| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 24/9/ 2011

 

أنا مع محمد شرط دخول مكة بالسلاح
مظفر النواب

نبيل الحسن

عندما وصلت طلائع الجيش الإسلامي بقيادة النبي محمد (ص) مكة , وطوقتها من جميع الجهات , لم يعد هنالك من مفر لقيادات الظلم والظلال أمثال أبا سفيان وبقية من يصطلح على تسميتهم حاليا ب (النظام السابق ) , فهم غير مؤهلين لمواجهة من يحاصرهم فقد اختل التوازن تماما , وعليهم دفع أثمان الأذى والقتل والتشريد الذي مارسوه ضد الثائرين المؤمنين طوال سنين .

لابد من المساومة واحناء الرؤوس لفترة تمر بها من حولنا هذه العاصفة الهوجاء بسلام , حتى لا تقطع منا الأعناق , ذلك ما قاله أبا سفيان لإقناع زوجته هند بما سيفعله لاحقا , وانتبه إليه الخليفة العادل عمر ابن الخطاب عندما طالب بقطع وأزاله هذه الرؤوس العفنة , لا تقبل مساوماتها .

ما حصل لاحقا هو سيادة تيار و منطق العفو عند المقدرة وجمع الكلمة ومبدأ التأمين والأمان الجماعي لكل من ارتكب جرما أو اساءة بحق المضطهدين والمظلومين من المسلمين , ونجت منظومة أبا سفيان بكافة تفرعاتها الغادرة داخل مكة وخارجها من سيوف عمر وعلي وخالد وذابت مؤقتا كتوابين في أحضان الإسلام , سوف يخططون لاحقا للعودة لامتيازاتهم وظلمهم وجبروتهم بعد وفاة محمد وأبا بكر وعمر , ثم بروزهم الفعلي ككتلة أموية متراصة وراء قريبهم الخليفة عثمان بن عفان خاصة في الفترة المتأخرة من حكمه التي تميزت بضعفه وشيخوخته وعجزه عن اتخاذ القرار الحاسم .

بقية ما حصل معروفة مسبباته وهو ما أشار إليه الشاعر العراقي مظفر النواب في إحدى قصائده , وجعلته عنوان للمقال , التي يخاطب فيها تاريخنا الماضي , والخطيئة الأولية التي وقع فيها القرار الإسلامي , بالعفو العشائري بدل العدل والمحاسبة مع أناس تشكل السلطة غاية حياتهم وهدفهم المطلق , حتى لو كان ثمن صعودهم أو عودتهم إليها تلال وجبال من جثث وجماجم الناس والشعوب والأمم , وذلك اختصارا ماحدث لاحقا , لحين لحظة جلوس ابن أبا سفيان معاوية على عرش الخلافة ثم مئات السنين المتتالية من الدماء والثورات والقتل والذبح والتكالب على السلطة والجاه والحكم المطلق .

تكررت المأساة ثانية في العصر الحديث قبل سنوات قليلة ومحاولة القوات الأمريكية إزالة نظام البعث المستمر بأساليب القتل والأجرام والدم والدمار , الحاكم بأمره أكثر من 40 عاما بواسطة صدام وأسرته , ثم السقوط المذل والسهل والمخزي لبغداد الرشيد, وهروب البعث الزيتوني , والجيش الخاكي , والشرطة الخضراء , وعلوج الصحاف , وصولا إلى رجال المرور ومنظمي السير في الشوارع ! والقصد ليس هنا, بل في عدم المحاسبة والقصاص العادل , من المجرمين قتلة الشعب العراقي , الذين هربوا مسرعين , حفاة عراة بعد 9/4/2003 يخشون من غضبة الشعب المتحرر من سطوتهم وجبروتهم وطغيانهم , ولكن !!؟؟ أين المنتقمون ؟ أين المحاسبون ؟ القوات الأمريكية ليس لديها من أوامر إلقاء قبض إلا بعدد أوراق القمار للرؤوس الكبيرة في السلطة والحزب والتي سينجو معظمها بين متعاون وهارب , ماذا عن باقي الشلل القذرة الملطخة أياديها بالدماء ؟ ماذا عن أجهزة مخابرات قتلت وقتلت ولم ترتوي ؟ ماذا عن المطبلين والمزمرين والناعقين في كل واد تلميعا وإرضاء للنظام ؟ أصحاب كل المغانم والفرص , قاطعي أرزاق ومستقبل وأحيانا رؤوس كل من عداهم , الممتلئين بشهوة التسلط والتحكم والتخويف ورغبة الشعور بالتفوق , الساعين إلى لي وتكسير وتطويب كل الحقائق وتحويلها مطايا خادمة لأراء وأقوال القائد الملهم وليخسأ الخاسئون , هم باختصار الكادر ألبعثي ألصدامي المنتفع الجالس بكل ثقله في الطابق العلوي من بين فئات وطبقات الشعب العراقي , الواشي كاتب التقارير الفاسد المتكلس داخل مفاصل السلطة لعشرات السنين .
 
أغلبية الشعب العراقي الفقير المعدم المتخلف معلوماتيا ووعيا , ظل صامتا يراقب وينتظر كالعادة من يقوم بالمهمة في الإصلاح وتنظيف الدار ,خرج الكثيرون إلى الشارع والدوائر الحكومية والسلطوية ليس بحثا عن من أفقرهم وأنزلهم نحو الدرك الأسفل وسوء المصير , ولكنهم تسابقوا للاستقتال لاستحصال ماتبقى من أوصال العراق المنهوبة والمقطعة , بعد أن سرق البعثيون ماخف حمله وغلا ثمنه وتلاشوا نحو ملاذات آمنه .

نجت المنظومة البعثية في غالبيتها الساحقة من سيوف العدالة والانتقام , فتحت عيونها بعد حين من سباتها المستتر المتعمد , غير مصدقة وهي تتحسس عنقها وجسدها السليم , لم تدافع كالرجال وتموت وهي تقاتل كالأبطال تحت أسوار بغداد كما وعدنا أبا العجول والدعاية والإعلام الوزير الخطير الصحاف , بل زادها الأمريكان مهزلة لشخصه ونهجه عندما تركوه يرحل أينما يشاء عندما ذهب ليسلم نفسه إليهم بل ربما خاطبوه قائلين , اسمك ليس ضمن قائمة المطلوبين , (كر وأنت حر ) , وهكذا كر راحلا قائد الفيلق ألصدامي الثامن , فيلق الدعاية والتطبيل والتزمير , الأكثر ربما لؤما ومكرا وخبثا واستفادة بين فئات الصداميين .

لم يتلق البعثيون هجوما منظما من ضحاياهم السابقين , ليدافعوا أو حتى يساوموا أو يعتذروا , نهضوا بعد حين ليهاجموا , استيقظت خلاياهم النائمة لتسترجع الملك المضاع , هم كائنات طفيلية لاتستطيع الحياة بدون السلطة والمال الحرام وقطع الرقاب , ضهر ونعق حزب العودة إلى الكراسي , بدؤوا بالحرائق والقتل والإجرام الذي يجيدونه , ويلقوا تبعاته على الغير, ليخنقوا تجربة نسمات الحرية التي أعطيت للعراقيين , فكم ياترى الآن نسبة نجاحهم ؟

كان سكان العاصمة بغداد بلا سلاح , ولا حتى أسنان حادة ليقطعوا بها من دمر عاصمة الرشيد وسلمها محتلة دون قتال .
ماذا عن ليبيا الوقت الحاضر وبيت القصيد ؟
ما الفرق بين حزب البعث وفدائيي صدام وكتائب ألقذافي وأعوانه ؟
ما الفرق بين صدام وعدي وقصي والقذافي وخميس وسيف الإسلام
ما الفرق بين سجوده وحلا ورغد وزوجات ألقذافي وبناته ؟
هو استنساخ مكرر لدكتاتوريات عائلية في دول القهر النفطية .
هل من نصيحة يمكن نقلها للثوار الليبيين , حتى لا يتكرر الظهور التالي لأزلام ألقذافي كما عاد ويعود أتباع صدام ليتسللوا لمفاصل الدولة والمجتمع تزلفا ومداهنة لحكام , وكاتم صوت ومفخخات وقتل وإجرام للمجتمع والشعب في العراق لإجهاض أي تطور ديمقراطي حر, وليوصلوا الفرد العراقي العادي ليقول الجملة الغاية المحببة لديهم ..... (النظام السابق كان أفضل ) .

إخوتنا الليبيين نظفوا بقية مدنكم العاصية , ادخلوها بالسلاح , افرزوا ركعوا أو أبيدوا بقية أتباع وطفيليات ألقذافي الدموية , حتى لايعودوا أو تضطروا لإنشاء هيئات جديدة لاجتثاث البعث ألقذافي .


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات