استتبت الاوضاع ؟!.

والجواب كان اقرب الى "كلا" كون الوقت قد طال واولادنا يتطبعون بحال الغرب ثقافة وسلوك .

والثاني" لمدرس اعدادي لمادة التاريخ" وهو الاكثر صراحة وأهمية ونحسبه مسك الختام للقاء حقيقي كنا به بمصارحة حقيقة وجادة مع مجتمعنا الجديد المنفتح على الدنيا وافكارها ، في مجتمع يعد التلاقح الفكري والانصهار الاجتماعي الهدف الاسمى لمقاصده الانسانية ..

السؤال ، كيف تنجزون زواجاتكم حالياً؟! .

ويقصد الانفتاح الذي يحيط حياة شبابنا بجذوته الجنسيةالعارمة ومسوغاته الاجتماعية في بلدان الغرب مشفوع بحرية الاختيار والمسند قانوناً مع الضعف البائن بحلقات العلاقات الاجتماعية الجامعة لمجتمعكم والتي كانت سائدة في بلدكم السابق!!,

الجواب :- نعم هي المشكلة الاصعب ليس في تقديرنا نحن فحسب بل عند أغلب مهاجرينا، المعضلة تكمن في الصد الموجود في التشريعات الدينية الحالية وما لها من تبعات دينية شديدة الوطأة على بنية المجتمع المندائي الدينية وبعدها الاجتماعية، صعب جداً ياسيدنا الكريم البت بهذه المعضلة المؤرقة لنا جميعاً ولايوجد افق سريع للحل!.

في اعتقادنا الامر مُرحل للجيل القادم رغماً عنا.



كريستيان ستاد\ السويد
اكتوبر 2013










 

free web counter

 

أرشيف المقالات