| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 25/3/ 2010



كلمات مهداة للأديب العالمي (غابرييل غارسيا ماركيز)

رثاء رجل حي

د. هاشم عبود الموسوي

غابرييل غارسيا ماركيز: ولد في أركاتا (كولومبيا) في: 06/03/1928، درس القانون والصحافة في جامعتي بوغوتا، وقرطاجنة، وتخرّج منها في عام 1946، عمل بعد تخرجه صحفياً، كمراسل من باريس، وهافانا، ومدريد، وعاش بين فنزويلا، وكوبا، وأمريكا، وأسبانيا، ثم عاد لوطنه كولومبيا عام 1982م.

يعتبره النقاد واحداً من أكبر كتاب القرن العشرين في أمريكا الجنوبية، ونال الكاتب شهرة عالمية بعد صدور روايته (مائة عامٍ من العزلة)، والتي كتبها بطريقة "وليام فولكز"، حيث تخيّل ماركيز "مالرندو" المدينة التي يمكن أن يحدث فيها أي شيء.. أحداث غريبة، وتنظر هذه الشخصيات إلى السماء التي تمطر عليهم طيور ميتة. وغيرها من الأشياء. بدأ ماركيز بكتابة القصة القصيرة، وكانت قصصه الأولى تتحدث عن الأحلام والإشباع. تأثر الكاتب بفولكز وهمينغواي، واعتمد في كتاباته على الأسلوب الساخر، حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1992م.

هل أردت بهذه الكلمات أن تُصادق الموت
يا أول حيٍ فينا
ما ذنبنا نحن الذين اقترفنا الإدمان
على قراءة نصوصك الأليفة منا
وكأنّكَ واحدٌ منا.. وكأنّك تكتب عنّا
كنتَ تجلس معي في الشرفة تشرب قهوتي
وأنا أقرأ في كتابكَ.. وكان كلّ شيء في الدنيا ينظر إلى الشرفة
حتى غفلتي عنها
أهكذا تعاقبنا بموتك السريري وأنت
آخر حي فينا
ليس من صفتك الرقدة الأخيرة
إلى أي جهة أتوجّه في المدينة التي أسكن فيها
تستضيفني غرفتك التي تتمدد فيها
أي موتٍ يفصلك عنا
وأي طريق يؤدي إليه
أيصبح سريرك قبراً
تستريح فيه
بعيداً عن فرحك
الذي نثرته علينا في
أيامنا الخوالي
كيف أستطيع يوماً
أن آتي إليك
وأزور قبرك
وكيف تضيق بي الجهات
الأربعة
سأجلس وحيداً قربك
مصاباً بالصمت
سأسأل قبرك
عن عيونك المواظبة
على الفرح
ماذا يبحث هذا المرض
في قلب هذا الطائر الجميل
أليس من مكانٍ آخر في الأرض.. يرحل إليه؟!
وليس بيننا أيها الساخر من الموت
غير المكان والكفن
وأنا هنا أطوي الأرض
بخواطري الذاهلة
وأحسب أنّك تصغي
لدعاء سومري
آتٍ إليك من بلاد الرافدين
ليحلّ ضيفاً على كهوف
ومعابد الأنكا
وخيام قبائل المايا
على طول الطريق
وعندما أجثو أمام قبرك
سأخط بحروفي المسمارية
على شاهدة القبر
"هنا يرقد من كان يعزف لحنه الأبدي
ساخراً من كل أحزان الحياة"



كلمات مؤثرة حقا......... يودع بها الروائي غابرييل اصدقائه........ ولكنها تستحق التوقف والنظر اليها بتمعن


هكذا يودع العظماء الحياة ...


اعتزل الروائي الشهير "غابرييل غارسيا ماركيز" الحياة العامة لأسباب صحية بسبب معاناته من مرض خبيث ... ويبدو أن صحته تتدهور حالياً ومن على فراش المرض أرسل رسالة وداع إلى أصدقائه ، ولقد انتشرت تلك الرسالة بسرعة ، وذلك بفضل الأنترنت ... فوصلت إلى ملايين الأصدقاء والمحبين عبر العالم ...

أنصحكم بقراءتها لأن هذا النص القصير الذي كتبه ألمع كتاب أمريكا اللاتينية ، مؤثر جداً وغني بالعبر والدروس ... تنص الرسالة :

* لو شاء الله أن ينسى إنني دمية وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى ، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي ، ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله ...

* سأمنح الأشياء قيمتها ، لا لما تمثله ، بل لما تعنيه ...

* سأنام قليلاً ، وأحلم كثيراً ، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور ...

* سوف أسير فيما يتوقف الآخرون ، وسأصحو فيما الكلّ نيام ...

* لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى ، فسأرتدي ملابس بسيطة واستلقي على الأرض ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً ...

* سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا ، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق ....

* للطفل سوف أعطي الأجنحة ، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده ...

* وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان ...

* لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر ... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن تسلقه ...

* تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على أصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني انه أمسك بها إلى الأبد ...

* تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف ...

* تعلمت منكم أشياء كثيرة ... لكن ، قلة منها ستفيدني ، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة ...

* قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه ...

* لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك ...

* لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت ، بخجل ، انك تعرفين ذلك ...

* هناك دوماً يوم الغد ، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل ، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير ، أحب أن أقول كم أحبك ، وأنني لن أنساك أبداً ...

* لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن ... ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم ... فلا تنتظر أكثر ، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة ، أو عناق ، أو قبلة ، أو أنك كنت مشغولاً ... كي ترسل لهم أمنية أخيرة ...

* حافظ بقربك على من تحب ، أهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم ، أحببهم واعتني بهم ، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك ، سامحني ، من فضلك ، شكراً ، وكل كلمات الحب التي تعرفها ....

* لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار ، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها ، وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك ...










 

free web counter

 

أرشيف المقالات