| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 24/9/ 2009

 

إلى المرأة المسلمة (4)

محيي هادي - أسبانيا

حوار مع صديق
كلما أتذكر آيتي القران من سورة الماعون: آية "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ" و آية "الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ"، أتذكر بعدها أيضا بيت شعر ينشده أحد أصدقائي، بين مدة و أخرى:
"ما قال ربك ويل للذي كفر
بل قال ربك ويل للمصلينا".
فأرد عليه: إنك لم تكمل الآية، إذ أن الويل هو للساهين عن الصلاة و ليس للمصلين جميعهم.
فيجيبني الصديق، ضاحكا، ببيت شعر آخر:
"يانازح الدار ناغ العود ثانية
و اجلس على دكة الحاني و اسقينا"

ثم يسترسل ذاكرا آية أخرى: أن الآية القرآنية من سورة الأحزاب "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ...." هي موجهة لنساء النبي اللواتي تذكرهن الآية السابقة: "يا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء...". إلا ان أصحاب اللحى و الدشاديش القصيرة و أمثالهم يحاولون أن يجعلوا الإقرار و حبس النساء جميعهن، دون استثناء، في البيوت و يفسرون هذه الآية بتفسير معاد للنساء، و يطبقوها على جميعهن، على الرغم من أن الآية قد وجهت لنساء النبي، لا لغيرهن.
أقول للصديق: و لكن المسلمين يسيرون على خطى الأسبقين فالرجال يسيرون على طريق النبي و أصحابه و النساء يسرن على جادة زوجات النبي. فالنبي و نساءه و صحبه هم المثل الأعلى للمسلمين.
فيجيبني الصديق: و لكن نساء النبي لم يسرن على ما أمرن به، بل و إن إحداهن قد خرجت من بيتها لتعلن الحرب على رجل مسلم آخر، هو ابن عم زوجها و تقود الرجال. و لم تبق في بيتها. و لا زال المسلمون يذكرون هذه الحرب و تؤجج مشاعرهم ليومنا هذا، و بعضهم يدافعون عن هذا و أخرون يدافعون عن تلك. فطريق أي من الاثنين هو الطريق الصحيح؟

ثم أنك تقول بأن المسلمات يخطون خطى السابقات. فهل تعني بهذا أنك تريد ان تتزوج طفلات المسلمين في عمر ستة سنوات و ثم ينكحن على عمر ثمانية أو تسعة أعوام؟
أقول للصديق: و من قال لك أن هناك طفلة دُخل عليها وهي ذات ثمانية سنوات؟
فيجيبني الصديق: اقرأ تاريخ الطبري و غيره عما كتب عن زواج عائشة بنت أبي بكر الصديق؟
فأقول: قد يكون الطبري قد أخطأ في تحديد العمر، أو أن هناك خطأ مطبعيا ما. و حتى و لو كان الأمر صحيحا فإن هذا الموضوع قد مضى و ولى.

فيجيب الصديق: و لكن الملتحين لا يزالون "ينصحون" بتزويج البنات قبل أن يحضن في بيوت آبائهن. و يمكنك قراءة ذلك في "الرسائل و الفتاوي" التي يكتبها شيوخ الدين الاسلامي في أيامنا هذه.
ثم يسترسل قائلا: و أما التبرج فهو كما تذكر قواميس اللغة: "التَّزَيُّنِ وَإِظْهَار المَحَاسِن وَالحلي" و قد خصت الآية بمنع نوع معين من التبرج و هو تبرج الجاهلية و من هذه الجاهلية اختارت الآيةُ الجاهليةَ الأولى و تركت ذكر الجاهليات اللاحقة.

فأقول للصديق: و لكن "الأولى" قد تعني "الماضية" و هي تأكيد بأن الجاهلية قد مضت و حل محلها الاسلام.
فيجيب الصديق: قد يكون كلامك صحيحا في قضية الماضي، و لكن لماذا تكمل آية "ويل للمصلين" و لا تكمل آية " ولا تبرجن". إذ أن هذه الآية الأخيرة قد تعني السماح بكافة أنواع التبرج و لكنها تمنع تبرج الجاهلية الأولى.

ثم نستمر نتحاور في مواضيع أخرى....

 

22/09/2009



 

free web counter

 

أرشيف المقالات