| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الثلاثاء  21 / 1 / 2014

 

التحالف المدني الديمقراطي والدولة المدنية

عدنان الفضلي

في ظل تواجد نسبة عالية جدا من أعضاء البرلمان المنتمين للتيارات الإسلامية ، وغياب شبه تام للتيارات العلمانية ، صار الركون الى أسلمة الدولة العراقية أمراً متاحاً للأحزاب الإسلامية بشقيها (الشيعي) و(السني) ، حيث سعت هذه الأحزاب الى الهيمنة التامة على القرار السياسي ، ومنع إقامة دولة مدنية حقيقية ، بعد أن فرضت الأمر الواقع بالقوة ، أومن خلال الحديث عن الشرعية التي حصلت عليها في الإنتخابات البرلمانية التي منحت التيارات الإسلامية الأغلبية المطلقة .

يقول الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان الأسبق وبإعتراف هو الأول من نوعه إن الإسلام السياسي فشل في العراق كان ذلك أيام ما كان رئيساً للبرلمان حيث إعترف المشهداني علناً بأن أحزاب الإسلام السياسي قد مارست على نطاق واسع عمليات القتل للمواطنين العراقيين على الاسم والهوية، وأن تلك الممارسات هي التي جعلت المواطن العراقي ينصرف عن دعم هذه الأحزاب، ويبتعد عنها، وردد المشهداني جملة على شكل سؤال مازلت أتذكره ، حيث قال " من قتل الناس الأبرياء ؟ هل قتلهم الشيوعيون ؟أم نحن الذين قتلناهم ؟". ثم عاد المشهداني ليسأل أحد النواب قائلاً " من الذي أوصلني الى رئاسة البرلمان وأوصلك انت الى عضوية البرلمان؟ اليس المسلحون هم الذين اوصلونا الى هذه المناصب".

هنا نجد اعترافاً خطيراً من رجل ينتمي لحزب إسلامي (سني) يعترف بأن الأحزاب الإسلامية فرضت أمرها الواقع بالقوة معتمدة على المسلحين الذين استباحوا الدم العراقي في ظل غياب تام للقانون آنذاك ، وقد تسبب صعود هذه الأحزاب بخراب شبه كامل للوطن وكان المتضرر الوحيد هو المواطن العراقي الذي فقد وطنه وحقوقه وانتماءه وصار مغيباً ومهمشاً ومقصياً بعد أن تسيد المشهد العراقي كثير من أشباه السياسيين الذين لا همّ لهم سوى الكسب المادي والحصول على الرواتب والإمتيازات الخرافية ، تاركين البلد يضيع في موجة عارمة من الفساد الذي أكل أخضر الوطن ويابسه.

اليوم ونحن ننتظر موعد الإنتخابات الجديدة ، علينا أن نعي إن هناك فرصة جديدة ، يستطيع من خلالها المواطن العراقي إستعادة عراقيته أولاً ومن ثم وطنه وحقوقه ، من خلال عدم الإنجرار وراء مسميات ومصطلحات المذهب والطائفة والقومية ، وإحداث تغيير حقيقي في شكل الدولة العراقية التي نريدها مدنية حقّة ، وهذا ليس يالصعب في ظل تواجد قوى وطنية علمانية حقيقية ستنافس بشرف في الإنتخابات المقبلة ، وخصوصاً الوطنيين المتواجدين الآن في كيان سياسي إسمه (التحالف المدني الديمقراطي) فهذا التحالف وبعد إطلاعي على أسماء مرشحيه للإنتخابات وجدت فيه ما يبشر بتغيير حقيقي في الخارطة السياسية العراقية ، فهو ينطلق من قاعدة شعبية ومثقفة وواعية ، فضلاً عن شباب ينتمون فعلياً للعراق وحده من دون أي إنتماء لمذهب او قومية ، وبالتالي فهو قادر على ان يصنع لنا أملاً جديداً في الحصول على دولة مدنية قوية عابرة للطوائف والإنتماءات الضيقة ، التي لم تجلب لنا لنا سوى الويلات والدمار والخراب وسفك الدماء.



 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات