| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 25/6/ 2012

 

استنساخ المالكي

رحمن خضير عباس

لست أدري هل هي زلة للسان نائب أدمن التصريحات . ام انها وقاحة واستخفاف بمشاعر العراقيين . ام انها جزء من المداهنة والتملق لرب النعمة وولي الأمر رئيس الكتلة والوزارات والوزراء معا المالكي , حينما عبر النائب البياتي على استفسار صحفي قناة السومرية ماذا لو مات المالكي ؟ فأجابه البياتي " اذا مات المالكي , نستنسخه .." وكل من سمع هذا التصريح للوهلة الأولى من ابناء الخمسين مئوية صيفا و بدون كهرباء . سيعتقد بأن هذا النائب يعني بهذا القول , انهم سيجدون بديلا لزعيمهم الضرورة , وهذا البديل سيتبع نفس النهج لسلفه (المالكي الأول ) . ولكن النائب اكد على فكرة الأستنساخ بمعناها العلمي حينما اردف قائلا :" الآن العلم تطور.. نستنسخ خلاياه , ونجيبلكم مالكي آخر , يلاحقكم الى اكمال دورته الأنتخابية . "

والنائب عباس البياتي وبحكم انتماءه الى كتلة اسلاموية , يُفترض انها ترفض مبدأ الأستنساخ وتعتبره شكلا من اشكال الألحاد . كما ان هذا النائب من اكثر الأصوات البرلمانية نعيقا ضد العلمانيين , الذين اعتبرهم رئيس وزراءه المُراد استنساخه بأنهم كفرة واعداء للوطن ولا مكان لهم في دولة الأستنساخ الديمقراطية !.

لقد بدا هذا النائب في اوّج تجليه وعشقه للمداهنة والنفعية والمحافظة على مكتسباته الشخصية, بحيث انه اهان زعيمه الأوحد دون ان يدري . كما اكّد مفهوم الزعامة التي لا بديل لها معيدا الى الأذهان ما كان يُقال عن الدكتاتور السابق صدام حسين . كما انه اهان القيم الديمقراطية التي اتت به وبزعيمه , والتي تقوم على التداول السلمي للسلطة .

مما يؤسف له انّ ثقافتنا الشرقية تميل الى فكرة تضخيم الشخصية , وبناء هالة من القدسية حولها . وقد بدأت هذه النغمة تتصاعد في الآونة الأخيرة , من خلال اطلاق الألقاب - ابو اسراء مثلا - ومن خلال البوسترات الكبيرة التي تزين الواجهات والشوارع لصورته وهو يلوّح بيده للجماهير . ولاشك ان مثل هذا السلوك يتعارض مع التضحيات الكبيرة التي تحملها شعبنا ليتحرر من الدكتاتورية واساليبها , واعترف بان المسؤولية لا تقع على عاتق المالكي , بل على جوقة من يحيط به من ( وعاظ السلاطين ) .

من ناحية اخرى ما الذي انجزه المالكي لكي نصرّ على استنساخه ؟ او " ان البديل عن المالكي هو المالكي " كما قال نائب آخر . لقد شهد عهد المالكي تدهورا امنيا مريعا , كما شهد تراجعا كبيرا في الخدمات , كما تفشت ظاهرة المحسوبية والفساد الأداري وكثرت السرقات وتم السطو على المال العام في عز النهار, وبقيت ازمة الكهرباء كما هي رغم انفاق المليارات من الدولارات , وتزايدت اعداد القطط السمان من المقاولين المسنودين من احزاب السلطة , الذين يربحون اموالا اسطورية على حساب عذابات الجماهير المحرومة من ابسط متطلبات الحياة .

ولكنني التمس العذر للبياتي وامثاله لانهم يدافعون عن منافعهم وامتيازاتهم الأسطورية والتي لم يكن مجرد الحلم بها ممكنا .


اوتاوه / كندا

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات