| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 22/9/ 2010

 

يا سياسيين...احملوا أسماءكم وانصرفوا

احمد حسن الصائغ

الساسة العراقيون المحترمون ..يا من فزتم بمقاعد البرلمان..يا دولة القانون , يا عراقية , يا أحزاب كردستان , يا جماعة الائتلاف الوطني...يا من أقسمتم بالله العظيم أن تبذلوا كل ما بوسعكم لخدمة شعب العراق.حان الوقت الآن لتبروا بالقسم , ولتضعوا عن رقابكم وزر الخطيئة التي اقترفتموها. (بقصد أو بدونه). ولتكونوا بحق أهلا للثقة التي منحكم إياها الشعب, ولأجل إن تكملوا ما بدأتموه بكل نزاهة وضمير. فإني استحلفكم بالله أن يحمل كل منكم اسمه بيده وينصرف من مكانه , الذي أمضى فيه إلى اليوم ستة أشهر, يتقاضى فيها أعلى الأجور ومحاطا بالحمايات ومجهزا بأحدث الأسلحة والسيارات والجوازات الحمراء. دون أن يقوم أحدكم بأي عمل مهما كان صغيرا, ولو أن يجعل نصب عينه التوجيه برفع القمامة من المزبلة التي يطلق عليها عاصمة العراق.... خذوا ما ظفرتم به وانصرفوا (بألف عافية) , فقط احملوا أسماءكم بعيدا عن العراق الذي ابتلي بعقوق أبنائه.

أيها السادة المحترمون..لا تحسبوا أني اقصد الاهانة أو التقريع أو الانتقاص من شخوصكم الكريمة. ولكن قيل في المثل " رحم الله امرئً عرف قدر نفسه فلزمها "

وقد أثبتم للعالم أن العراقيين, وهم من انتخبكم لا يصلحون لشيء في العمل والإبداع والسياسة والإدارة و سن القوانين . وقد استطعتم وببراعة أن تفندوا جميع النظريات التي كانت تتردد على مسامعنا صباح مساء في المدارس والجامعات و وسائل الإعلام القائلة بان العراقي هو مؤسس أول حضارة في التاريخ وهو أول من خط بقلم وعلم البشرية الكتابة وهو من اكتشف العجلة و أول من سن القوانين ...والحقيقة الجديدة التي أثبتموها لنا أيها الساسة أن العراقي ليس أكثر من مخلوق لا يجيد شيئاً سوى الاستهلاك . ولمن أراد الدليل فلينظر إلى الأسواق العراقية التي تضم جميع صنوف المنتجات إلا العراقية ..ولذلك ادعوكم اليوم لتقفوا أمام أنفسكم وتحاسبوها وتواجهوا ذواتكم . وتسألوا أنفسكم . هل انتم في المكان الصحيح ؟ وهل انتم راضون عن أنفسكم ؟ وهل تستحقون ما تتقاضونه من رواتب فاحشة ؟

إني ومن باب المساعدة في إيجاد الحل , اقترح أن يقوم كل واحد منكم بترشيح بديل عنه من احد الدول المتقدمة , مثل ألمانيا أو اليابان أو أمريكا أو الصين , أو حتى دول العالم الثاني كالهند وماليزيا أو اسبانيا ليكون برلمانيا أو موظفا في الحكومة بل وحتى رئيسا للوزراء.. فهم بالتأكيد سيكونون اشد وفاءا وتفانيا في العمل واشد إخلاصا للعراق منكم . ليس بدافع من الوطنية التي ندعي بها كل ما تم تدمير شارع من شوارع العاصمة , بدعوى مد مشروع ماء أو كهرباء (في حين أن الحقيقة هي تدمير ممنهج للماء والكهرباء) ولكن أولئك قد تعلموا منذ نعومة إظفارهم وفي مدارسهم على الأمانة والنزاهة والوضوح والتعامل الإنساني والإخلاص في العمل الذي يتقاضون عنه أجور مناسبة ومنصفة.

إنني كمواطن عراقي أقبل بكل سرور أن يتقاضى الأجنبي نصف خيرات العراق مقابل أن يترك للعراقيين النصف الأخر, كما يحدث في دول الخليج العربي..لأنكم أيها السياسيون (و عذرا لفضاضتي) لم تبقوا من مبلغ الـ 300 مليار دولار سوى كتلة عملاقة من القمامة  . وحيث إن البدايات المتشابهة تؤدي دوما إلى نهايات متشابهة ولكي لا يستنكر البرلمانيون الجدد أن يشملوا بتهمة تبديد الثروة المذكورة وهم لم يجرّبوا بعد . أقول أن تجربة الأشهر الستة كافية للتعرف على قدراتكم (وأنتم تدركون الدورة الحكومية كم 6 أشهر بها). وعليه أقول نخشى أن نمنحكم فرصة شبيهة بالفرصة التي حظي بها من كان قبلكم ثم لا يحظى العراق منكم إلا بكتلة عملاقة أخرى من القمامة ( ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ).


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات