| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 24/2/ 2010

 

انتخابات العشائر في كوردستان

ئارام باله ته ي  *
aram_balatay@yahoo.com

اثناء نقدنا للعقل الكوردي ، كان جل اهتمامنا منصبا على ابراز سلبية (عقلية العشيرة) ونتائجها المدمرة . و حاولنا في مقالنا نقد المجتمع الكوردي التعمق اكثر في محاولة منا لتخليص الفكر الكوردي و بالتالي الانسان الكوردي من عقلية القرون الوسطى من خلال تفتيت العشيرة ، و اذابة المجتمع الكوردي في ما اصطلحنا عليه ب( الامة . الوطن . الدولة) . و كنا قد انتقدنا قبل ذلك كله الاحزاب العلمانية و الاسلامية الكوردستانية لتبنيهم (عقلية العشيرة) ، الا ان فكرنا و نداءنا بقي منسلخا عن المجتمع و كأنه صدى في وادي . و لا زال مجتمعنا منغمسا من اعلى راسه الى اخمص قدميه في عالمه الخاص ، عالم العشيرة ، اي عالم التخلف و القرون الوسطى المظلمة.

ليست من عادتي ابدا ان اكتب قبيل الانتخابات ، حتى عندما كان بعض الرفقاء يطلبون منا ذلك ، كنا نمتمع ، رغبة منا في التركيز على جوانب استنارة الفكر الكوردي ، و حتى لا يفسر ذلك انه تاييد لجهة و قدح لاخر لنحافظ على مصداقيتنا في الطرح ، على الرغم من انتمائي المعروف لدى كل الاصدقاء و المقربين ، ذلك كله كان محل نظرنا ، الا ان طبيعة هذه الانتخابات و طريقة القائمة (شبه المفتوحة) التي تعطي الخيار للناخب باختيار مرشح معين ، جعلنا نخرج من صمتنا لندلوا بدلونا محذرين من ان تركيز كل عشيرة على مرشحها ، سيجعل على تمزيق النسيج الاجنماعي و سينسى الناخب القضية الاهم ، قضية الحقوق الكوردستانية ورفع الغبن عنهم في مجالات شتى و نجدة اهلنا (قانونيا ودستوريا) في المناطق المستقطعة عنوة عن كوردستان ، و عدم السماح للبعثيين و القومجيين العروبين بسحب بساط المكتسبات من تحت اقدامنا .

دعونا هذه المرة ان نغض الطرف عن المجتمع الكوردستاني الذي لا زال يغوض في حالة السكر البين من التخلف. لنركز نقدنا للاحزاب الكوردستانية (حكومة و معارضة) ، مادام الحدث سياسيا بامتياز الا و هو انتخابات مجلس النواب العراقي في السابع من اذار المقبل .

من اين جاءت هذه الحالة الهستيرية ( انتخابات العشائر) ؟ لماذا؟ .
ان الاحزاب الكوردستانية تتحمل هذه المسؤلية لانها اختارت بعناية مرشحيها من بين العشائر ، بحيث يكون كل مرشح من (عشيرة) . من الناحية البراغماتية فان هذه لعبة ذكية اذ تدفع كل العشائر الى الاقبال الشديد على التصويت ، لتكون بالنهاية ( قائمة الحزب أو الائتلاف او التيار ) هي المستفيدة . ولكن كله على حساب الكفاءة و الجدارة الشخصية ، و على حساب المجتمع المدني والحداثة والتقدم . وهذا ينصب في مصلحة فئة قليلة و يدفع ثمنها الهيكل الاجتماعي الكوردستاني من كل الجوانب . اين الشيوعيون العقائديون ؟ اين الاسلاميون الملتزمون ؟ اين العلمانيون الحقيقيون ؟ . من يأخذ على عاتقه مهمة الارتقاء بمجتمعنا بعيدا عن الديماغوجية ؟ . من يعلن صراحة في برامجه تخليه الكامل عن (عقلية العشيرة) ؟ .

من جانب اخر فان المرء ليستغرب اشد الاستغراب من خطاب (ازدواج الشخصية) الذي يتبناه المعارضة في كوردستان . اذ انهم يصمون الاذان من ترداد كلمة التغير ، في حين انهم اختاروا اناس لتمثيلهم تتجلى فيهم اوضح ايات الماضوية و العشائرية ، و بالنهاية التخلف !! لا ادري اي تغير يبغون و بمن يأتون ؟! .

ان التغير في كل مكان و زمان هو مشروع يتضمن تغير البنى التحتية الفكرية للمجتمع المراد تغيره ، و لايحصل ذلك عادة الا من خلال ثورة فكرية شاملة . اما تغير اشخاص باشخاص دون تغير النهج هي محاولة (ميكافيلية) للوثوب الى السلطة و التلذذ بمكتسبها .

في كل مناسبة ، وفي كل انتخابات يدفع الفرد الكوردي الفاتورة من حيث لا يشعر ، انه يقبل بواقع سلبي ليس له مصلحة فيه على المدى القريب و البعيد ، اننا راضخون للتخلف والقبلية لاننا بصراحة لا نملك ارادة .
 


* ماجستير في القانون



 

free web counter

 

أرشيف المقالات