| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 21/5/ 2011

     

أُحبُّ مصر

د. فرناندو دي أغريدا
ترجمة د. جاسم العبودي

إهداء المؤلف
أهدي هذه الذكريات لجميع من شاركوني رحلتي الأولى إلى مصر عام 1967، وجميع محبيهم، بشكل خاص.. للجميع صداقتي وسُلاف طريقي خلال سنين حياتي.
بعد مرور سنين طويلة، وجدت هذه الأبيات المتواضعة، وهأنا أحاول إشهارها الآن على شرف هذا الشعب الجديد الذي استطاع أن يتحرر من قيود الإضطهاد والحكومة السيئة.

مذكرات فرناندو دي أغريدا

أُحبُّ مصر
وأعشقُ عاصمتها القاهرة
لسبب واحد خاص؛
ليس للأهرامات التي هي هناك باقية راسخة،
ولا للسياحة.
ما يشدُّني في هذه المدينة:
اسمان وصورتان،
لا يمكن نسيانهما.
كلاهما متحدان في ذاكرتي،
محفوران فيها تحفهما عاطفة خالصة للأبد.
أحبابي هما:
السيدة العظمى أمّ كلثوم،
ونجيب محفوظ؛ أحسن مؤلفي مصر، بشكل خاص.
أشعر بصوتها ملتحماً بالحكايات التي يرويها هذ الكاتب.
ما أجمل المشاعر عندما أتذكَّرُهما معاً !
تعيدني للطواف بين شوراع القاهرة؛
تلك المدينة الضخمة والتي أحاول أن أتخيَّلها الآن.
أتذكَّرُ الرحلة الأولى بشوق على متن الباخرة التركية:
- ربما اسمها Akdeniz أو Karadeniz -
الإسكندرية، الإهرامات، مناظر ممر كوداك،
مدينة الرماية، "الفول"، "الطعمية"،
النيل الرائع، ميدان التحرير؛ قلب القاهرة،
وأشياء أخرى كثيرة ما زالت حيّة في مكانها.
في ذلك الصيف، كانت أم كلثوم تغني في العيد الوطني،
صوتها الهادر يصل إلينا من خلال شاشة "النادي" في مقهى الإقامة،
الكل يفيض كشريان مصر؛ النيل الهائل.
كانت المناسبة تكريم "الريس"، ناصر العظيم، ناصر "القناة"،
وأمام هذا الصوت ومنزلة هذا الروائي تغمرني أحاسيس عميقة.
معجزتان في هذه "الأرض الخصبة"؛ مصر الذي عرفتها في يوم ما.
في تلك الأماكن قضينا صيفَ بدايةٍ طويلاً،
ولهذا أحاولُ بعث شريط تلك الذكريات المتراكمة ومعايشتها،
والتي أعجز عن وصفها.
في مكان غير متناهٍ؛
جنة - تسمعُ أغنية الأطلال العجيبة والساحرة،
وتتصفحُ أوراقاً من (البداية والنهاية)؛ الرواية الرائعة لنجيب محفوظ،
وأشياء أخرى -
حيث تجري أحداث قصة حبٍّ جميلة وخالدة،
في حفل موسيقي بدون نهاية،
ورقص تحت النجوم،
يُغنَّى فيه للسلام،
السلام لهذه الشعوب التي تناضل بإرادة جبارة.

ملاحظة المترجم
للأمانة، بعث لي الصديق فرناندو دي أغريدا Fernando de Ágreda، مسجاً مؤرخا في 9/2/2011 يدعو "للمشاركة في تجمع تظاهري في مركز مدينة مدريد (الصول)، يوم 11/2/2011، لمعاضدة الشعب المصري في نضاله ضد الديكتاتورية"، يقول لي فيه: "آمل أن يخيم السلام على هؤلاء الناس من العالم العربي الذين يستحقون حياة أحسن". ولكن يوم التجمع (11/2/2011) هذا تحول إلى فرحة عارمة بين المتظاهرين بعد تنحي مبارك عن الحكم.
وفي 14/2/2011 بعث لي مسجاً يقول فيه: "بعد غياب طويل.. لم أعرف عنك شيئاً.. أبعث لك نسخة من مذكراتي حول رحلتي الأولى إلى مصر.. آمل أن تعجبك".. حيث فهمت منه أنه يريد ترجمتها إلى العربية لنشرها.. بمناسبة ثورة مصر..
ولكنه أرسلها بملف لا يمكن فتحه.. فطلبت منه إعادته يوم 15/2/2011 .. فأجابني يوم 18/2/2011 أنه سيبعثها في رسالة بريدية.. وهكذا فعل.. حيث استلمتها يوم 22/2/2011، رغم أنها مؤرخة بتاريخ 11/2/2011.
ولكني لم أترجمها في وقتها، لظروف خارجة عن قدرتي، كنت قد ذكرتها له شخصياً..

فرناندو دي أغريدا
مستشرق أسباني، ولد في مدريد في 17 نوفمبر 1945. عمل مديراً للمعهد الثقافي الأسباني في فاس (1974-5). كما شغل مناصب عديدة في المعهد الأسباني العربي للثقافة الذي أسس عام 1954، إعتبارً من عام 1975؛ والذي ضُمَّ عام 1989 إلى الوكالة الأسبانية للتعاون الدولي، إلى سنة تقاعده عام 2011.
كما عمل أستاذاً مشاركاً في جامعةكومبلوتنسى في مدريد (2002-2005). له مقالات ومشاركات عديدة، منها: استقصاء حول الأدب المغربي الحالي (1975)، منتخبات من الأدب التونسي المعاصر (1977-1986)، منتخبات من الأدب العراقي المعاصر (1977)، وغيرها.
إن السنوات الطويلة التي قضاها في المعهد الأسباني العربي ثم الوكالة الأسبانية للتعاون الدولي ودماثة خلقه مكناه من عقد صداقات حميمة مع عدد غفير من رموز الثقافة العربية، خاصة في المغرب ومصر والعراق. وتربطني به صداقة طيبة منذ عام 1985م.

 

18/5/2011
 







 

free web counter

 

أرشيف المقالات