| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 25/12/ 2012

 

من هو القائد؟ المالكي أم البارزاني؟

هشام عقراوي
akreyii@gmail.com

تطرقت العديد من الدراسات الى القادة السياسين و صفاتهم. و في الفترة الاخيرة زاد الحديث عن القائد الكاريزما. و هنا لا أريد الخوض في تفاصيل ثقافية معلوماتية عن القادة و صفاتهم و أنواعهم. حيث بات من البديهي لدى الكثيرين ضرورة أن يكون للقائد فكرا سياسيا يلتزم به و نضجا و عزما في تنظيم و قيادة من يؤمنون بتلك الافكار و الاخلاص لهم و التضحية في سبيلهم و الحزم في أتخاذ القرارات والتناغم بين القول و العمل..الخ. ما أريد التطرق الية بأختصار هو الواقع الفكري والعملي لقيادة كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي و قيادة رئيس أقليم كوردستان مسعود البارزاني و محاولة معرفة أي منهما يتصرف كقائد حقيقي كاريزماتي حسب المعايير المسلم بها للقادة السياسيين و العكسريين. فهما قادان سياسيان و عسكريان في نفس الوقت بحكم كون كل منهما رئيسا و قائدا عاما للقوات المسلحة في العراق مقابل اقليم كوردستان.

فكريا: لا يحمل لا المالكي و لا البارزاتي فكرا سياسيا واضحا و مبادئ فكرية يمكن ارجاعها الى مدرسة فكرية، فهما لا ينطلقان في قراراتهما و عملهما من مبدأ لمدرسة فكرية معروفة في علم السياسية كالديمقراطية أو الليبرالية أو الاشتراكية أو حتى القومية أو الدينية. افكارهما تتلخص بخليط فكري غير مستقر و غير واضح و بناء على ذلك نرى مواقفهما ايضا تختلف من النقيض الى النقيض بين التشدد مرة و التسامح مرة أخرى و بين التفرد في السلطة و أخذ رأي المقربين وأخذ القرارات الفردية. بين الاستعداد على التنحي و التمسك بالكرسي بشكل دكتاتوري. بين السماح للاخر بالحديث و أغتياله. هذة هي أحدى أهم نقاط الضعف لدى المالكي و البارزاني. حيث لا يمكن أن يتحول شخص الى قائد من دون أمتلاك قاعده فكرية و سياسية واضحة.

المالكي يحاول الاستفادة من أرث و فكر حزب الدعوة الاسلامي ألا أنه لم يستطيع اسغلالها و أستخدامها في عمله السياسي كالجعفري و المستمع لخطب المالكي يلاحظ أفتقارة الى عمق فكري و سياسي يستند عليه في عملة. البارزاني أيضا يحاول الحديث عن أفكار خاصة به و التي هي خليط من قيم عشائرية دينية اقطاعية تقليدية تفرض الطاعة على الشعب و لا تستند على اسس ديمقراطية حقيقية معاصرة.

التذبذب في أتخاذ القرارات: من أحدى أهم صفات القائد هي قدرته على أتخاذ القرارات و تطبيق قراراته بحذافيرها. أنْ تحمل فكرا وسطيا يختلف من أن تكون قرارات القائد ايضا وسطية أو ما يسمى سياسة مسك العصا من النصف. الى الان لم يستطيع المالكي أتخاذ قرار حاسم و لم يتراجع عنه أو لم يفرع القرار من محتواه. وهذا يعني أن المالكي متذبذب في قراراته و لا يستطيع أن يبين الاختلاف بينه و بين شخص أخر أو قائد أخر. و ما يميز القادة الكاريزما هو أختلافهم الواضح عن الاخرين. المالكي و نتيجة لضعفة الفكري و العقائدي لم يستطع اضهار قضية الهاشمي و العيساوي مؤخرا على أنها قضية أرهاب و تدخل ضمن مبدأ تطبيق القانون على الجميع و أنهاء عصر معصومية المسؤولين و تمتعهم و من معهم بالحصانة. كما أنه تراجع عن قرار البطاقة التموينية الذي أتخذة و تراجع عن صفقة شراء الاسلحة من روسيا و تراجع عن قضايا النفط و الشركات، و السبب هو أدخالة الادارة و قيادة العراق في توافقات سرية سياسية فاشلة. تراجع المالكي عن قراراته تعني بأنه لا يستطيع أتخاذ القرارات و تنفيذ تلك القرارت و التي هي صفة واجبة لكل قائد. قرارات المالكي غير مدروسة بشكل جيد و تراجعة طفولية سياسية و ليست أبدا واقعية سياسية. هذة الصفة في حكم المالكي أفقدته نقطة الاختلاف عن القادة الاخرين و فرضة للبعثيين الجدد باللعب معه بعواطف الجماهير.

أما البارزاني فهو ليس بأفضل من المالكي في هذة الناحية و جميع قراراته المهمة باقية حبرا على الورق. فهو صاحب قرار تطبيق من اين لك هذا ضد الفساد و لكنه لم يقم بتطبيقها بل أنه زاد من صلاحيات و أملاك الفاسدين، و هو صاحب قرار تطبيق الديمقراطية و لكنة جمع جميع السلطات في اقليم كوردستان بيد أفراد عائلته. و هو الذي قال لا سيادة فوق القانون و لكنه يصدر القرارات دون الرجوع الى البرلمان و لا يعترف بالتعاون مع المعارضة في البرلمان. أهم نقطة لدى القائد هي ثقة الجماهير بما يقول. الان يجد البارزاني صعوبة كبيره في كسب ثقة الجماهير باقوالة المتعلقة بمحاربة الفساد والمحسوبية في الحكم. البارزاني لم يستطيع أمحاء معالم الفساد المكشوفة في كل مدينة من مدن الاقليم الثلاثة من عمارات و معامل و عقود نفطيه و ليس المعالم السرية للفساد.

عسكريا: من أحدى أهم نقاط ضعف المالكي و البارزاني كقائدين هي جمعهما لمنصب القيادة السياسية و العسكرية معا.

المالكي كقائد عام للقوات المسلحة في العراق لا يمتلك أية خبر عسكرية تؤهلة كي يستلم هذا المنصب. لربما في هذا يشترك الكثير من قادة الدول الديمقراطية ايضا و لكن عادة تكون صلاحيات قادة تلك الدول (كأوباما) محدودة جدا، ليس كالمالكي الذي يتحكم بالكثير من القرارات في القوات المسلحة. ما يميز المالكي عن البارزاني في هذة الناحية هو كون المالكي يعتمد على قادة عسكريين في الجيش لهم خبرة و تخرجوا من مدارس عسكرية، بينما البارزاني يعتمد على المقربين منه و يعينهم قادة للجيوش. و لكن البارزاني و نتيجة لعملة مع قوات البيشمركة لدية خبرة عسكرية أكثر من المالكي و في هذا يتقدم على المالكي.

و هنا نستدل بأنه لا المالكي و لا البارزاني يستطيعون تغيير أنتماءاتهم الفكرية و رسالتهم الثقافية، كما أنهما لا يستطيعان تطوير ثقافتهما العسكرية في هذا الوقت بالذات و تحويها الى ثقافة أكاديمية، الشئ الوحيد الذي سيغلب كفة أحدهما على الاخر هو الحزم في أتخاذ القرارات و التطابق بين القول و العمل. و في هذا هناك عامل حساس بالنسبة للمالكي و هو عامل الزمن.فالمالكي ليست لدية وقتا طويلا كي يثبت قيادته للشعب العراقي و من الممكن أن يرجع الى نقطة الصفر في اي وقت من الاوقات، و عليه بيان خطة السياسي الواضح و الحاسم ضد الارهابيين و الفاسدين و أعلان ذلك في قرار سياسي واضح. بينما البارزاني لديه متسع من الوقت بسبب الارث الذي يملكة عائليا. و لكن حتى البارزاني من الممكن أن يفقد شعبيته تماما أذا أستمر في دفاعه عن الفاسدين و تركيزة للسلطة و المال في يد المقربين منه و رفع شعارات قومية لا يقوم بتنفيذها.

بهذة الصفات و هذه النوعية من العمل يحدد كل من المالكي و البارزاني أيهما أفضل من الاخر و أي نوع من القادة هما و بأية صفة سيدخلان التأريخ.


 

free web counter

 

أرشيف المقالات