| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الأربعاء 22/8/ 2012



أخر الأسبوع

وصل الصمت الزبى

جميل سالم

يبدو الصمت طائر خرافي، يحمل بين جناحيه كل علامات الاحتجاج عندما تضيق به الدنيا، عندئذ ليس له غير أن ينفجر مثل بركان، ويلقي بحممه على رؤوس من حنطوه في متاحف سياستهم الفارغة من كل معنى، ويبدو أنهم لا يفقهون حقيقة الصمت عندما يصل الزبى في فيضانه، فكثير من الأحداث يجري تجاوزها بحاجز الصمت، لعل الأيام تصحح المسار الخاطئ، لمن يدّعي أنه يفهم في التاريخ والسياسة، ولا أحد يدري كيف يقرأون هؤلاء التاريخ؟؟ وكيف يفقهون السياسة؟؟  ربما يفهمون التاريخ بما ينسجم مع تطلعاتهم، ويفقهون السياسة بما تنسجم مع مصالحهم، ويبدو هذا حق مشروع بالنسبة لهم، ولكنه لا ينسجم من حيث منطق التاريخ مع تطلعات الشعوب، لأنهم بذلك يقلبون التاريخ بأحداثه المهمة على رأسه، ويبدأون بقراءته بشكل مقلوب، لهذا تراهم يرتكبون أخطاء تسئ اليهم، أكثر مما تسئ إلى منْ يعتقدون بمحاربتهم، وما أغلاق مقر الاتحاد العام لنقابات العمال قبل فترة، إلا واحدة من هذه القراءات الخاطئة للتاريخ، والذي هو في حقيقته تجاوز على حقوق طبقة عرف تاريخ شعبنا المعاصر نضالاتها وتضحياتها وبطولاتها، بدءا من إضراب عمال السكك والميناء إلى كاورباغي ومعمل الزيوت، وهو بحق سجل حافل بالتحدي لكل إجراءات القمع (والبلطجة)، ويبدو أن هناك من ْ قاده حظه العاثر قبل فترة، لكي يجرب صلادة رأسه في نطح  صخرة هذا التاريخ، مستعينا بذلك على صمت الحكومة وغض طرفها ضد أعمال (البلطجة)، وهو لا يدري من أن تلك الأعمال لا تعدو أكثر من ايهام للنفس، مثلما هي أمنيات عقيمة لا يقطف منْ يحملها سوى العوسج والأشواك، وهنا تكمن القراءة الخاطئة للتاريخ، لأن الاتحاد العام لنقابات العمال لم ينشأ في الغرف المقفلة على اصحابها، ولم يؤسسه أصحاب الياقات البيضاء والأحذية اللماعة، وإنما نشأ وترعرع في المعامل وورشات العمل الصغيرة، وقوته من قوة الذين يمثلهم، وهم طبقتنا العاملة العراقية، هذه الطبقة التي نأت بتطلعاتها عن المصالح الفئوية الضيقة، مثلما تخلت عن الكثير من الأمراض التي تعشش الآن في رؤوس الذين أغلقوا مقر الاتحاد العام، أمراض الطائفية والمحاصصة والحزبية الضيقة، وهنا تكمن بصدق قوة الاتحاد العام لنقابات العمال، فمنذ تأسيسه نأى بنفسه عن كل هذه الأدران، وتمسك بأخلاق ومبادئ الطبقة العاملة، وبقي أن نسأل أصحاب الشأن في حكومتنا، إلى متى سيبقى تجاهل كل هذه التجاوزات بحق طبقتنا العاملة وممثلها الحقيقي؟؟  


 

free web counter

 

أرشيف المقالات