| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 24/10/ 2010

 

 لقاءٌ عراقي، وأفئدةٌ مفتوحة

وئام ملا سلمان

لا يمكنني الكتابة عن شيء إذا لم تتوفر لدي الرغبة في الكتابة عنه، وقد قررت أن أكتب بعد عودتي ولقائي الثالث بالسفير العراقي في ستوكهولم من خلال فعاليات مختلفة بحيثياتها ، فلقد كنت ضمن من يمثلن جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم ،ممن وجهت لنا الدعوة ،حيث اللقاء في الساعة السادسة مساءاً من يوم السبت الموافق 23 تشرين الأول في ملتقى شيستا ، مع سعادة سفير جمهورية العراق في مملكة السويد، الدكتور حسين العامري ، هذا اللقاء الذي أعدت له هيئة الأحزاب والقوى السياسية في السويد ، دعت من خلاله الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العراقية ، وفي البدء كان لابد من التعريف بالسفير قبل تقديمه للحديث من قبل المنسق الدوري لهيئة الأحزاب والقوى السيد جاسم هداد ،ومن ثمت بدأ سعادته الحديث بصوت هادئ رصين ،وروح لا تخلو من الدعابة ، هذه الروح التي تبدد تركة الرفض والحذر لدى العراقيين يوم كانت السفارات اوكاراً تعشش بها غربان الموت والجريمة، نتيجة علاقة جدلية فرضتها الأنظمة القمعية التي حكمت العراق ،علاقة متمثلة بطرفين أحدهما سلطة ذوي القرار ومتنفذي الدولة والطرف الثاني متمثلاً بالمواطن.

لقد جاء الرجل محملاً بآفاق لأفكار وآراء متنوعة ، تناول السيد السفير محاور عديدة تخص شؤون الجالية العراقية في السويد هذه الجالية التي تتأرجح مناسيب أعدادها من يوم لآخر ، ودور السفارة التي تٌعتبر حلقة الوصل التي تربط بين الجالية المقيمة على أرض السويد وبين العراق متمثلاً باختلاف وزاراته ومؤسساته ، وتكلم عن إمكانية تشكيل مجلس الجالية العراقية ، أو تشكيل هيئات لتمثيل أفراد الجالية ، ومما تحدث عنه هو ضرورة تفعيل دور الجالية في السويد وإظهار الوجه المشرق للعراق وقد تطرق إلى خطط مشاريع إنجازية شتى ، ينتظر تحقيقها بالتعاون مع الجالية إذ تحتاج الى جهود وطاقات كبيرة.

وقال بالحرف الواحد :إن أبواب السفارة مشرعة لكل عراقي بغض النظر عن قوميته ودينه وطائفته وإنه على مسافة واحدة من جميع الأطراف ، وبين أن طاقم العمل في السفارة رغم محدودية عدده ،لا يألوا جهداً في سبيل إنجاز المعاملات وهناك تسهيلات خدمية جديدة لمراجعي السفارة حرصاً على راحتهم ، وفيما تطرق له من أفكار كانت فكرة إقامة مركز ثقافي عراقي على غرار بعض المراكز التي بدأت تتواجد في عواصم عديدة وكذلك مواصلة الأنشطة الثقافية التي إعتادتها السفارة متمثلة بأيام الثقافة العراقية ، وكذلك أكد على الحاجة الملحة لفتح مدارس عراقية وفق مناهج ومواد خاضعة لضوابط تربوية مدروسة مواكبة للتطور المعرفي .

في المحور الثاني من الندوة تم تبادل وجهات النظر والمداخلات التي تقدم بها المتواجدون في القاعة ،وكان السفير مصغياً للجميع حيث حصتهم من المشاركة في بث أشجانهم وعرض مطاليبهم ومشاكلهم المتمثلة بالحصول على الأوراق الثبوتية وجوازات السفر وكذلك تأشيرات الدخول لحملة الجواز السويدي ، وقد رد على كل التساؤلات بصدر رحب ولم يهمش منها سؤالاً واحدا، إضافة إلى العديد من المقترحات الجادة التي تقدم بها عدد من الحاضرين حول ضرورة نقل الخبرات والتلاقح الثقافي والعلمي والتجاري والصناعي بين العراق والسويد وفتح سبل التواصل من أجل خدمة العراق عبر تفعيل دور الشركات السويدية فيه، ونأمل أن تاخذ هذه الإقتراحات مسارات التطبيق الفعلي على أرض الواقع .

إنتهت الندوة التي تجاوزت الساعتين بكلمة شكر لسعادته ، ولحقتها وقفة لإرتشاف الشاي والمشروبات الغازية، كانت وقفة مكتظة بالإخوة والحميمية العراقية ،غادرنا المكان وفي النفوس رضاً ،وبشارة خير رغم كل التعثر الذي تمر به المرحلة الراهنة من تاريخ العراق ، بشارة تشعرنا أن من كان بين ظهرانينا أكاديمياً وسفيراً عراقياً ، ينتمي إلى عراق يمضي بخطوات واثقة صوب الديموقراطية ، عراق لا فضل بين مواطنيه إلا بتقوى محبتهم وإنتمائهم له.





 

free web counter

 

أرشيف المقالات