| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 22 /9/ 2010

 

بن لادن وتيري جونز

ابتسام يوسف الطاهر

في زمن التردي هذا ، يسعى البعض  للشهرة ولو (في العمل المشين) أي من خلال جريمة او فضيحة..هناك الكثير في بريطانيا ممن يبيع قصة فضيحة ما مع احد المشاهير لتدر عليه المال والشهرة ..
في السنوات الأخيرة ظهرت أسماء لا تقل انحطاطا عن أولئك الفضائحيين.. وقد شغلوا العالم بكل أطرافه واُستخدموا من قبل بعض القوى أسوأ استخدام للتدمير والقتل ، والملاحظ ان اغلب سارقي الجريمة هؤلاء، يشتركون بسوء الأخلاق وعدم الالتزام بالقيم الإنسانية، وبنزعة الحقد الدفين على البشر والحياة.. ومن هؤلاء مثلا: صدام الذي كانت طفولته وصباه موسومة بالفشل والحرمان من القيم الإنسانية والحب، عوّض عنها بانتمائه لعصابة البعث الذي أستخدمه للقتل والتنكيل حتى تمرد على رفاقه ذاتهم بعد إن أدمن القتل والغرور والتسلط ، لتستخدمه أمريكا فيما بعد في حروبها وتسلطها على الخليج .

ثم ظهر بن لادن وعصابته التي تدربت على يد السي آي اي (CIA) الأمريكية الذين ألبسوهم طرطور (الجهاد) بحربهم ضد السوفيت.. وبعد ان أدمنوا القتل والتنكيل تحولوا الى وحوش بربرية تمارس القتل ضد أبناء بلدانهم كما حصل ويحصل في أفغانستان والجزائر والعراق وبعض الدول التي ابتليت بهم.. فصار بن لادن بعبعا تستخدمه أمريكا لتخويف دول العالم بما فيهم بريطانيا!. وقد أدمن هو تلك الشهرة والضحك على البسطاء من الناس ومنهم الذين صدقوا الكذبة الشنيعة بتفجيرهم المركز التجاري في نيويورك، الذي مازال الجدل قائما على من ارتكبه وتشير الدلائل على انه مخطط أمريكي بعيد المدى! فتلك التفجيرات التي أرادت منها التخلص من تلك البنايتين اللتين كانتا تشكلان خطرا على المنطقة المحيطة بهما بسقوطهما لو حدث ذلك تلقائيا، ومن خلالها خلقت عدوا وهميا استغلته لإحداث البلبلة والتخريب في العالم. كلنا نعرف قدراتهم على التحكم بالطائرات عن طريق الريموند كونترول، ونعرف أجهزتهم المتطورة بالمراقبة والتحكم. ورأينا كيف سقطت البنايتين العملاقتين كما لو كانت متفجرة من الداخل. لكن تلك اللعبة انطلت على العالم ، وللأسف كان المسلمون والعرب بالذات أول من صدقها بل البعض هلل وصفق لها لأنها حققت انتقاما سريعا لهم من عدوهم الأمريكي الذي أذاق الشعوب الفقيرة الويل بوقوفه مع الظلم ، من صدام وأمثاله الى اسرائيل.. مع ان كل ضحايا تلك الجريمة من الناس الأبرياء! فحققت أمريكا بذلك أهم أهدافها واستخدمت تلك الحادثة المروعة وسيلة للسيطرة على العالم.
واليوم ظهر مجنون آخر مهووس بالشهرة وتسلط الأضواء عليه ، تيري جونز، الذي هو الآخر استغل ذلك الحادث او الجريمة لأغراضه الشخصية، بمخططه المجنون وتهديده بإحراق نسخ من القرآن .. بذكرى تلك الحادثة التي تبناها بن لادن وأمثاله من مجانين الشهرة! وبعد إن شغل كل وسائل الإعلام وحصل على مبتغاه! استجاب تيري جونز لنداءات البيت الأبيض ورجال الحكم من نواب ومسئولين وقادة الجيش ، وألغى فكرته الشيطانية بحرق القران بشرط إلغاء فكرة بناء مسجد في نيويورك قرب المركز التجاري ذاك. فقد شغل العالم في الأيام الماضية، وفوجيء بنفسه من قس نكرة لم يسمع به احد ولا بقريته، الى رجل لا حديث للإعلام الأمريكي غير تيري جونز وخطته بارتكاب جريمة حرق الكتاب المقدس للمسلمين احتجاجا على جريمة التفجير في نيويورك قبل ثمان سنوات ، بالرغم من ان تلك الجريمة مازالت تشغل الناس بغموضها وتثير الجدل حول من خطط لها ونفذها وان الذي هلل لها وتلبسها من المسلمين لم يكونوا غير بعض من الباحثين عن الشهرة والبطولات المزيفة الوهمية. غير عابئين بنتائج أفكارهم وتصريحاتهم غير المسؤولة والتي استغلت أبشع استغلال للانتقام من ملايين البسطاء خاصة من المسلمين والعرب بشكل خاص.
فتعالت أصوات المسئولين والقيادات الأمريكية من رئيسهم اوباما الى وزيرة الخارجية كلينتون ، مستنكرة تلك الخطة الهمجية لا احتراما لمشاعر المسلمين وإنما خوفا على أبنائهم من الجنود الذين يقاتلون على ارض أفغانستان والعراق وربما الذين في القواعد العسكرية في السعودية وقطر والبحرين وغيرها ، فيما لو تحركت النخوة الإسلامية لتلك الدول! فوزيرة الخارجية التي أوعزت لوسائل الإعلام أن لا يعيروا اهتمام للحدث لو أن جونز نفذ فكرته ولم يعبا للأصوات التي تدعوه للتخلي عن فكرته تلك لما فيها من مخاطر على القوات الأمريكية وقد ذكرت "المؤسف أن ندع كنيسة صغيرة لا يؤمها أكثر من خمسين شخص أن تشغل الإعلام وتستقطب العالم بهذا العمل المخجل"..والجنرال ديفيد بيتروس قال "هذا العمل لو حصل سيعرض قواتنا لمخاطر لا حدود لها فهو ما ينتظره طالبان" وهؤلاء سيستغلون هذا الأمر للتنكيل بالأفغان أنفسهم بحجة موالاتهم للأمريكان لتخريب اكبر في البلد الذي دمروه.
قانون الحريات في أمريكا الذي يجيز بالتعبير عن وجهات النظر لكل الأفراد وبأي شكل يريدوه، جعل المسئولين عاجزين (حسب ادعائهم) عن اتخاذ أي إجراء ردعي! والحقيقة لو أراد رجال الـ(FBI) او (CIA) ان يمنعوه لفعلوا، كما حصل مع الكثير من المعارضين الأمريكان الذي اختلقت قصص مفبركة ضدهم لتبرير قمعهم او قتلهم . لكنهم أذكياء يريدون ان يوهموا العالم البسيط ان الغضب مازال يتملك المواطنين الأمريكان ضد تلك الجريمة التي راح ضحيتها الآلاف حسب ادعائهم، وليبرروا تخريبهم للبلدان التي يدعون أنهم يطاردون فلول الإرهاب فيها ، في الوقت الذي يخططون للاتفاق مع عصابات طالبان التي روعت الشعب الأفغاني والباكستاني في السنوات الأخيرة.
وتيري جونز هذا لم يكن أكثر من قس مطرود بسبب الفساد الإداري ، من إحدى الكنائس في ألمانيا بعد استغلاله لأموال الكنيسة التي تحصل عليها من التبرعات لأغراضه الخاصة، واستغلاله للعاملين هناك. فطرد عام 2008 ليعمل في كنيسة لقرية صغيرة جدا في أمريكا لم يسمع فيها احد من قبل! .
إذن هو وبن لادن وأمثالهم ليسوا غير فقاعات مستنقعية ، ولا حتى صابونية ، تنطلق منها نتانة المستنقعات لكنها ما تلبث الا أن تختفي وتتلاشى إذا لم يصدقها احد او اذا لم تجد من يستخدمها لأغراض نفعية شريرة!. مسكين أيها الإسلام كم من الجرائم ترتكب باسمك، وكم من الجرائم ترتكب ضدك؟ وكم من الأشرار يلبسوك قناعا لارتكاب جرائمهم ولتشويهك!؟


لندن -2010


 

 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات