| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 23/5/ 2010

 

عروس السماء

وئام ملا سلمان

قبل شهرين أو أكثر قليلاً ، إستوقفني وأنا أروم المغادرة بعد أن تبضعت من دكانه وسألته عن حال إبنته غسق (ساز) كما كل مرة ، جارنا العراقي العينكاوي ، لقد كان موجوعاً ومهموماً منذ عدة شهور حيث ينتظر رحيل زنبقته البكر ،التي داهم حين غرة ربيع عمرها السرطان والذي إختار رأسها ليستوطن فيه محولاً حياة أمها إقبال هرمز ووالدها منذر نعمان إلى جحيم ، وأذكر حينما تيقنوا من نتيجة الفحوصات قال لي بالحرف الواحد : لقد صدر الحكم وسنبقى ننتظر التنفيذ، لقد أخرج الأب المفجوع ورقة من الدفتر الذي أمامه وقرأ لي ما كتبه لإبنته وأخبرني من إنه قد قرأ لها ما كتبه حينما كانت تصارع المرض وهي لمّا تزل في وعيها بعد، وكأنها هي من كتبته فهو كان يتحدث عن لسانها وقد أخبرها من إنه سيعلنه على الملأ ذات يوم ،وأسعد عصفورته الموجوعة ما سمعته من أبيها، وها هو بالأمس طلب مني أن أنشر ما كتبه وفاءاً ، بعد أن غادرت إبنته الحياة منذ أيام ، وكان قرار الأسرة أن ترقد غسق التي ولدت في عين كاوه عام 1983 ورحلت من ستوكهولم رحلتها الأبدية في آيار 2010 رقدتها الأخيرة تحت ثرى (عين كاوه).

غسق هي العروس التي فرحنا بها ورقصنا لها في حفل زفافها ، غسق التي حملت أمنياتها وحلقت صوب الأعالي ، مثل حمامة أتعبها المقام على الأرض .

سأبقى أتذكر هدوء روحك وإبتسامة عينيك أبداً...

كتب منذر نعمان :

لقد غدر بي الزمان وجار بي الدهر
الأقربون ملّوا ومن أحببت أدار لي الظهر
فديته ربيع عمري وما دريت ثمن الوفاء هو الغدر
ست وعشرون وردة ما أينعت، فما حان بعد قطاف الزهر
أختاه كم تمنيت عناقك ورؤية نور وجهك ولكن خانني البصر
أماه يا أماه عذراً آلمتكِ، وهل يكفي لمحنتك العذر
كفكفي الدمع ما ودعتكم ، لك ثلاثة وأبقى أنا البكر
إذكروني كلما جاء الغسق وكلما سطع في الأفق البدر
واذكروني كلما شمخت نخلة وكلما ذقتم من طيبها التمر
نلتقي كما النهرين تعانقا ، فزمن اللقاء هو المنتظر
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات