| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 23/5/ 2009



المشهداني إن سكت... وإن نطق

د. قحطان محمد صالح الهيتي
kahtanalhiti@yahoo.com

محمــود المشهداني، بضاعة كاسدة استوردها لنا تجار السياســة في عراقنا الجديد. هــــو واحـــد مـــن صبيان السياسية العراقيــة الحديثة، ولــد مـــن رحــم العملية السياسية مصابـــا بكل أمراض الساسة العرب ،دون تاريخ مُشـرّف ولا ماض ٍعتيد، وقد طفــا في سيل السياســة زَبـَدا ً، لذلك لــم يَمكث في الأرض. لم يكن سياسيا وحتى لــو اعتبر نفسه ســياسيا فهو لا يصلح لها،إنما يصلح لأن يكـــون ممثلا هـزليا أو مهرجا في سيرك السياسة العربية واللعب على حبالها،فما الساســة الذين يرقصُ بينهم هـــذا الرجل السلفي العروبـــي إلا أصحاب ســـيرك يضحكـــون علــى أنفسهم قبــل أن يضحكوا علــى شعوبهم .هـــذا السلفي المجاهـــد نصيــر السُّـــنة (المناضل) ضـــد نظام صدام حسين- كمــا يدعي – يحـــق لنـا أن نعتبره نابغة السياســـة العراقية المعاصــرة، وان نقيـــم له تمثالا ونكتب تحته هـو ذا رجل القيادة العراقية الذي جاء به تيار الغــزو والاحتلال. يوحي وجهـُه ُالمصفرُ المخضرُ، بأنه لا يصلـــح حتــى لمهنته التي حصل على شهادتها الأكاديمية ،بـــل أنــه يصلـح لأن يكــون (فتاح فال) واعتقـد بأنه سيُجيدُ الدور جيدا وسيقنع - حين يضرب ُ(الوَدعْ)- بعـض الحكام العــرب ومـن لـــف لفهم من الذين يسمعون الأباطيل، ويصدقون الخرافــات بان الأمـة العربية علــى وشك تحرير الأرض العربية المغتصبة ،وأن الخــلافــة الراشــــدة ودولة الإســلام أصبحت قاب قوســـين أو أدنى من حـــدود وطننـا العربي، وان الأمـــة العربية ســتسود العالم مــن شرقه إلى غربه وأن بركــة الله العزيز الحكيم ســـتحل علـى جلالـة الملك، وســمو الأمير، وفخامة الرئيس. لنتـــرك حاضــر الرجـــل فهـــو معـروف للقاصـي والدانـي مــن خــلال ممارسـاته البرلمانية البهلوانيـــة ، ولنرجــع إلـى ماضيه ، ونقلّبُ صفحاته ونقرأها، سنجدها خاليــة من أي مجـد ٍأو ذكر ٍطب سـوى أنـــه طبيــب عسكري فاشل .ومن حيث نضاله يكفــي أن نقول بأنـــه لا يمكن أن يُقبــل ضابطا فـــي الجيش العراقي بعد تخرجه من الجامعة مالم يكن بعثيا أو ســـائرا في خـــط الثورة كمــا كان يشـــار بذلك إلـــى مـن يُراد قبوله فــي المؤسسات العسكريــة والأمنية،وحتى فــي الدراسات العليا. فلــم يكن هــذا الفلتة سـياسيا، ولم يدخل السياسة راغبا فيهــا، ولكــن ربما لظروف خاصة، أو غايات غير مشروعة دخل السياسة مـــن بابهــا المقبــول اجتماعيا فـــي الســنوات التـــي رافقـــت الحملـة الإيمانية التــي قادهــا صدام حسين، فارتـدى بعـــد الدوام العبـاءة و( العرقجين) وحمــل بيده مســبحة ســـوداء طويلة، وصــار من المؤمنين المواظبين الذين لا يفارقــون المسجد، وربمــا ولطـــول لسانه وفلتاته غيــر المتزنة صـــار داعية للدين، فصدقــه بعــض السُّذج ، فادعى الأمــارة وصــار أميـرا لأولئك القوم .عليه يمكــن اعتباره فــي السياسة سلفيا متشددا، وهــذا ما أدى به لأنْ يُطـــرد مــن الجيش ومــن ثم يُحبس - حســــب ادعائــه والبينة على من ادعى- . وربمــا لمصلحــة النظام السابق ومصلحة بعــض القوى المناوئة لـــه صـــار المشهداني ســـياسيا دون أن يـــدري ، ولأن أجهــزة المخابرات في زمن النظام السابق كانت تراقب تحركاتـــه فتم إلقاء القبض عليه، وتم إطلاق سراحه مقابل صفقة يمكــن أن يحققــها لهم مـــن خلال توفيــر المعلومات عن تنظيمه الســـلفي. ونفذ الشيخ محمــود الأوامـــر المطلوبة لـه ،وأجـاد الدور إجـــادة تامة، وقــدّم ما تيســر له من معلومات. من هذا نفهم بان الحـــاج محمود هـو احــد أعضاء التيار السلفي ،وجاهد حينا من الدهر مع أنصار السنة ،وهــو حسب ما صرح يوما من إحــــدى الفضائيات ابن القرآن، ولســنا نعلــم ما الذي يقصـــده بذلك فليس للقرآن أب ليكون له ابن،انــه كلام الله. وإذا ما كان يقصـــد بأنه عــارف بكل ما جاء في الكتاب العزيــز والسنة النبوية المُطهـرة فكيـــف له أن ينسى الحديث النبــوي الشــــريف "لعن الله الراشي والمرتشي " حين وقف مهرجـا ًومتباهيا ًليُعلن بعــد تأديته اليمين الدســتورية رئيسا لأول مجلس للنواب فـي العراق بعد الاحتلال بأنه قــد رشى رئيس محكمــة الثورة فتـــم أطلاق ســراحه مـن السجن.هذا هـــو محمود المشهداني السياسي كما عرفتـه أنا المواطن البسيط ابــن العراق الجريــح ،وكان عليــه وهـــو أشبه ما يكـــون مطرودا من رئاسـة البرلمــان أن يحتــرم نفســـه وأن يعتزل السياســـة أو أن يستفيد من أخطاءه التي ارتكبها فــي خــلال فترة رئاسته لمجلس النواب. ولكنــه وربما بدفـع ٍ ممن يدفعــون له المال دخلها، وليته دخلها عارفــا بأنهــا فــنُّ الممكنات، وان عليــه أقامــة العلاقـــات السياسية حتى مع خصومه السياسيين،ولكنه دخلها لينفذ أجنـــدة ســـادته من قاــدة العـــرب وملوكهـــم ممــن لـم يُرقْ لهم دخــول الشيوعيين فـــي الحكــم ومساهمتهم الفاعلـــة فـي بناء الوطــن، فأعلـن مــن القاهــرة الكارهــة للشيوعييــن فلسفته فـــي الحكـــم وعبقريته فـــي السياســـة .لا أريـد أن أعيد ما قاله هـــذا السائس ولكني أقول له :رحم الله امروء ًعرف قدر نفسه.




 

free web counter

 

أرشيف المقالات