| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                   السبت 21/5/ 2011

 

نحن اهل الوطن

د. فيصل عبد الرزاق اسماعيل
faisal.ismail@cisdruzeni.com

تداولت على البريد الالكتروني وعلى بعض صفحات التواصل الاجتماعي في الايام الماضية مقالة طيبة لكاتب عربي تحت عنوان "نحن اهل الشيعة والسنة" لم يتسنى لي اسفا معرفة اسم الكاتب الفاضل. وجلبت المقالة الكثير من الانتباه لما تحمل من معاني نبيلة وحسن النوايا وفي مقدمتها روح التسامح الخالدة. وقد ورد فيها من بين ما ورد "في الأزمات ومفترقات الطرق ، يعمد الانتهازيون إلى الاستفادة من اختلاف وجهات النظر في المجتمع للضرب على الوتر الطائفي لحصد مكاسب يصعب عليه نيلها في أوقات التوافق والرخاء ،..."

ونود بهذا الخصوص ان نستطرد بعض الشىء, عبر القليل من الكلمات, لاغناء مغزى المقالة المذكورة, ... ونقول ان مسألة الطائفية, القادرة على هدم جميع مفاصل الحياة في البلدان العربية وليس في العراق فقط, يمكن التعبير عنها ووصفها مجازا, من رؤية العلوم الدقيقة, بمعادلة من الدرجة الثانية (!), وعليه فهي لا تملك, رياضيا, سوى حلين لا ثالث لهما. الاول هو المذهب الديني (ولنسميه اعتباطيا الطائفية غير السياسية) والثاني هو الطائفية السياسية. ومن المؤكد ان الجميع يعرف المقصود هنا. ولكن دعنا نحدد هذا المقصود بكل اختصار وبساطة ونضع بعض النقاط على بعض حروف الرموز.

الاول هو مذهب ومعتنق وايمان ديني كائن. كينونة روحانية يكمن اطارها, قبل كل شىء, في العلاقة بين الفرد والخالق. وهو, في الواقع الموجود, جزء لا يتجزأ من الحريات المدنية الشخصية والعامة ومن منظومة القيم الاجتماعية السارية والارث الانساني لذا يجب علينا صيانته والدفاع عنه. اما الثاني فهو توظيف مقصود للاول (بمختلف الطرق والاشكال والدرجات) لغرض الاستحواذ على سلطة الدولة والهيمنة عليها وتكريس السلطان على حياة المجتمع ومقدراته وشرعنة وتشريع مختلف الامتيازات الشخصية والفئوية باسم المسميات.

لذا نقول, نحن اهل الشيعة والسنة, بل اكثر من ذلك, نحن اهل المسلمين والمسيحيين والصابئة ومختلف الاديان والمذاهب والمعتقدات الاخرى, نحن اهل الوطن, نختار ونتبنى ونؤمن بالحل الاول من معادلة الطائفية.
ونرجع ونقول, نحن اهل الوطن, نرى في الاول خيرا وفي الثاني شرا.





 

free web counter

 

أرشيف المقالات