| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                    الجمعة 25/3/ 2011

 

نحن لا نقبل بك رئيسا، فمتى تستقيل؟

أدهم أمين زه نگنة
azngana@gmail.com

رغم التعتيم الإعلامي على الحركات الإحتجاجية والتظاهرات الشعبية في مناطق معينة وتسليط الضوء على أخرى، ألا أن المتظاهرين في ساحة السراي في مدينة السليمانية لم تخفت أصواتهم، سائرون في إستكمال السير نحو التغيير لحين الإستجابة لمطالبهم وهم واثقون من إلتحاق بقية مناطق الإقليم بتلك المسيرة السلمية التي عبدّتها دماء الشهداء.. ويبدو أن الإنتقائية التي يمارسها الإعلام العالمي والمحلي باتت محلّ إرتياح سلطات الإقليم وعلى رأسهم، رئيس الإقليم مسعود برازاني، الذي لم يكتفي بعدم الوفاء بوعوده السابقة، بل أضاف ويضيف رزم جديدة من الوعود إستخفافا بالجماهير الكردستانية مراهنا على التعتيم والإنتقائية التي دأبت عليها وسائل الإعلام والمنظمات العالمية.

في نهاية الشهر الماضي وكجزء من عملية ترميم لصورته المهزوزة أمام الرأي العام، ومحاولة منه لتقزيم الحركة الإحتجاجية في نظر الآخرين، تعهّد رئيس الإقليم أمام إحدى وكالات الأنباء الإيطالية، إنه :(مسعود برزاني) سيستقيل إذا تأكد وجود 50 ألف مواطن كردستاني يرفضون رئاسته للإقليم. ولكن (وَمَا يَعِدَكُمْ الشَيطَانُ الّا غرُورا) فبعد أن تم له ذلك وبعد إعلان المشرفة على حملة جمع التواقيع (شادان محمد) عن بلوغ عدد الرافضين له رقما تجاوز كثيرا الحد الأقصى الذي وضعه الرئيس، كشرط لإستقالته وتخليه عن رئاسة الإقليم. نراه اليوم يلوذ بالصمت والهروب الى الأمام بإستغلاله للمناسبات القومية لتلميع صورته وصورة حزبه وتثبيت أركان سلطته، ولسان حاله يقول: بأن (الإستقالة الطوعية) مفردة لا وجود لها في قاموس سلطة الإقليم ولا في أبجديات الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي لا يؤمن بالتمديد اللاّمشروط وحده، أي البيعة الأبدية للرئيس الحالي وحسب، بل بالتبني الراسخ لقضية التوريث فيما بعد أيضا. وذلك يعني بأن (الإقالة الجبرية) للمفسدين أي كانت درجاتهم الوظيفية هي الوسيلة المتبقية أمام الجماهير المطالبة بالإصلاح الإداري والتغيير السياسي، خاصة مع مداهنة برلمان الإقليم للسلطة التنفيذية وتزلف رئيس البرلمان أو ما يسمى بالدكتور كمال كركوكي والذي في حقيقته جزء من إخطبوط الفساد والرشوة العابث بالإقليم، فالموصوف بالدكتور هو بالأصل مضمد مجاز، وما (كمال كركوكي) سوى إسم الشهرة، والإسم الحقيقي لهذا الرجل والمعروف به بين أهالي الدبس سابقا، هو (قادر دبسي).

السلطة التشريعية في الإقليم بزعامة قادر دبسي، والأخرى التنفيذية التي يهيمن عليها في حقيقة الأمر، الپارتي ذلك الحزب الذي لم تتضح ملامح الوريث فيه الى هذه اللحظة حيث المنافسة الحادة بين (مسرور) وبين (نيچرڤان) على خلافة الإقليم، وكذلك السلطة القضائية المسيَّسة التي لم تبّت الى اليوم في شكوى واحدة على الأقل من آلاف الشكاوى المقامة من قبل المواطنين ضد المدعو فاضل مطني أو كريم سنجاري والتي تنطوي على (إنتهاكات حقوق الإنسان+ فساد إداري وإخلاقي+ إغتيالات في الداخل والخارج بما فيها أوربا وأمريكا + عمالة مزدوجة)... وكذلك الخطاب السياسي الهادف لتكريس المرجعية السياسية للحزبين (الپارتي والإتحاد)، دون أن يولي أي عناية للإصلاح والتغيير إلا على مستوى الوعود والشعارات الكاذبة، كما أن إستغلال المناسبات القومية لخدمة الأغراض الشخصية والحزبية والترويج للفاسدين، وما نجم عنها من تراجع الشعور القومي لدى الكرد أنفسهم وبشكل غير مسبوق... ذلك كله وأمور أخرى لا يتسع المقام لذكرها (حرب أم الگمارگ وقتل المتظاهرين وإعتقال الصحفيين)، يجعل من إستمرار التظاهر السلمي للوصول للتغيير السياسي والإصلاح الإداري خيارا ستراتيجيا وليس ترفا سياسيا كما يحاول أنصار الحزبين ترويجه عبر وسائل الإعلام. أن خريطة المستقبل ترسمها الشعوب بالحراك السلمي والإعتصامات المفتوحة، فلا عودة عن (المطالبة بتنفيذ الوعود)، وأول تلك الوعود رحيل مسعود.

 



 

free web counter

 

أرشيف المقالات