| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                             الأثنين 24 / 6 / 2013

 

النظام الرأسمالي بين حتمية الماديه التاريخيه ووهم الإسلاميين..

مجيد الأمين

الرأسماليه ..
نظام تاريخي في سلسلة التطور المجتمعي والمتفق عليها كواقع حال بغض النظر عن النظريات الفلسفية المتعلقة بالتطور الاجتماعي ماديه كانت ام مثاليه .

• بعد فشل الماديه التاريخية،، في استشرافها الحلقات المستقبلية والمسماة الاشتراكية ثم الشيوعيه كأطوار مجتمعيه وليس كأفكار.. وتجسد هذا الفشل بسقوط النظام الاشتراكي في بداية التسعينيات من القرن الماضي وبالتالي سقوط الاشتراكيه كأحد الأطوار الاجتماعيه المفترضه أكثر تطورا من الرأسماليه . بمعنى ان موضوع القضاء على الرأسماليه عبر الثورة والفعل الثوري الذي يسبقه تعبئه فكريه نظريه وتنظيميه ومن منظور الصراع الطبقي وعلاقات الإنتاج وتناقضها مع القوى ألمنتجه ووصولها الحد التناحري في كلاسيكيات الاشتراكيه،، أصبحت من التراث السياسي والفكري للبشريه المهم ، وليس وسيلة تغيير مباشرة.

• الرأسماليه متحققه كنظام متكامل في بعض البلدان من الكرة الارضيه .. استطاعت وعبر سنين من التطوير الذاتي ان تقلص كثيرا من بشاعة الاستغلال والعنصريه وغيرها إلى درجة إقامة نظام شبه "عادل" يضمن حياة معيشية مناسبه يحفظ فيها القانون شخصية الأفراد والجماعات كوجود وحريات ، داخل هذه البلدان ، فيما لم تستطع لحد الآن من معالجة الهوه مع غالبية البلدان المسماة عالم ثالث حيث الفقر والمرض والحروب, لا يستطيع المرء الا اعتبارها في النهايه كأحد مظاهر الاستغلال الوحشية للرأسماليه " طبعا هنا نستثني موضوعة الشعوب وسياسييها ومقدار مسؤولياتهم في تردي أوضاعهم ".

• بعد سقوط المنظومة الاشتراكيه وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي وتغير المواقف لدى اتباع الامميه الثالثه من أمور أساسيه كثيرة ومنها مهمة القضاء على النظام الرأسمالي .. يظهر في ميدان الصراع بعض القيادات الوطنيه المعادية للأنظمة الرأسماليه واتهامها باستغلال ثروات الشعوب والسعي لاستعبادها .. وهذه الأنظمة ليس لها مستقبل تأثيري جدي في النظام الرأسمالي العالمي "محاولات يائسه".

• الصراع الابرز والحاد الاكثر معاصرة كما هو واضح بين النظام الرأسمالي والإسلاميين ، انظمةً وحركات راديكالية بالرغم من غياب العداء لرأس المال كموضوع اقتصادي في نظريات الإسلاميين بل العكس هناك تقديس للملكيه الخاصه . لماذا العداء إذن ؟

• هناك خطان مترابطان يحكمان عداء الإسلاميين التناحري للغرب "برأيي" ..

الاول هو عقائدي ديني ينظرون عبره لهم كنظام كافر يجب مقارعته والقضاء عليه كواجب شرعي ، رغم عدم تناسب القوى ورباط الخيل ، قوة الغرب العسكريه والتنظيم المجتمعي والاقتصادي والاحتياط العام وحلف الناتو الخ كبيرة ومدمرة ، ولكن هناك ما يحاججون به " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيره باذن الله والله مع الصابرين - سورة البقرة "

والثاني هو من معرفتهم "المعاصرة" باستحالة مقارعة الكفار عبر العلم والتكنولوجيا لأسباب منها ذاتي "الإمكانيات البشريه اولها" وموضوعي "هنا السوق الحر واستحالة المنافسه"، تؤدي إلى اعتمادهم فكرة تحطيم الحضارات وليس البناء عليها وبعناوين الغزوات ، الممانعه ، المرابطة والمقاومة .. غزوة واشنطن ونيويورك وغيرها "أمثله"، فيما أمثلة الممانعه والمقاومه تؤديها السلطه والاحزاب الممهده لظهور المهدي الذي "سيدمر" الصناعات كلها ويقيم بالسيف دولة العدل في الارض بعد ان مُلئت جورا ، وما شعارات مهرگبر (الموت ل) أمريكا او كلا كلا أمريكا الا بعض اشاراتها ..

• اذن موضوعة محاربة الكفار والرغبه في تحطيم الحضارات وتحويلها إلى أوتاد للخيم والخيل التي قام بها العرب المسلمون وكما قال ابن خلدون قبل مئات السنين هي التي تحكم عقول الإسلاميين وهي منفذهم (الايديولوجي) الوحيد لتحقيق وهم الامبراطوريه الاسلاميه المتناظرة مع مستواهم المعرفي والاقتصادي الحضاري.

• بقي ان نعرف شيئا هاما ميّز الرأسماليه الا وهو أنها نشأت مع العلم والاكتشافات والاختراعات والتقنيات وتطورت عبرها ومن خلالها كونت أنظمة حكم تتناسب مع سيرورة التطور العلمي عبر تغيير وتحديث مستمر للقوانين والقرارات ، وجعل الحكام في مستوى وظيفي مؤقت يؤدي مهام محددة وضمن نظام متكامل .. اهم منعكساته هو إبقاء الرأسماليين او الطبقه الرأسماليه ونظام رأس المال في عرشه حاكما بشخصيه معنويه، دون استفزاز شكلي للمواطن ودون ظهور استعراضي للرأسمالي كما يحصل مع حكام العرب والمسلمين .. (ما عدا العوائل الملكيه وهذا موضوع فيه بحث ووجهة نظر أخرى) .

• تأكيد مهم ان التأثير في او على النظام الاستغلالي الرأسمالي المعتمد على تراكم هائل من المال والاقتصاد والخبرة العلميه والفنيه والاجتماعيه والسياسيه والبحثيه لا يتم عبر مقارعتها ب دون كيشوتيه وب قاعدة جماهيريه جاهله دراسيا وفكريا وبتركيبه مجتمعيه متخلفه .
بل باقتراب من العالم والعلم والتنميه والحريات وبصبر "ان الله مع الصابرين ".

free web counter

 

أرشيف المقالات