| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 25/4/ 2012

 

الصديق محمود صبري بمناسبة بلوغه الثمانين

حمدي التكمه جي

بما أني لست فناناً و لست ناقداً فسوف لا أركز على التفاصيل في فن محمود صبري و أنما سوف أتطرق الى محمود الأنسان الصديق المثقف الوطني الملتزم.

و سوف أتطرق الى بعض الأمور التي لم يتطرق اليها أحد في السابق .

في صيف سنة 1945 أثناء العطله المدرسيه و كان عمري 15 سنه كنت جالساً على طاوله في ساحة مدرسةالمأمونيه أتطلع على لعبة الطاولي و أذا أشعر بأن أحد يضربني على رقبتي ((عجل على علباتي)) التفت فرأيت شخصاً طويلاً لطيف الشكل يشبه كريكوري بك ، أعتذر و قال أنا متأسف حسبتك حافظ التكمه جي ... يظهر أنت اخوه ... قلت نعم أنا أخوه.

هكذا بدأت معرفتي بمحمود صبري و علاقته بمكتبة الطريق و مدرسة المأمونيه

مكتبة الطريق

كان محمود صبري و أخي حافظ في الأعداديه المركزيه 1944 – 1945 من الأوائل على صفهم و كانت صداقتهما حميمه جداً ، جمعتهما المشاعر الوطنيه و الثقافيه و المدرسيه المشتركه ، و كان محمود يسكن منطقة الفضل من ولادة 1927 و هي منطقه مجاوره لمنطقة قنبر علي التي يسكنها محمد العبللي و كانوا يلتقون في مقهى حسام الدين جمعه مع عدد كبير من المثقفين الوطنيين و اليساريين من جماعة الأهالي و حزب الشعب و حزب التحرر ... الخ

و كانت توجد عدة مكتبات صغيره على شكل دكاكين في شارع غازي تحتوي كل منها على عدد من الكتب الأدبيه و القصص العربيه .

لقد كان محمد العبللي مبادراً على عادته فأقترح تأسيس مكتبه تحوي كتباً وطنيه و يساريه و ثوريه و بالفعل بالأشتراك مع حافظ أسسا مكتبة الطريق في شارع الأمين بتشجيع محمود صبري و أنتقلت هذه المكتبه الى شارع الرشيد مجاورة لمقهى حسن عجمي .. و أغلقت لأتجاهاتها الوطنيه .

مدرسة المأمونيه

سوف أطلق على صداقة محمد العبللي و محمود صبري و حافظ التكمه جي أسم جماعة الطريق :

* لقد عملت جماعة الطريق على تأسيس نادي في مدرسة المأمونيه في العطله الصيفيه لمكافحة الأميه و بالفعل تم فتح مثل هذا النادي في الصيف و انضم أليه عشرات من العمال الذين لا يعرفون القراءة و الكتابه ، و من جملة من عمل في تدريس الطلاب عبد الله عباس و يحيى الوادي و عبد الرحمن الدايني و سعد شريف و داود سلمان و الشاعر الراوي ... الخ و قد أنتخب محمود صبري رئيساً أو مديراً لهذه المدرسه و قد علمت هذه الدورات الصيفيه عشرات العمال القراءة و الكتابه

* و طبعاً في هذه الدورات الصيفيه كانت هناك توجهات وطنيه و من خلال التدريس يتم التطرق الى الحريه و الديمقراطيه و الأستقلال التام و حقوق العمال و المرأه مما سبب أغلاق هذه الدورات

* و كان يجتمع محمود صبري و محمد العبللي في دارنا في صبابيغ الأل مع أخي يتداولون في شوؤن التعليم و كتابة الصفحه الجداريه التي كانوا يتعاونون في أخراجها و كان محمود بالأضافه الى كتابته فيها كان يجيد تنظيمها بشكل فني مع رسومات معبرة

* و بالمناسبه على ذكر مدرسة المأمونيه أذكر مسألة مع الأسف بعض المسرحيين لم يتطرقوا أليها و هي أن مسرحية قيس و ليلى باللغه اليهوديه الدارجه ألفها محمد العبللي و أخرجها و مثلها و كنت على أطلاع بكل تفاصيلها ((حيث قام محمد بدور قيس)) في ساحة مدرسة المأمونيه و قد نالت أعجاب الكثيرين ... حتى أن أحد مفتشي وزارة المعارف كان يهودياً ((لا أتذكر أسمه))، علق عليها و قال أنها في منتهى الأبداع و الروعه ... و أقترح تمثيلها في مدرسة الأعداديه و كذلك ألف محمد العبللي و أخرج و مثل مسرحيات أخرى مع شهاب القصب في مدرسة المأمونيه .

* لقد غاب محمود سنة عن العراق ذهب للدراسة في مصر .. ثم بعدها ذهب للدراسه الى أنكلترا ... و أنا ذهبت للدراسه الى أمريكا سنة 1947 و رجعت سنة 1952

* بعد تكملتي الدراسه في أمريكا 1952 و أثناء رجوعي للعراق مررت بباريس لزيارة أخي حافظ و تعارفت على عدد من الطلاب هناك من جملتهم الدكتور خالد الجادر و أسماعيل الشيخلي و الدكتور أبراهيم السامرائي و الدكتور صفاء الحافظ ... الذي سلمني تمثالاً صغيراً قال لي أرجو أعطاء هذا التمثال لمحمد العبللي في داخله رساله.  

* رجعت للعراق و ذهبت لدار محمد العبللي و سلمته التمثال ... و أخذني معه لزيارة محمود صبري و كان يسكن في دار عمه في الصليخ بغرفه كبيرة وبسيطه تنتشر في ساحتها لوحات رسم و كتب و مجلات

* في سنة 1953 تزوج محمود بنت عمه برسيا و أنتقل الى مشتمل لطيف في الصليخ و كنت أزوره دائماً لقد كانت داره مضيفاً و ندوة مفتوحه لخيرة المثقفين في ذلك الوقت الذين أتذكر منهم الدكتور قتيبه الشيخ نوري و الدكتورة سميرة بابان و مبجل بابان و د. رافد بابان و بلند الحيدري و عبد الوهاب البياتي و عبد الملك النوري و يوسف عبد القادر و ذنون أيوب و محمد عبد الوهاب و يوسف العاني لمعان البكري و عيسى حنا و خالد القصاب و أسماعيل الشيخلي و خالد الجادر .... الخ من الفنانين و الأدباء و المثقفين و رأيت بدر السياب عند محمود مرتين و في أحدى المرات ألقى أمامنا قصيده قبل نشرها.

* لقد أطلعت على رسوم محمود صبري سنة 1945 رسم لوحتين ((أسود و أبيض)) حول عمال الطين ((لازلت أحتفظ بواحده منها)) و لوحه حول القحاب ((ملونه)) و تطور رسمه بشكل مميز يختلف عن كل الرسومات قبله ، و كان يبرز رسومات العمال و الفلاحين و المظاهرات و المناسبات الوطنيه ، هامات شديدة البأس معبرة عن العمل و الكفاح و النضال مثل ثورة الجزائر و الشهيد نعمان و الفلاحه ((أهداها لحافظ)) لوحه ملونه بأربعة وجوه (أهداها لي) ... الخ من اللوحات المميزة التي كان يهديها لأصدقائه اذ لم يكن من الفنانين الذين يبيعون لوحاتهم ... كان يهديها ... أو يقدمها لمزايدات في تبرعات وطنيه

* محمود ليس فناناً مبدعاً فقط و أنما مثقفاً و مفكراً لقد كانت رسوماته مدرسه عراقيه جديدة في الرسم الوطني الواقعي المعبر ... و قد تأثر برسمه عدد كبير من الفنانين العراقيين و بالأضافه الى أبداعه الفني المميز فأنه ذات شخصيه مثقفه جذابه و مؤثرة قليل الكلام و لكن كلماته موزونه و عميقه و محل ثقة معارفه و اصدقائه سواء في عمله الفني او عمله الفكري أو عمله السياسي.

* لقد زرت محمود ليلاً أثناء أنتفاضة 1952 و رأيت محمد العبللي عنده و أعلمنا بأن مظاهرة مسلحه سوف تبدأ من منطقة العبخانه ((قرب دارنا في صبابيغ الأل)) و بالفعل في اليوم الثاني حضرت عدد من العصي و العيدان في حال اشتباك المظاهرة مع الشرطه و أنتظرت المظاهرة في الشارع قرب داري و رأيت المظاهرة و في مقدمتها محمد العبللي و بيده مسدس و يهتف و ألاف المتظاهرين وراءه و بقيت هذه المظاهرة مستمرة تسير في شوارع المأمون و شارع غازي و شارع الرشيد و من باب المعظم الى الباب الشرقي تهاراً و ليلاً الى أن سقطت الوزارة

مجلة المثقف

لقد كان محمود أحد الأشخاص المهمين في اصدار مجلة المثقف حوالي سنة 1954 حيث كما أتذكر صدر منها ثلاثة أعداد و قد ساهم محمود مساهمه فعاله في أصدارها و الكتابة فيها مع عدد أخر من المثقفين مثل صلاح خالص د. طلعت الشيباني و د. فيصل السامر و السياب و البياتي .... الخ من الكتاب و الشعراء، و في أحدى مقالات محمود أنتقد الفنان جواد سليم أنتقاداً لاذعاً لطريقة رسمه و عرض رسومه في المركز الثقافي البريطاني ، و قد علمت بأن جواد سليم بدأ يبكي عندما قرأ المقال.

و بالمناسبه أذكر هذه الحادثه ، في حوالي سنة 1956 أعلمني محمود بأن والدة محمد العبللي ترغب في رؤيته أن أمكن لأنها لم تراه منذ 4 – 5 سنوات. و كان العبللي يتردد على دارنا ليلاً في عرصات الهنديه و أخذته الى دار محمود صبري حيث كانت والدته بأنتظاره ، و كنا نتوقع أن يهجم أحدهم على الأخر بالقبل المعتادة بين الأم و الأبن بعد فراق طويل و لكن عندما دخل محمد و وقف أمام والدته و قالت له كيفك يا أبني ، أجابها محمد أنا بخير أنت كيفك و دار حديث عام بسيط ، لقد كانت أم رائعه لأبن رائع.... و بالمناسبه كانت علاقتي بمحمد العبللي علاقة صداقه فقط منذ 1945 و لم يتكلم أمامي بأي أمور حزبيه و لم أعلم بأنه في اللجنه المركزيه أو المكتب السياسي للحزب الشيوعي ألا بعد أستشهاده سنة 1963 و بالمناسبه أيضاً كان محمد العبللي يأتي الى دارنا ليلاً على بايسكل فيه صندوق مشبك أمام البايسكل و فيه صمون ، و يخرج مبكراً صباحاً يوزع الصمون .. و لم نسأل محمد لماذا يوزع صمون و ماهو في داخل الصمون؟

* و في سنة 1954 خابرني محمود و طلب مني الحضور الى داره في الصليخ و عند زيارتي رأيت عنده عطشان الأزيرجاوي و دلي مريوش و طلبوا مني الذهاب الى الصين لتمثيل شبيبة العراق في أجتماع الشبيبه الديمقراطيه العالمي ، و على أن أخذ معي السيد خسرو توفيق.

ثورة 14 تموز

بعد ثورة 14 تموز بعدة أيام أختير محمود من قبل موظفي بنك الرافدين (حيث كان موظفاً في البنك) مديراً للبنك ، و بعد فترة أستقال من إدارة البنك و حسب طلبه عين مديراً للمعارض في المنصور ، و قد لعب دوراً مهماً في تشييد و تنظيم و أدارة المعرض الذي أصبح علامة مميزه في بغداد الذي بدأ في تنظيمه محمود ، ولم تشغل هذه الأعمال المهمه من همة و نشاط محمود الفني سواء في رسوماته أو أجتماعاته مع الفنانين و الأدباء و المثقفين أو محاضراته أو كتاباته الفنيه التي كانت مؤثرة جداً في الحركه الفنيه في العراق ، و خاصة تأسيس جمعية الفنانين.

محمود في الخارج

* سافر محمود سنة 1961 الى موسكو لأغناء نشاطه الفني و الأطلاع على التجارب العالميه في الفنون التشكيليه

* حصلت أنا على أجازة دراسيه لدراسة الدكتوراه في موسكو سنة 1962 و وصلت موسكو 7 / 1 / 1962 و حال وصولي موسكو ليلاً زرت سكن محمود  و كان سلام عادل في غرفته و تلقانا بلقاء حميم و بقينا في دار محمود للصباح.

و بالمناسبه و من جملة الأحاديث التي دارت قلت لسلام عادل أن كثير من الناس يعتقدون بأن البعثيين و بتشجيع من عبد الناصر و القوميين و الحكومات الرأسماليه ... الخ من المتضررين بثورة 14 تموز يحضرون لأنقلابات ضد حكومة عبد الكريم قاسم و أن الشيوعيين يستطيعون الأستيلاء على السلطه و أبقاء عبد الكريم قاسم بمنصب فخري . أجابني سلام عادل بما معناه بأن ثورة 14 تموز ثورة برجوازيه ديمقراطيه وطنيه، و بالرغم من أخطاء عبد الكريم قاسم فأننا نبذل جهودنا لتصحيح مساراته و دفعه نحو مزيد من الديمقراطيه و مكاسب شعبيه للعمال و الفلاحين و النساء ... الخ ، و بالرغم من أستطاعتنا الأستيلاء على السلطه و لكننا سوف لا نخون عبد الكريم قاسم و سوف نبقى معه و نساعده ضد أي أنقلاب عليه و أن قوتنا و قوة عبد الكريم قاسم أقوى من أي جهة تود الأنقلاب على قاسم

و بالمناسبه لم أعلم سابقاً و لكن علمت من قراءة مذكرات محمد حديد بأن بعض أجتماعات محمد حديد و سلام عادل للتحضير لثورة 14 تموز كانت تعقد في دار محمود

* كان سلام عادل يتردد دائماً لشقة محمود في موسكو فبالأضافه للمشاعر الوطنيه و الثقافيه المشتركه كان سلام عادل يهوى الفن و الأدب و الشعر و المسرح.

أنقلاب شباط 1963

* حال علمي بالأنقلاب ذهبت لشقة محمود صبري في موسكو ، و وجدته يعد بياناً شديد اللهجه ضد الأنقلاب و أجتمعنا في شقة الدكتور صلاح خالص و حضر الأجتماع كل من عبد الوهاب البياتي و غائب طعمه فرمان ، وتم الأطلاع و الموافقه على البيان و ترجم لعدة لغات و أرسل الى الأمم المتحدة و رؤساء دول عدم الأنحياز و الجرائد و شكلنا أول لجنه للدفاع عن الشعب العراقي و أستمر محمود في كتابة البيانات و البرقيات ضد الأنقلاب و أنضم الى لجنتنا محمد علي الماشطه و عبد الرزاق مسلم ممثلين عن تنظيم الطلاب العراقيين في الأتحاد السوفيتي (وكان عددهم حوالي 3000 طالب في الأتحاد السوفيتي) و بدأت أجتماعات و مظاهرات و بيانات و نشاطات عديدة ضد الأنقلاب.

* لقد تقرر عقد أجتماع للجان الدفاع عن الشعب العراقي في مدينة براغ في جيكوسلوفاكيا و الأستفاده من خبرة و تجربة و نشاط جماعة موسكو. و ذهبنا من موسكو الى براغ كل من محمود صبري و صلاح خالص و عبد الوهاب البياتي و غائب طعمه فرمان و عبد الرزاق مسلم و محمد علي الماشطه و أنا، و كان من جملة الحاضرين في الأجتماع الجواهري و د. نزيهه الدليمي و نوري عبد الرزاق و لميس عماري و ذنون أيوب و فيصل السامر و مفيد الجزائري و ممثلين من أنكلترا و فرنسا و ألمانيا و النمسا ... الخ

* و تقرر في الأجتماع تشكيل لجنة الدفاع عن الشعب العراقي برئاسة الجواهري و سكرتارية محمود صبري . و ترك محمود صبري عمله و شقته في موسكو و بقي في براغ و أصدر مجلة الغد و كتب فيها أول المقالات القيمه المهمه في تحليل فلسفة حزب البعث تصلح أن تكون دراسه معمقه عن فلسفة البعث . و بالمناسبه لم يستلم محمود فلساً واحداً أثناء بقائه كسكرتير للجنة الدفاع و لم يستلم سكن ألا بعد سنوات أستلم شقة تركها الدكتور جعفر غني في براغ.

* و قد أجتمعت لجنة الدفاع مرة ثانيه سنة 1964 في شكل موسع حوالي  40-50 شخص في برلين و كانت تضم نفس الجماعه بالأضافه الى جلال الطلباني و عدد أخر من الأكراد و يوسف العاني و الشخصيات الوطنيه الأخرى و كان د. صباح الدره مسؤولاً عن تنظيم الأجتماعات . و تشكلت لجان للدفاع عن الشعب العراقي في معظم عواصم العالم المهمه ، تحت أشراف و توجيه و تنظيم اللجنه العليا في براغ و كذلك تأسست أذاعة صوت العراق التي لعبت دوراً مهماً في فضخ أعمال حزب البعث و حث العراقين الى النضال ضد سلطة البعث في العراق

* لقد لعبت لجنة الدفاع عن الشعب العراقي و بالأخص نشاطات محمود صبري دوراً فعالاً في أفهام العالم ما يدور في العراق ، مما سبب الى حد ما كما نعتقد في تخفيف شدة أضطهاد و أرهاب البعثيين ضد الوطنيين العراقيين.

* وقد أستطاعت نشاطات لجان الدفاع عن الشعب العراقي أقناع و كسب تأيد بعض الحكومات و عدد من الأحزاب الديمقراطيه و عدد من الشخصيات العالميه المؤثرة.

* بالرغم من نشاطه الأجتماعي  الأنساني السياسي ليل نهار ، لم يترك محمود صبري نشاطه الفني و من جملة رسوماته رسم ثماني او عشر ألواح كل لوحه حوالي 1م × 2م ملونه ملحمة نضال الشعب العراقي ، اشبه بجدارية جواد سليم. و لكن حسب مدرسة محمود صبري في الرسم. لقد كانت ملحمة رائعه عرضها في عدة مدن نالت أعجاب كل من رأها . و سوف تكون ألتفاتة وطنيه لو تستلمها الدوائر العراقيه المختصه و تحتفظ بها في معارض بغداد الفنيه. و رسم رسومات رائعه لكل من سلام عادل و محمد العبللي و جمال الحيدري و أهدى أحدى رسوماته لمؤتمر الشبيبه في موسكو و رسم حمامة سلام لمؤتمر النساء العالمي في برلين.

* لقد رجع محمود صبري للعراق بعد سنة 1968 و ألقى عدة محاضرات في بغداد و أجتمع بعدد كبير من الفنانين و المثقفين و الوطنيين العراقيين و حسب أعتقادي و معرفتي بمحمود فأنه رجع لبراغ لأنه لم يقتنع بفلسفة البعث ، و لم يعتقد بأنه يستطيع أن يعمل و يكتب و يتكلم بحريه في العراق ، لقد كان حدسه صحيحاً حول البعث.

* و بقي محمود في براغ يرسم و يحاضر و يشترك في ندوات في عدة مدن في أوربا و لحد الأن.

* لابد من التطرق الى تطور أسلوب محمود الفني بشكل عام و هو عمله لعشرات السنين على نظرية جديدة في الفن ، نظرية الكم في الرسم و هذه النظريه عميقه و صدر كتاب و مقالات حولها و نحتاج الى مقالات و بحوث طويله لشرحها

* أما تفكيره الفلسفي فأنه كغيره من مثقفي العراق تأثر بالفلسفة الماركسيه و لكنه لم يؤمن بأن المسألة الماديه في الفلسفه الماركسيه هي المسأله الوحيدة المحركه للتأريخ و الحياة و كتب عدة مقالات في عدد المجلات الوطنيه حول هذا الموضوع و هو موضوع فلسفي كبير يشغل بال كثير من المفكرين الماركسيين الأن في العالم. و هذا موضوع أخر يحتاج الى كتابات طويله.

* لقد عاش محمود و لحد الأن عيشه صوفيه من حيث العيشه و السلوك و ليس من ناحية التفكير الفلسفي الصوفي. و لم يستلم فلساً واحداً من أي جهة و لم يبع تصاويره

* و أذا سأل سائل أذن كيف و لا زال يعيش ، نعم لقد كان و لا زال يقوم بترجمة بعض المقالات و الأبحاث السياسيه و الفلسفيه و يعيش على ثمن ترجمته ، و يكتفي بشريحه من الخبز و الجبن و البيض و الشاي .. الخ و نادراً ما يأكل اللحم.

* لقد كان و لا زال أطال الله عمره ، مدرسه في الفن و الفكر و الثقافه و الأنسانيه




 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات