| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 25/4/ 2010

 

وجهة نظر 

صادق محمد عبد الكريم الدبش
 

المشهد السياسي العراقي يمر هذه الايام بامتحان عسير ويتعرض الى ارهاصات وتجاذبات وتناحرات معلنة وغير معلنة بين الكتل السياسية والتي تتسابق على السلطة وبشكل محموم.
الانتخابات وما افرزته من نتائج كانت مخيبة لامال هذه الكتل والتي حالت دون تمكن قائمة بعينها من الحصول على المقاعد التي تؤهلها لتشكيل حكومة بمفردها او عدد يميزها عن القوائم الاخرى وبفارق كبير لفرض اجندتها وبرامجها على الكتل الاخرى وهذا لم يحصل ,هذا جانب وهناك جانب اخر لسوء حظ هذا الحراك هو بروز التكوين الطائفي والاثني ووشم هذه الكتل بما لا لبس فيه ولا غموض وهذه عقبة كبيرة امام تشكيل الحكومة المزمع تشكلها لاحقا,فلو اخذنا ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني فهما ائتلافان شيعيان ,وائتلاف العراقية هو ائتلاف سني, اما التحالف الكردستاني فهو معرف باسمه ولا يحتاج الى تعريف ,اما العلمانيين والقوائم الصغيرة الاخرى فانها لم تتمكن من تخطي القاسم الانتخابي وبالتالي الحصول على مقعد في البرلمان القادم لاسباب كثيرة ومعروفة واهمها قانون الانتخابات المفصل على مقاس الكتل الكبيرة لمصادرة حق الكتل الصغيرة عدديا, وقانون الاحزاب والذي ترك الابواب مشرعة امام كل من هب ودب داخليا واقليميا وعربيا ودوليا وتوريد المال السياسي وتسخير الاعلام لخدمة البعض من هذه الكتل وهناك سبب مهم في تخلف العلمانيين وعدم تمكنهم من الوصول الى البرلمان هو انانية مفرطة عند البعض في سبيل الاستجداء والوقوف على ابواب الكتل الكبيرة من اجل الحصول على مقعد يؤهلهم  لدخول البرلمان بالوقت الذي لا يربط هؤلاء الذين ذهبوا الى هذه القوائم اي رابط فكري او برنامج سياسي.
الخلافات بين الكتل الفائزة كبير وعميق وتجاوزه هو ضرب من السجال السياسي ليس الا ,الصدريون على سبيل المثال لهم خط احمر على دولة القانون نتيجة لقيام المالكي بحملة واسعة شملت التيار الصدري في البصرة وبغداد ومناطق اخرى . وشرائح مهمة من القائمة العراقية لا تتفق مع التحالف الكردستاني حول ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها, وخلاف ابراهيم الجعفري والمالكي وانشقاق الاول عن حزب الدعوة ,ان كل هؤلاء يمثلون ثقلا مناطقيا وطائفيا واثنيا وفي حالة تخطي احدهم سوف يترك بصمته سلبا على تشكيلة الحكومة المزمع تشكيلها لاحقا.
اني ارى ان الصورة ومعالمها قد اكتملت وتشكيل الحكومة القادمة وفي ظل هذا الصراع المحموم والذي يدعو الى القلق الشديد على استقرار العراق وسلامته ووحدته الوطنية والجغرافية.
ان تشكيل حكومة قادرة على انجاز المهمات التي يواجهها العراق وهي كثيرة وهامة ومن اولى اولويات الحكومة القادمة هو الامن واستتبابه وديمومته وهو ضرورة وطنية وآنية وبالتلازم مع التوافق السياسي على المشتركات الوطنية والتي من الواجب ان لا يكون خلاف على هذه الثوابت او المشتركات والذي هو مفتاح الحل لكل ما هو مؤجل او معطل ولكي تدور عجلة الاقتصاد المعطلة من سقوط النظام ولحد الان وحتى يصار الى البدء بالتنمية وتقديم الخدمات للشعب .
ان امام القوى الفائزة الرئيسية الاربعة مهمات عاجلة في ان تضع المصلحة الوطنية العليا للبلاد في مشاوراتها ومباحثاتها وان يصار الى تشكيل حكومة ائتلافية تضم الكتل الاربعة وكذلك الكتل الاخرى الفائزة او التي لم تفز في مراكز الدولة المختلفة ,ومن خلال هذا التوجه فقد انجزت مهمة تاريخية هي وحدها القادرة على رسم مستقبل العراق وسيره على جادة الازدهار والتقدم وسيجتاز كل العقبات والمعوقات التي تعترض طريقه.
ان اختيار الطريق الاخر والاستئثار بالسلطة واحتكار القرار سوف يرسم صورة ضبابية وقاتمة لحاضر العراق ومستقبله وسوف يصعب الخروج من هذه الهوة السحيقة اذا ما قدر لها ان تكون.
ان الملايين من الارامل والثكالى واليتامى والعاطلين عن العمل والملايين من الجياع الذين هم دون خط الفقر يتطلعون بفارغ الصبر .....هذا ان لم يكن صبرهم قد نفذ....هؤلاء يتطلعون بابصارهم وبافئدتهم وعقولهم اليكم ومن اجل ولادة حكومة تمثل ارادتهم وتحقق تطلعاتهم وامانيهم في حياة حرة وكريمة وامنة.
 

حكمة

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله      واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

 

24/4/2010

 

free web counter

 

أرشيف المقالات