| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء  24 / 12 / 2013

     

شيزوفرينيا إجتماعية

" جيشنا الباسل" داعساً " و"مدعوساً عليه" ومخلصنا من " داعش"

علي بداي

بعد ان بلغ دعس صدام على أمعاء العراقيين حداً لا مثيل له، كان ملايين "المدعوس علىهم" يأملون طيلة عقود في إنتفاضة "لجيشنا الباسل " تأتي بضابط شريف يخلصهم من "الداعس" والى الأبد. ولكن عندما إكتسحت دبابات بوش العراق وسرح " جيشنا الباسل" بملايينه التي كانت تعيل الملايين لم يحتج أحد سوى " جيشنا الباسل" نفسه الذي وجد نفسه فجأة في دور "مدعوس عليه" وجهاً لوجه مع الفقر والعوز والوقوف في قفص الإتهام كجزء من المؤسسة " الداعسة" بعد فترات الغزل والإستنجاد به كمخلّص منتظر.

قبل فترة كان " جيشنا الباسل" داعساً" متهماً بإقتحام الإعتصامات ومقار الأحزاب وتنفيذ مهام الطائفيين واليوم يتحول الى أمل "المدعوس عليهم " في تخليصهم من داعش" والغبراء ..ما الخطب يا قوم؟

قبل أيام تقدمت الحكومة الهولندية بمشروع إرسال وحدات عسكرية محدودة للغاية مكونة من عسكري (368) الى " مالي" في أفريقيا ضمن جهد الأمم المتحدة للسيطرة على الحرب الأهلية هناك، لم يأمر رئيس الوزراء الجيش بشن عملية " ذيل العقرب" , ولا " رأس ا لطنطل" بل أن وزير الدفاع طرح مشروعه بالأرقام والتفاصيل على البرلمان وتعرض لتحليل ونقد وغربلة وإستجواب وتقص من مختلف الجوانب وطولب الوزير بتقديم إلتزامات حول حقوق الإنسان ومحدودية العملية وتحريم تجاوزها للحدود المصرّح بها. ذلك أن المؤسسة العسكرية في الدول المتقدمة ، هي ملك للدولة وليس للحكومة ولا لرئيس الوزراء رغم كونه قائداً عاماً للقوات المسلحة ،وفي جيوش هكذا دول نجد أن مهام الجيش هي ذاتها لاتتغير بتغير رئيس الوزراء ولا وزير الدفاع كما أن معايير قبول وإعداد الضباط هي معايير مهنية ووطنية لاعلاقة لها بمزاج الفرد وميوله السياسية .

كان "جيشنا الباسل" على الدوام منفذاً لإرادة فرد هو القائد العام أو الحاكم بأمر الله وحين تتعارض إرادة هذا الفرد مع " أفراد" آخرين ضمن ذات المجموعة ، يعبر عن هذا التعارض بإنقلاب يغير القائد بآخر والقمة بقمة أخرى . ودولتنا بكل تأريخها هي دولة عسكرية كان الجيش فيها داعساً على الأكثرية لتحقيق رغبات ورؤيا "القائد العام" إن كانت مشروعة ووطنية أم لا و سواء كان إسمه " عبد الكريم قاسم" أو " عبد السلام عارف " أو في آخر زمان " نوري المالكي" والمرجعيات الدينية. وحتى في المواجهات التي ظهر بها الجيش بمظهر " محارب الأعداء" و"الذائد عن حياض الوطن " في فلسطين والأردن أو الذاهب للقدس عبر عبادان تبقى الحقيقة بعد إزالة ركام الشعارات، وتبريد حمم الحماس ،وتفكيك عناصر الهتافات، أن نتائج هذه المهمات " الوطنية" قد إنتهت الى تتويج القائد العام وزيادة دعسه على المدعوس عليهم. كان الجيش نفسه يحمل تناقضة الداخلي فقد كان "مدعوساً عليه " رغم كونه أداة" دعس" والخلاص يكمن في السعي لجعل الجيش عراقي مهني لاطائفي ولامسيس .هي عملية معقدة للغاية تبدأ بتقليص صلاحيات الأشخاص كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بإحالة كل قضية كبرى الى البرلمان وتمر عبر إشراك الجيش في أعمال الإعمار والإغاثة والتنمية كي يحس كل عراقي بأن هذا الجيش منه وله..لأن الخلاص من "داعش" لايعني إنجازاً حاسماً فبعد غد يستدير " جيشنا الباسل" الى المظاهرات والإعتصامات والنوادي الإجتماعية متحولاً الى " داعس" مادام يأتمر بأمر الحاكم بأمر الله..وحده لاشريك له.




 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات