| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 21/1/ 2010



الناصرية (الله بالخير)
(4)

كمال خريش - هولندا

الطيور في الهجرة الاخيرة

الطائر الطنان والنخام والبلشون والكركي والبطريق والغداف والخطاف والغرنوق والشحرور والرفراف والصيوم والورشان والحسون والدوري والدراج والشقراق والوروار والقمري والقلاب والعصفور
والصعو الصغير
العندليب، الهدهد، الكروان، ديك الرز، قبرة الحقول، ملهي الرعاة، الطرمغان، الببغاء، الذعرة الغبراء، سمان الخريف، الطيطوى، الطاووس، والطلطول، والرخم العجوز
الحداة، الباز، العقاب، العقعق، الشاهين، والصقر العظيم
الدعلج النبال والنسر الكبير
جاءت بفيلقها العجيب
مع الربيع.. إلى رحابك
جاءت وحطت عند بابك
زمرا.. تمجد ما تمجد من ترابك
.. في برعم الرمان،
والقداح
او زهر الخزامى
فاسمع إليها يا عراق
تشدو بأغنية انتسابك
فاسمع إليها يا عراقْ
*

صور لا زالت عالقة في ذهني لهياكل عظمية متفحمة لعصافير معلقة بسيخ حديدي تباع عند شارع ابي نؤاس يلوكها السكارى ويبصقونها .اتذكر ذلك وانا اتابع على احدى القنوات التلفزيونية الهولندية خبر وصول طيور جديده الى هولندا وتجمع الناس حولها واحتفائهم بها . وفي فضائية عراقية شاب قروي من ميسان يمسك بعنق طائر جميل ويتحدث عن الصيد وكيف ان الطيور لم تاتي هذا الموسم باعداد كبيرة والكثير يعلم طرق الصيد في الاهوار . على الرغم من ان العراقيين لا يرغبون في اكلها وفي اكثر الاحيان يكون قتلها للتسلية فقط كما يحصل في الامارات والسعودية وقطر حيث اجهزوا على طيورهم ودخلوا الاراضي العراقية ليجهزوا على طيورنا وبكل تحدي مع سكوت مطبق للحكومة والحكومة المحلية .

الى الصفاة القديمة في الناصرية تجلب النساء الريفيات طيورا جميلة مربوطة بحبال .سيقانها تنزف دما وزعيقها يملائ الافق ويبيعون الزرازير(البعيعيه) على الاطفال بسعر بخس وكل زرزور معلق بخيط وكلما كان زعيق الزرزور عاليا يباع اسرع من الزرزور الخامل ويبدو ان هذه الحالة قديمة حيث وصف قيس بن الملوح علاقته بليلى(كعصفورة في كف طفل يهينها...... تقاسي عذاب الموت والطفل يلعب).وطيور اخرى ملوية الرقاب تعاني الجوع والعطش والمصير المحتوم بعد هذه السفرة الطويلة .

في سفرتي الى المدينة دخلت الصفاة القديمة كانت متهالكة وكل شئ يوحي بالاهمال ولم اشاهد بائعات الطيور ويبدو ان الطيور هربت ولم تعود فكل شئ صار ضدها الطبيعة والناس والجو والحروب والانفجارات و الطيور الجميلة تستشعر بحاستها الخطر وهذا مايجعلها تغير وجهتها الى اماكن اخرى تشعر فيها بالامان.



*
القصيدة ( رهط الطير في حضرة العراق ) للشاعر الكبير (حسين عبد اللطيف)








 

free web counter

 

أرشيف المقالات