| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 23/10/ 2012

 

"طريق الشعب" تزور المناضل والكاتب عزيز سباهي


كتابة: مروان مصطفى
تصوير: شادمان علي فتاح

في صباح دافيء ، حيث تزدحم سماء مدينة لندن / أونتاريو ، الكندية ، بغيوم محملة بالمطر، توجه وفد بأسم "طريق الشعب" ، ضم الزميلين، كمال يلدو ويوسف أبو الفوز ، محملين بالورد والشوق والمحبة والامنيات ، الى الشقة السكنية في طرف المدينة حيث يقيم المناضل والمؤرخ والفنان عزيز سباهي .

يقول الزميل ابو الفوز :
ــ قابلت الرفيق عزيز سباهي ـ ابو سعد مرارا ، لكني في كل مرة ، تتملكني مشاعر جياشة وخاصة، فأنت ستكون في حضرة مناضل ومعلم ومفكر وانسان يمتاز بالتواضع والحكمة . مناضل تنقل بين سجون نقرة السلمان وسجن بعقوبة وبدرة ، وافنى زهرة شبابه هناك ، اعتقل وعمره 24 عاما ليغادر السجون بعد عشر سنوات ، وعاش حياة نضالية حافلة ، التقى فيها وعمل مع مناضلين ابطال صارت سيرهم الشخصية أساطيرا لدى ابناء جيلي ، فعند لقائه ستكون في حضرة بهاء كل هذه الحكايات والخبرة والحكمة .

الزميل كمال يلدو يشاركنا الحديث ليضيف :
ـ ابو سعد مناضل من طراز خاص ، أتمنى ان تطلع الاجيال الجديدة من المناضلين على سيرته الشخصية ، فهو لم يتوقف عن البذل والعطاء في مختلف الظروف التي عاشها ، حين اضطر الى مغادرة العراق الى الجزائر في نهاية سبعينات القرن الماضي عمل هناك في معهد العمل العربي ، ثم انتقل الى سوريا ليعمل في مجلة النهج لمدة عامين وأنتقل الى براغ ليكون ممثلا للحزب في مجلة قضاياالسلم و الاشتراكية ، ووصل الى كندا عام 1990 حيث عاش لمدة عام في مدينة اوتاوا ثم انقل الى المدينة الحالية. وخلال هذه الفترة ورغم كل المعوقات والصعوبات عمل بدأب وانجز العديد من الكتب التي تعد الان مصادرا اساسية عن تأريخ العراق المعاصر، وربما ابرزها كتاب "عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي" بأجزائه الثلاث .

كان سرور العزيز ابو سعد بوصول رفاقه محملين بالورد والحب كبيرا ، ناقلين أليه تحيات هيئة تحرير "طريق الشعب" والعاملين فيها ، والامنيات بالصحة الطيبة والاسئلة عن احواله، فأخذهم بالاحضان ، والعزيزة ام اسعد رفيقة حياته ومشواره ، الى جانبه تسنده ليقف جيدا على قدميه . ورغم ان حالته الصحية صارت لا تساعده لمغادرة الشقة كثيرا إلا لمشوار مشي قصير صار اجباريا حسب وصايا الطبيب ، الا انه بدا نشيطا وبذاكرة جيدة . تذكر جيدا تفاصيل من زيارة سابقة للرفيق كمال يلدو مع رفاق اخرين له في محل سكنه الحالي، وتذكر اول لقاء له مع الزميل يوسف ابو الفوز في هولندا عام 2001 في الاجتماع الموسع الاعلامي الذي نظمه الاعلام المركزي ، وراح يمازح الرفاق ويستمع مسرورا لكل ما يحكونه له وسأل بالاسماء عن العديد من الرفاق واخبارهم . وجرى حديث عن أهمية التوثيق في حياة كل مجتمع ، فكان له رأي واضح:

ـ يجب الاستفادة من منجزات العلم ، وثورة الاتصالات لتوثيق اي معلومة تساعد في الدراسة وكتابة الحقيقة، فهل يعقل ان العالم البارز عبد الجبار عبد الله لا يوجد له سجل في جامعة بغداد وهو كان اول رئيس لها ؟ لقد فشل باحث في تاريخ هذه الشخصية من العثور على ذلك ، ولقد فقدت شخصيا عام 2001 الكثير من ارشيفي الشخصي في حادث سرقة عادية تعرضنا لها خلال انتقالنا من بيت الى بيت حيث استولى اللصوص على الشاحنة بما فيها من مصادر ووثائق وكنت حينها اواصل العمل في البحث لانجاز كتاب عقود في تاريخ الحزب الشيوعي ، فعانيت المر لأجمع ما احتاج من مصادر ضرورية ، وللاسف فقدت وثائق مهمة ، ان عدم وجود سياسة أرشيفية تهتم بالوثيقة وحفظها سيكون سببا في ضياع ونسيان واهمال جوانب كثيرة اساسية عند دراسة اي قضية .
 
خلال الحديث عن اوضاع الوطن ، ابدى سروره لمشروع " انا عراقي انا اقرأ " وابدى اعجابه بهذا النشاط النوعي ، واعتبره صرخة بوجه الظلام ومحاولة تغييب وعي الناس .

 كانت الشقة النظيفة ، التي تحمل لمسات ام سعد في تنظيمها ، تزهو جدرانها بلوحات زيتية ، اغلبها عن طبيعة الاهوار ، وثمة عدة بوريتريهات شخصية لوجوه عراقية ، منها المناضل والشهيد صبيح سباهي (استشهد 1963) ، وثمة لوحات غرافيك وخط انيقة ، وجميعها من اعمال المناضل ابو سعد ، قال لنا:

ــ للاسف ان احوالي الصحية صارت لا تساعدني لانجاز المزيد من اعمال الرسم والخط ، وثمة اعمال غير مكتملة ، اجد صعوبة في اكمالها ، ولدي قريبا موعد عملية جراحية ، فعيني اليسرى صارت الرؤية بها صعبة جدا .

ولكننا لمسنا انك تتابع الاحداث وبعض الكتابات ؟

ـ صرت اعتمد كثيرا على ام سعد ، فهي من تقرا لي بأستمرار وتبذل بهذا جهودا ليست قليلة ، ايضا اعتمد على القنوات الفضائية لمتابعة الندوات الفكرية والثقافية ، وهذه طبعا وللاسف لا اجدها في القنوات العراقية ، ولكن في قنوات تلفزيونية عربية واجنبية .
كان الزملاء شادمان علي فتاح وكمال يلدو يدوران في الشقة يلتقطان الصور للوحات والتخطيطات وللحاضرين، ويهرعان ليكونا قريبين الى جانب المناضل ابو سعد الذي كان منشرحا يجيب على الاسئلة ويتحدث عن دور الحفريات الاثارية في فك طلاسم الكثير من الاسئلة عند الباحثين الاركولوجيين . اشارت الزميلة شادمان :

ـ كدت انسى مهمتي في تصوير اللقاء وانا استمع لاحاديث الرفيق ابو سعد ، احاديثه وذكرياته شيقة وعذبة ، فهناك فرق بين ان تقرأ ذلك على الورق وبين ان تسمعه مباشرة من الذي عاصر الحدث وكان جزءا منه .

قبل المغادرة وتوديع المناضل عزيز سباهي وجه للزائرين سؤالا لم يملكوا جوابا عنه ، وتقرر نقله هنا الى الرفاق في بغداد :

ـ أهديت الى الرفاق في بغداد لوحة بالخط الفارسي لجملة الحسن البصري الشهيرة (افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) ارجو ان يكونوا أهتموا بها واحتلت مكانا في مكاتب "طريق الشعب" او مكاتب الرفاق من قيادة الحزب ...

* طريق الشعب العدد 54 الأثنين 22 تشرين الأول‏ 2012
 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات