| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 25/8/ 2009

 

(البات)
بين لعبة (المحيبس) ولعبة (الانتخابات)

حميد لفته الحريزي

ما كان بودنا أن نعيد ولكن لا جديد
سبق لنا أن كتبنا (البات) بين لعبة (المحيبس) ولعبة (الانتخابات )عام 2008 ونرى إن طبيعة اللعبة السياسية لم تزل كما هي من حيث العناوين والمضمون حيث يبدو إن هناك إرادة خفية تسعى لإبقاء لوضع على ما هو عليه يرزح تحت هيمنة غير مسبوقة لقوى لاتهمها سوى مصالحها الضيقة فلم نزل القوى الاجتماعية الفاعلة تعيش سباتا رغم نزايد حرارة الموت والقتل والخراب والفساد تزداد اشتعالا لتحرق الأخضر واليابس تحت أقدام عمالتها ولا وطنيتها وتبعيتها وكما جرى قيبل انتخابات مجالس المحافظات يجري الآن قبل انتخابات مجلس النواب فلا قانون جديد للانتخابات ولا قانون للأحزاب ، نأمل ان تكون هناك صحوة وطنية ديمقراطية حقيقية من اجل خلاص الوطن والمواطن وليكن هناك (محبسا) وطنيا واحدا في اكف عراقية أمينة.

يتابع المواطن العراقي ولو عن بعد- بسبب انشغاله بهمومه اليومية - الجدل الدائر في قبة البرلمان أو في الصحف والفضائيات عن قانون الانتخابات،وكأن الانتخابات (الديمقراطية) تجري في العراق لأول مرة، حيث اعتبر الكثير من السياسيين إن الآلية السابقة للانتخابات غير صحيحة وغير صالحة على الرغم من علو أصواتهم بالشرعية وإنهم ممثلي الشعب ومعتمديه وان الشعب (زحف) بالملايين لانتخابهم (لا شغل للشعب غير الزحف في عهد الدكتاتورية وفي عهد الديمقراطية).

إن مثل هذه الطعون بالآلية الانتخابية تضع إلف علامة استفهام أمام كل القوانين والقرارات والاجراءات التي اقرها البرلمان ونفذتها الحكومة منذ انهيار الديكتاتورية ولحد الآن.
ونتيجة لهذه الطعون وهذه الاعتراضات لم يزل قانون الانتخابات طريح لكمات المتصارعين والمختلفين المتخالفين من المؤتلفين والمتحالفين وغيرهم فلم يخرج للنور- كأنه يعلم عدم وجود النور وضعف وشلل التيار الوطني - وقد أشيع مؤخرا عن تأجيل الانتخابات إلى كانون الأول 2008 بدلا من تشرين الأول كما في المثل الشعبي الشائع(الموزين التعرفة أحسن من الزين الماتعرفه) فلا داعي للتغير وبقاء الحال على ماهو عليه أفضل من دوخة الرأس؟؟

لا أعرف لماذا أريد أن أقارن بين لعبة (المحيبس) واللعبة (السياسية) الآن كليهما لعبة أم هناك شيئا آخر؟؟في الصراع بين الفريقين المتنافسين في لعبة (المحيبس) الذي يسعى خلالها كل فريق للاحتفاظ بالمحيبس عند فريقه لأطول فترة ممكنة ليسجل المزيد من النقاط عند كل صيحة (بات) ولكن الفرق هنا:-
إن كافة اللاعبين في لعبة (المحيبس) يخلعون محابسهم من أكفهم قبل عملية اللعب ليكون (المحبس) المتفق عليه هو الوحيد الذي يتداول بين أيدي الفريقين،منعا للغش وسد الطريق أمام إمكانية حمل أكثر من محبس في أيادي اللاعبين ويعتبر هذا الأمر من أهم ضوابط وأعراف اللعبة ومن يخل به يصبح منبوذا ومثارا للعار والسخرية بين الإطراف ويخسر اللعبة وسمعته للأبد لذلك فان مثل هذا الخرق لم يحدث بتاتاً.
في حين نرى إن أيادي اللاعبين في الكتل المتنافسة تتخم بأكثر من محبس واحد ومن أشكال وأنواع وأصناف متشابهه مما يجعل أكثر من طرف وأكثر من صوت يصيح (بات) وان محبسه - كرسي حكمه - وصندوقه هو الصحيح وغيره مزور؟؟!!!

فكيف له إن يسلم بخسارة المحبس الذي إن دعكه خرج له من يصيح (شبيك لبيك عبدك بين أيديك) خصوصا وان هذا العبد مجربا بقدرته على تحقيق كل أمنيات مالكه من المال والجنان والحواري الحسان في عراق النفط والثروة والجمال؟؟؟
كما إن لعبة المحيبس تنتهي بتوزيع صواني البقلاوة والزلابية وسط الهلاهل والزغاريد وقُبّل الود والمحبة التي تشمل جمهور المتفرجين والمشجعين للفريقين وكأنهم فريق واحد،بينما تنتهي لعبة (الانتخابات) باستئثار مجموعة محدودة (المختارة) بحقائب المال وأكداس الغلال ومصير البلاد والعباد ممثلة بكراسي دوارة في المنطقة الخضراء وسط أصوات الانفجاريات و(هلاهل) الهاونات و(زغاريد) العبوات لذلك غالبا ما تكون هذه الكراسي ملطخة بدماء الضحايا ورائحة البارود وعرق وسهر وجهد المغفلين من المشاركين من المهمشين والمتفرجين.

ويرى مراقبي وحكام اللعبة إن سبب هذا الهرج في اللعبة يعود إلى عدم وجود (قادة) لهذه الكتل يماثلون ويناظرون قادة الفرق في المحيبس من حيث القدرة في إدارة اللعبة والكفاءة في اختبار اللاعبين وقوة فراستهم وحدسهم في معرفة نقاط الضعف لدى الفريق الخصم فرادا وجماعة وحرصه الكبير في إن يحقق طموحات فريقه بالفوز فيكرس ويركز كل همه وفكره وتجربته من اجل ذلك مما يمكنه من اختراق قبضات لاعبي الفريق الخصم وتشخيص الكف الذي يحمل المحبس من بين مئات الأكف واستحصاله لصالح فريقه للاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة تؤهله للفوز،كذلك فان الفرق المتنافسة في لعبة المحيبس تخلو من العناصر المندسة مزدوجة الولاء لمن تعرض ولائها للبيع ولمن يدفع أكثر كما هو حال العديدين من اللاعبين السياسيين.

كما إن (قادة) الفرق واللاعبين لم يخضعوا للضغوط الخارجية مهما كانت وهي أصلا لم تكن ،كما هو الحال في اللعبة السياسية وخصوصا في عراق (الديمقراطية) اليوم ،حيث تتجاذب الكتل وقادتها ومؤيديها من المشتركين في العملية السياسية ضغوطا من الخارج الغريب والقريب.

إن هذا الحال للعبة السياسية الجارية على ملعب العراق - المحاط بالأسلاك الشائكة والمزروع بأنواع العبوات الناسفة- يجيب على الكثير من الأسئلة الحائرة والمحيرة في عدم تخلص الأطراف اللاعبة من مستنقع المحاصصة الطائفية والعرقية كمن يرفس في بحيرة من الوحل كلما أراد الخلاص انغمس فيها أكثر.

الإجابة عن توالي الأزمات والانسحابات والتوافقات بين داخل مبتهج وخارج منزعج،كل هذا يجري باسم الشعب والوطن، والوطن مستباح والمواطن مشرد جائع عاطل مكبل لا يسمع غير صيحات (البات) ودوي الهمرات وأرقام قوائم الانتخابات؟؟!!
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات