| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 21/11/ 2009



لماذا أنتخب (أتحاد الشعب).؟

محمد حسب الله

تجربة الست سنوات الأخيره أثبتت بشكل لا يقبل الجدل عن فشل برامج الكتل والأحزاب ذات التوجه الديني والقومي والفئوي برسم صوره واضحة المعالم لمستقبل العراق السياسي والأقتصادي والأستجابه لمطاليب الشعب على مختلف الصعد، بعد الأمال الكبيره التي عقدها الناس على وعودهم لتجاوز أثار المعاناة القاسيه لما يقارب اربعة قرون. والذي يثير الأستغراب ان هذه الأحزاب كانت ضحية للأرهاب الدكتاتوري وتعرف حجم المعاناة، فكيف تحول الضحيه ظالماُ اشد ظلماُ من جلاده!! فبدلآ من الأعتبار من دروس التاريخ وتجاوز سلبيات وأخطاء النظام السابق وأنصاف من سحقتهم عجلة الدكتاتوريه البغيضه التي جردتهم كافة حقوقهم الأنسانيه، والسير بعجلة التقدم الى امام وتجاوزحالة الهدرالذي أصاب العراق على مر السنوات السابقه فكرياً ومادياُ وبشرياً واحداث تنمية شامله. لجأت هذه الأحزاب الى الى اصدار الفتاوى التي لاتمت للأسلام الحقيقي بصله بل تعتبر تشويهاُ لمبادئه السمحاء ولا تتناغم مع روح العصروما بلغه من تطور معلوماتي وتقني في دول لا تمتلك ما للعراق من مقومات وقدرات وعناصر أنتاج، لو قدر أستثمارها بعقول واعية ومتطوره وفق معايير التطورالصحيح لصارالعراق في طليعة الدول المؤثره في الشأن الأقتصادي والسياسي للعالم.

غير أن من المؤسف اليه أن تكون العقول الخاويه التي لا تتجاوز في وعيها السياسي ونضجها الفكري مرحلة محو الأميه والذين قذفت بهم القوائم المغلقه وثغرات قانون الأنتخابات الى قمة هرم السلطه أن تتحكم بالقرارات المصيريه المرتبطه بصميم مصالح الشعب ومستقبل البلد .
فمن الطبيعي ان هكذا عقول تسرع الى اصدارمايخدم مصالحها ومصالح كتلها وتؤسس لوضع يضمن هذه المصالح لمديات بعيده في افقها الزمني وتصوت عليها بأجماع قل نظيره في برلمانات العالم كما حدث في التصويت الصاخب على التعديلات على قانون الأنتخابات بدون ادنى خجل او احترام مشاعر الذين انتخبوهم، وبذلك عملوا على اعادةعقارب الزمن الى ما يقارب اكثر من نصف قرن من التخلف، وان مشاهد البؤس والدمار والجهل تبعدنا بمساحة من الزمن عن القرن الحادي والعشرين الذي يعيشه العالم من حولنا وصار المواطن يشعر بمرارة هذا الواقع وتعتريه حالات من الأحباط واليأس والخوف على مستقبل أولاده .

بعد هذه التجربه المره هل أستغفل مرة اخري وأثق بوعود هذه الكتل والأحزاب المتعصبه لأنتمائها اللاوطني وأصوت لهم في الأنتخابات القادمه؟ أم اعزف عن المشاركه في الأنتخابات !!
الجواب لا..فالمشاركة في الأنتخابات واجب وطني تقتضيه ضرورات التغيير الديمقراطي الذي لا يحدث بين ليلة وضحاها بل عمليه حضاريه متطوره تحكمه قوانين عديده من اهمها ان تكون الأنتخابات تنافسيه حره نزيهه مفتوحه لكل مكونات الشعب تجير الأصوات فيها لصالح ما تفرزه صناديق الأقتراع .
ومن خلال التجربه السابقه وما افرزته من اصطفافات صار بمقدورنا أن نختار من هو ممثل حقيقي للشعب يؤمن بالمساواة بين المواطنين امام القانون وقادر على تحقيق ما فشلت عن تحقيقه القوائم الأخرى .

وأرى بقائمة (أتحاد الشعب)وطليعتها من الشيوعيين والذين إئتلفوا معهم من وطنيين وديمقراطيين الذين تنحني اليهم النزاهه أجلالاٌ وتقديراُ لأخلاقهم العاليه واحترامهم للمال العام والمحافظه على اياديهم بيضاء لم تلوثها دولارات المحتل ولا أغراءات الدول والشركات، شديدي الحرص على مواجهة الفساد بكل اشكاله والذي استشرى وبدأ يتشعب افقياْ كالأخطبوط ناخراْ جسم الدوله لألحاق الضرر بالعملية السياسية وتعطيل أي منجز من شأنه ان يحدث تغيير نحو الأحسن بدعم من مافيات محلية ودولية مرتبطة بالمنظمات الأرهابيه. وذلك بأحداث تنمية مجتمعيه شامله لا بأصدار قرارات فوقيه وتشكيل اللجان البعض منها مشكوك بنزاهتها .
وتؤكد على ضرورة بناء دولة المواطنه الصالحه لا دولة الطوائف يتفانى فيها من ينتخبهم الشعب من اجل أنجاح المشروع الوطني الذ يعتبر المواطن غايته الأولى لا المصالح والأمتيازات.

والصراع السياسي الذي تستوجبه العملية السياسية يجب أن لا يكون خارج حدود المسار الديمقراطي وأن لا يكون من أجل مصالح فرديه فئويه على حساب المصلحة العامه. والعمل على اعطاء الأولية للأهم ثم المهم في برامج التنمية وتنويع مصادر الموارد من خلال الأستفاده من سوق النفط للخروج من الأقتصاد الأحادي الجانب ،وما يرافق هذه التنمية من إحداث تغيرات ملموسه في مستوايات الدخل الفردي لأكثر الناس تضرراُ وفي مقدمتهم العمال المنتجين الحقيقيين للثروات والفلاحين منتجي سلة الغذاء والمتقاعدين الذين يتجاوز تقاعد نائب البرلمان مئات الأضعاف مايتقاضون من رواتب تقاعديه!!بعد أن أفنوا زهرة شبابهم من أجل أن تستمر الحياة.

وللمرأة اهمية كبيرة في برنامج الشيوعيين وقد أثبت تاريخم النضالي انهم من اصدق انصار المرأه وأكثر الأحزاب دفاعاٌ عن حقوقها ونيل المكانه التي تتناسب ودورها الفعال في بناء المجتمع وتشكيل نواة صالحه ترتقي به سلم التطوروالحضارة ،وتعرية الأفكار الظلامية التي تحط من كرامتها وتسلب أرادتها ،وأدانة كل اشكال العنف الذي مورس ضدها وممارسة حقها بالأنتخاب والترشيح على قدم المساواة مع الرجل.
كذلك الشباب شريان البلد النابظ بالنشاط والحيويه وعنوان مستقبله وأمله في التقدم بحاجة الى مشروع تنموي شامل يستوعب طاقاتهم الخلاقه وينتقل بهم الى الحياة المدنيه الحديثه لتطوير مداركهم واشباع هواياتهم .
وأطفالنا بناة المستقبل الذين سرقت الأبتسامه من شفاهم وصودرت احلام طفولتهم، لم يسلموا من ايام العراق الداميات فذهب بعضهم ضحية للموت الأرهابي الأعمى وبعضهم فقد حنان احد والديه والبعض الأخر خطفته عصابات الجريمه المنطمة مما استوجب اعادة تأهيلهم من خلال برامج تربوية نفسية .

من أجل كل هؤلاء أدعو الى أنتخاب (أتحاد الشعب) المجسد الحقيقي لأماني الشعب والقادرة على تلبية حاجاته وتحقيق طموحه من خلال وعود قابلة للتطبيق بعيداُ عن الشعارات البراقة والوعود الكاذبة.
(أتحاد الشعب) النهر المعطاء الكبير وروافدها أمدت التاريخ الوطني بخيرة المناضلين المدافعين الحقيقيين عن حرية العراق ،قاموسهم زاخر بمفردات الحق والعدل والتضحية والأخلاص ونكران الذات.
انهم بحق أبطال بكل ما في الكلمة من معاني، يضحون في سبيل الحقيقة لا جبناء يضحون بالحقيقة في سبيل مصالحهم.

 

free web counter

 

أرشيف المقالات