| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 23/9/ 2009

 

ستار....زوربا بانتظارك

نشأت المندوي
nashmandwee@hotmail.com

كنت حينها في امسيه لاتحاد الادباء عشيه اربعاء صيفي والضجيج يكسو وجوه الحضور فهذا قادم بقصة وذاك بنقد ومقاله واخر مجنون يتباهى بقصيده محرمه سرقها خلسة من خزنه الممنوعات يسكن ( الثورة ) يتحدى بها رواد الاتحاد وكنا في خضم الحر اللزج وهواء المبرده المتعب نقف انا وصديقي عند نهايات الحشد قرب الباب نستمع الى( يوسف نمر ذياب) صاحب المحاضرة يلقي لوعته عن السياب واذا بالقاص عبد الستار ذلك المشاكس في طموحه والجريئ في كتاباته يمرق امامنا فيقدمه لي صديقي المرحوم (هادي السيد حرز). كان ستار ساعتها يتأبط رسائله الى امرأة عاشقه فبدأ حديثنا معه تتقافزه دعابات والفاظا اقتنصناها من ارصفه السعدون واجواء البارات وانتهت الى ضحك جميل وقبل المغادرة طلبت استعارة كتابه لعلي اقتحم اجواء مغامراته المتمرده , ضحك بهدوء وودعني بعد ان رمي مجموعته على صدري وغاب .

هكذا ابتدأ تاريخي مع عبد الستار لقاء سريع في جو ساخن ثم استعارة خاطفه في لقطه مسرحيه فقراءة متأنيه في ليل قائظ و بعدها ابتدأ الغزو فهاجمتني مجموعاته واكتسحت غرفتي فشاركتني سريري و نصف احلامي وصرت اسهر معه كل ليله ابحث عن عشيقاتي هند و احلام و تماضر صبايا الخد التفاحي واللاتي عاكسهن عبدالستار في قصص شارع النهر فجلسن على الرصيف ينتظرن منه ذكرى وعطر .

هوذا عبدالستار . انيق في رؤاه , مشاكس في هواه , طيب بمفرداته وحينما احس بوجع في القصه العراقية او عطش اذهب اليه فيأتيني طربا نشوانا كبغداد و عاريا مثلما خلقته السماء فهو وان غازل عمان بسكناه لكنه على ضفيرة دجله يغفو ,

قالوا ان جسدك ياستار خانك فذهب بك للمشفى لكنى اجزم ان روحك تقف نخلة بيضاء ففيها ما لم تقله بعد وستجبر الجسد ان يتعافي وترجع حصانا بريا تركض في البراري صوب صديقك زوربا لترقصا سويا عند مقهي (البيريه) على حافات المتوسط رقصه الحياة فكلاكما تستحقان ان تعيشا الالف عام .



ديترويت




 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات