مقالات وآراء حرة
الأثنين 21/12/ 2009
هموم طالبة ٌ جامعية
(3)حنان عبد الحسين
اليوم ، تسلل التعب إلى كل زوايا روحي ، أو هكذا شعرتُ ،من أن حبال المقاومة قد تقطعت ، فما عدتُ ذلك الطائر الجنوبي ، الذي يحلقُ عاليا ، كي ترتوي السماء كبرياءً بخفق جناحيه .
عدت ُ إلى القسم الداخلي ، متجاوزة نصيحة وصال ، بالذهاب والمجئ مشيا ، وبالفعل فقد ندمت كثيرا، حين أقنعت نفسي بالوصول السريع ، وأنا أستقلُ سيارة الكيا ، الذاهبة إلى حي الطالبية : كان مساعد السائق ، ينادي بكلمات لم أفهم منها شيئا ، فاضطررت لسؤاله ، عما إذا كانت تمر قريبا من الأقسام الداخلية ، أجابني (اصعدي..اصعدي خاله راح نتحرك).
أنا اعرفُ حواجز الحزن هذه ، فقد تعودت عليها ، منذ اليوم الاول لوصولي إلى بغداد ، كان سير السيارات ، يذكرني بالسلاحف الكسولة على شاطئ نهرنا ، تسير لحظة وتتوقف عاما ، تحاملت على روحي بالصبر أسوة بالآخرين ، وأنا أتساءل مع نفسي ، من أي بئر صبر ، يأتي هؤلاء الناس بكل هذا التحمل .
مرت ثلاثة أرباع الساعة ، حين تجاوزنا سيطرة التفتيش، أحسست أن أعضائي تتهدم من فرط الإرهاق، لهذا طلبت من السائق التوقف ، لكي أواصل مشيا على الأقدام.
دخلت إلى بوابة القسم الداخلي ، وأنا اسبح في عالم من وهم الأماني ، تمنيت أن أرى أمي ، وقد جلبت لي بعضا من الطعام ، وقبل أن أتذوق ما أتت به ، أرتمي بين يديها ، وأستنشق دفء الأمومة من جيدها ، كما كنت طفلة ، وقبل أن استفيق من أوهام أمانيَّ ، جاءني صوت مسؤولة الاستعلامات ، (اليوم أجه واحد سأل عنك ، أيكَول هو خطيبك ، أسمه عبد الله ،وهذا رقم تلفونه ).
مددت يدي إلى الورقة ، كأنني مددت يدي إلى عالم من الحراب.
¤ هموم طالبة ٌ جامعية (2)
¤ هموم طالبة ٌ جامعية (1)