| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الجمعة 22/12/ 2006

 

أرشيف المقالات



جبهة عام 1973 كانت اول عملية مصالحه وطنيه

 

مؤيد راعي البله - السويد
moaalb48@hotmail.com

بعد اكثر من 30 عامأ على قيام الجبهه الوطنيه بين حزب البعث والحزب الشيوعي والتي اسميها اليوم( بالمصالحه الوطنيه) يتعرض الحزب الشيوعي بين الحين والاخر للتخوين والانتقاد من بعض الكتاب والسياسيين بسبب توقيع الحزب الشيوعي على الجبهه مع ح البعث ومعظم المنتقدين هم ممن كانوا في صفوف الحزب وتركوه لاسباب متعدده. والمتابع المحايد لايرى هناك خطا في هذه الخطوه الوطنيه اذا كان الطرفان المتحالفان والمتصالحان جاءوا بحسن نييه واخلاص من اجل خدمة وطنهم العراق.
ولو درسنا تلك المرحله السياسيه بكل جوانبها لايدنا الجبهه فالكارثه التي حلت تتحملها القياده البعثيه التي تمسك بالسلطه وجزء منها تتحملها قيادة الحزب الشيوعي. فالسلطه البعثيه كانت شعبيتها محدوده على الصعيدين الداخلي والخارجي ولم تكن تمسك بالسلطه بشكل مطلق بسبب حداثتها وسبب اخر هو وجود تيار يساري(عبد الخالق السامرائي) في صفوف البعث يرغب بضم قوى يساريه اخرى كالحزب الشيوعي لها نفوذ داخلي بين صفوف المثقفين والكادحين وخارجي (المنظومه الاشتراكيه) لتقوية السلطه. وقامت السلطه البعثيه بخطوات جريئه ووطنيه مثل بيان 11 اذار والاعتراف بالمانيا الشرقيه ومعاهدة الصداقه مع الاتحاد السوفيتي وتأميم النفط وعودة المفصولين السياسيين وغيرها واصدرت سلطة البعث ميثاق العمل الوطني الذي يدعو الجميع للتعاون والتألف من اجل اقامة وحده وطنيه. هذا من ناحية السلطه البعثيه, اما من ناحية الحزب الشيوعي فقبل قيام الجبهه كان الشيوعيون منحسرين ومطاردين والكثير منهم كان معرّضا للموت في السجون والمعتقلات. فكان على الحزب الشيوعي اما القبول بالدخول او الرفض وقتها يكون مطاردا ومقموعا من قبل السلطه وكانت هناك تجارب جبهويه عالميه اثبتت نجاحها. وصوتت قيادة الحزب (اللجنة المركزية) بطريقه ديمقراطيه بفارق صوت واحد(6 ـ 7) لصالح الدخول في الجبهه وكانت هذه الجبهه عملية مصالحه بين حزبين عدويين استمر عداءهما الدموي من 1958 – 1973.
السؤال المهم هو هل كانت الجبهه خطأ تأريخيا وكارثيا ارتكبته قيادة الحزب كما يصوره البعض ويكررونه بمناسبه وغير مناسبه ام على العكس من ذلك لنرى ماهي ايجابيات الجبهه وماهي سلبياتها بالنسبه الى الحزب الشيوعي :

ايجابيات الجبهه (المصالحه الوطنيه)
1- توقف حمامات الدم بحق الشيوعيين من قتل وسجن وتعذيب والذي استمر منذ 1968 – 1973 وانتهت بالمصالحه بين الحزبين  .
2- انتقل الحزب الشيوعي من الوضع السري الى الوضع العلني واصبح له مقرات و صحف ناطقه بأسمه يتداولها المواطنون بشكل علني واصبح له وزراء في الحكومه وتمتع الحزب بفتره سلام مع البعث دامت قرابة 5 سنوات.
3- نتيجه لهذا الوضع الجديد ازدهر الحزب ونمت خلاياه وجماهيره وتضاعف العدد الى اكثر من 20 ضعفا ونشط الحزب في كل مجالات العمل الجماهيري والوطني وتغلغل في النقابات والجمعيات والنوادي الاجتماعيه.
4- على الصعيد الوطني والاجتماعي كان هناك استقرار سياسي وازدهار اقتصادي عم العراق من شماله الى جنوبه
فتم القضاء على البطاله نهائيا وذلك بسبب الاستقرار السياسي وعوائد النفط مما حدا بالسلطه بجلب العماله الاجنبيه وخاصة من مصر.
5- نتيجه للوضع الجديد اصبح جهاز الامن في مديرية الامن العامه شبه معطل عدا بعض الاجهزه القليله مثل جهاز الشعبه الاقتصاديه الذي كان يطارد المخالفين والمتلاعبين بالاسعار من التجار وغيرهم.
6- على الصعيد الدولي قويت مكانة الحزب عالميا وعربيا.
هذا وغيرها من الإيجابيات. ولو استمر عمل الجبهه وبحسن نيه من قبل السلطه البعثيه لكان العراق في طليعة بلدان المنطقه ولم تكن هناك حروب وكوارث مثل الحرب العراقيه الايرانيه واحتلال الكويت وتحريرها وحرب احتلال العراق 2003 ...الخ من الكوارث

اما سلبيات قيام الجبهه (المصالحه الوطنيه) واخطاء قيادة الحزب الشيوعي العراقي فهي :
1- إن عددا من اعضاء الحزب تركوا صفوف الحزب بسبب تاريخ البعث الدموي تجاه الحزب الشيوعي العراقي بالرغم من ان التصويت من قبل قيادة الحزب كان ديمقراطيا. ولو كان هناك حسن نيه من قبل قيادة البعث البكر- صدام باستمرارية الجبهه لغيّر هؤلاء الاعضاء رأيهم وعادوا الى صفوف الحزب.
2- اخطأت قيادة الحزب بألموافقه على تجميد المنظمات الديمقراطية التابعة للحزب.
3- كانت قيادة الحزب مؤمنة، في السنوات الأولى للجبهة، ايمان لاحدود له بإستمرارية الجبهه وكشفت معظم اوراقها للسلطه البعثيه فكانت عيون البعث تراقب كل ما يخص الحزب من اعضاء واصدقاء وصحافه ومقرات..الخ
4- كان الحزب لايصغي جيدا لملاحظات وشكاوى وتحذيرات رفاق الحزب واصدقائه من التجاوزات التي يقوم بها البعثيون واجهزتهم القمعيه.
5- لم يكن للحزب اي خطه لانقاذ الحزب ورفاقه اذا ما انقلب البعثيون على الحزب وضربوه وهذا ما حدث ايضا بعد انقلاب 1963 .

هذه هي اهم ايجابيات وسلبيات مرحلة الجبهه او المصالحه الوطنيه التي تمت بين حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي عام 1973 .
انا اقول لمنتقدي الحزب الذين يكتبون سلبيا على صفحات الانترنيت والصحف بأستمرار بعد 33 عاما على قيام الجبهه هل كان الافضل للحزب ان يكون خارج الجبهه (المصالحه) ويعمل تحت الارض ويتلقى الضربات يقتل ويسجن ويعذب اعضاءه وانصاره الى مالانهايه الى ان يضمحل والدليل هو ما نشاهده اليوم في الداخل هو ان معظم الاجيال الحاليه لاتعرف شيئأ عن الحزب الشيوعي بسبب القمع الدموي الذي مارسته قيادة البعث تجاه رفاق الحزب واصدقائه.

مما تقدم نلاحظ انه من الصعوبه ان يعلم اي شخص او اي حزب او اي دوله عندما يتم الاتفاق مع طرف من اجل تكوين جبهه او مصالحه او وحده ما يضمره الطرف الاخر من نوايا وهذا يحدث حتى ما بين الدول مثل الوحده اليمنيه.

واليوم نشاهد يوميا المأساة الدمويه والحرب الاهليه التي يمر بها العراق ومساعي الحكومه والقوى المحتله من اجل انهاء الصراع الدموي واقامة المصالحه الوطنيه ومصالحة اليوم ستفشل حتما وسوف تستمر انهار الدماء اذا ما كانت هذه الاطراف سيئة النوايا وتضمر الشر للطرف الاخر مثل ما فعلته قيادة البعث قبل 33 عامأ مع الحزب الشيوعي .

* ملاحظه ان كاتب هذه السطور حاليا لاينتمي لاي حزب.