| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 22/2/ 2012                                                                                                   

 

نقيب الصحفيين....أدعوك أن تستقيل

جميل سالم

قد يبدو الأمر للوهلة الأولى مزحة، أو ربما هو مقلب كوميدي من مقالب الصحفيين، والذي اعتادوا على القيام به، لاسيما وروح الدعابة هي القاسم المشترك لكل العاملين بهذا المجال، ولكن صخرة الحقيقة كشفت غير ذلك، وهذا ما أتضح في الشج الكبير الذي أحدثته هذه الصخرة في تأريخ الصحافة العراقية، حيث تمرغ شرف هذه المهنة بوحل التخلف والاستهانة وامتهان كرامة المرأة، مثلما كان هو تعبيرا عن أخلاقية الذين هم طارئون على أشرف مهنة عرفها تاريخ البشرية، لكونها تحمل راية الدفاع عن كل الذين يتعرضون إلى امتهان كرامتهم، والمرأة أولا وقبل كل شئ، فكيف والحال هذه حين تقوم نقابة الصحفيين في بغداد باستهانة المرأة الصحفية؟؟ وذلك من خلال حفل التكريم المفتعل الذي أقامته نقابة الصحفيين إلى النساء العاملات في المجال الصحفي، والذي قدمت فيه هدايا إلى الزميلات الصحفيات، ولكن يا لعمق المأساة؟؟ ويا لهول الكارثة؟؟ عندما فتحن هذه الهدايا والتي كانت عبارة عن حقائب ماركة سمسونايت، إذ كنَّ يستبشرن خيرا بحاسوب لآب توب، أو كامرة تصوير، أو لربما قلما وورق، ولكن ويا للمهزلة، لم يكن في الحقيبة غير سكاكين وملاعق وشوكات يضاف إليهن ساطور لحم، أية مهزلة هذه يا نقيب مهنة، يبحث العاملون بها عن المتاعب من أجل أن ينتصروا للإنسان؟؟ أية استهانة يا نقيب أشرف مهنة، دافعت عن المرأة وحقوقها؟؟ كيف سمحت لنفسك بهذا الكفر؟؟ وكيف تهاونت في استباحة تأريخ المرأة الصحفية وتضحياتها طيلة أكثر من ثمانين عاما بتاريخ شعبنا ووطننا؟؟ هل المرأة الصحفية بهذا القدر من امتهان الكرامة، كي تقوم نقابة الصحفيين بتكريمها بأدوات المطبخ، وأنت وغيرك ربما قرأتم تاريخ نضالات المرأة العراقية والمرأة الصحفية على وجه الخصوص، هل سمعت يا سيادة النقيب بتلك المرأة العراقية التي عندما جاءوا إليها بأخر أبناءها والذي استشهد على أيادي المحتلين،  حين قال لها أخوها كي يذكرها بضياع تعبها في تربيته (جن لا هزيتي ولوليتي) فردت عليه وهي واثقة من قولها (هزيت ولوليت لهذا)، أم تراني أذكرك بتلك المرأة العراقية  التي كانت تنتظر من أن لا يتنكر أبنها  لمقاومته، وحين مروا به من أمامها قالت (بس لا يتعذر موش أنه) .

سيادة النقيب، أدعوك إلى تقديم استقالتك، حفاظا على كرامة النقابة، مثلما هو حفاظ على ماء وجهك، لأنك تمثل الشخص الأول بها، ادعوك للاستقالة كي تكون بادرة حقيقة يقوم بها صحفيٌ من أجل شرف المهنة، فليس أمامك إزاء هذه الفضيحة، غير أن تقدم استقالتك، لكي تبرهن للجميع ديمقراطية نقابة الصحفيين، لأن الاعتذار غير كاف.




 

free web counter

 

أرشيف المقالات