| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 21/7/ 2011                                                                                                 

 

" أفكار وملاحظات بصدد برنامج الحزب الشيوعي ونظامه الداخلي "

محمد النهر

1 – عن الاسترشاد بالماركسية : من أجل فهم المجتمع العراقي وضرورة تحليله بشكل صحيح ومبدع ومعرفة حركته والعلاقات والصراعات والتطورات داخله ، نستعين من أجل ذلك بما يساعدنا من الماركسية وخاصة المنهج التحليلي والنقدي فيها  ، وليس من الصحيح أو من الدقة الحديث عن الاسترشاد بالماركسية بشكل عام . فماركس كرس حياته وبمساعدة انجلز لدراسة النظام الرأسمالي في اوروبا في مؤلفه الشهير ( رأس المال ) والذي اعتبر في الازمة الاقتصادية الراهنة أفضل كتاب وأكثرها طلبا ، كما ان الباقي من الماركسية تجاوز قسم منه الزمن ، وهذا ليس بجديد بل هو منذ عهد ماركس وانجلز . ففي آخر مقدمة كتبها انجلز ل( البيان الشيوعي ) بعد وفاة ماركس وهو من أسس الماركسية ، قال انجلز في مقدمته : ان بعض فقرات البيان قد  (شاخت) ، فكيف الحال الآن وقد مر قرن وربع قرن تقريبا . اذا ما يهمنا من الماركسية هو ما يساعدنا في تحليل مجتمعنا العراقي ونجد ذلك في منهج الماركسية واسلوب تحليلها ، واذا ما حققنا ذلك بابداع نكون قد ساهمنا نحن أضا من خلال ذلك في اغناء الفكر الماركسي .

2 – برأيي اضافة موضوع العشائر وموقف الحزب منها نظرا لتأثيرها الآن في المجتمع واستغلالها لاغراض شتى ، خاصة وإن تأثيرها الآن يلاحظ في جميع مفاصل الحياة وحتى في العاصمة بغداد بحيث وصل ( الفصل العشائري ) حتى الى نزاعات اللأطفال في المدارس الابتدائية او الشجارات في الشارع بين الأطفال والمفارقة بين مشجعي ريال مدريد وبرشلونة . وليس غريبا أن ترى في بعض شوارع أحياء بغداد كتابات على بعض الدور المغلقة بأنه لا يباع ولا يؤجر مطلوب عشائريا أو مغلق بحكم عشائري .... الخ . أقترح إضافة الفقرة التالية الى برنامج الحزب : ( العشائر أحدى مكونات المجتمع المدني وأقدمها تأريخيا وتأثيرها ينبع قوة العادات والتقاليد في حياة الناس إيجابا أو سلبا خاصة في الفترات الانتقالية . ولهذا تحاول قوى شتى استغلال ذلك لمصلحتها . لذا يسعى الحزب الىدعم كل ما هو إيجابي من تأثير العشيرة والوقوف بوجه استغلال العشائر سياسيا باستخدام النفوذ والسلطة والمال من مختلف الآطراف ) .

3 – في النظام الداخلي : أرى ضرورة تثبيت التقييم كأسلوب عمل دائم وليس وفق الحاجة والظروف ، وعلى أن يكون التقييم ليس فقط في بحث الاحداث والمواقف والخروج بدراسة واستتنتاحات ووجهة في العمل فقط ، بل أيضا تقييم كل رفيق في موقفه ايجابيا أو سلبيا ، من سكرتير اللجنة المركزية وإلى آخر رفيق في العمل المحدد ، ولذلك ضرورة أن يترك من لم يحقق مهماته موقعه لرفاق آخرين ، ولا خشية من ذلك ، إذاً تغيير موقع أي رفيق من السكرتير وغيره لان آلية عمل الحزب الداخلية تضمن للحزب الاستمرارية بالاضافة الى إن من يترك موقعا معينا سيعمل في موقع آخر يضمن مساهمته في رسم وتنفيذ سياسة الحزب . والهدف أن يفسح المجال لطاقات اخرى أن تدلو بدلوها ، ويسهم هذا أيضا في عدم بقاء الرفيق في موقعه لسنين طويلة والتي ما عادت طبيعية في ظروف التجديد في الحزب والدعوة الى الديمقراطية داخل والمجتمع .

4 – الديمقراطية والنقاش والرأي الآخر في الحزب تنص عليها الكثير من بنود النظام الداخلي ، ولكن بالنظر لما موجود من فسحة من الديمقراطية في المجتمع على نواقصها ،وكذلك الحديث عن الديمقراطية داخل الحزب فإن الصراع الفكري لا يغطي القضايا العامة إلا المسائل التي تطرح من قبل قيادة الحزب ، ولم تطرح مبادرات جديدة الى العلن من قبل رفاق في الحزب ولم يتم مناقشة ما طرح من امور من أشخاص خارج الحزب ( طبعا هذا لا يعني الامور الداخلية للحزب) ، فمثلا انتخابات مجالس المحافظات كانت حدثا كبيرا بالنسبة للمجتمع وللحزب ، وكانت خسارة كبيرة للحزب بإقرار الجميع ، ولكن ماذا كان انعكاس ذلك على النقاش الحزبي العلني وما وصل من نقاش الى الأوساط المحيطة بالحزب أو المتتبعين لهذا الأمر ؟! كان هناك بلاغ اجتماع اللجنة المركزية في نيسان (2009) والذي لم يتصدى بالشكل المطلوب لهذا الحدث المهم ، وكان هناك تصريح (يتيم) أذاعته فضائية العربية لما سمته أحد قادة الحزب الشيوعي في البصرة الذي قال : ان الحزب الشيوعي بعد الانتخابات لن يكون كما كان قبل الانتخابات . ولم يتكرر هذا التصريح بنشرات اخرى ، ولم تظهر تصريحات مماثلة بالرغم من ردة الفعل القوية لدى الكادر والرفاق ، وكان هناك نوع آخر من المواقف صدر من منظمة حزبية في الخارج حيث تضمن بلاغ الكونفرنس الذي عقد بعد الانتخابات تثمين قيادة الحزب على جهودها في تلك الفترة  ، ونشر هذا البلاغ في موقع الحزب الالكتروني مع العديد من المقالات التي أشادت بالنتيجة الوطنية لهذه الانتخابات ، ولم يتطرق موقع الحزب وصحافته الى العديد من المقالات التي كتبها متابعون من الخارج والداخل والتي بحثت نتائج الانتخابات منتقدين اداء الحزب فيها .

فكيف يمكن أن ينهض الحزب بعمله ويبحث عن الطرق والاساليب والافكار التي تؤدي الى تطور عمله وموقعه إذا كان ما يطرح هو حسب توجه الحزب فقط . إن التوجيه لا يخلق الابداع ، إن الصراع الفكري ومن ضمنه الرأي الآخر وفسح المجال لاظهار الطاقات والامكانيات والمبادرة هي التي تولد الابداع وتخلق الكادر والقيادات المستقبلية ، فالحديث عن الديمقراطية الحزبية الداخلية لا يفي بالغرض المطلوب منه إذا لم يقترن بتطبيق مبدع لها.

5 – حول العمل القيادي :

إن الممارسة الديمقراطية في البلاد على نواقصها وكذلك قانون مجالس المحافظات واللامركزية تستدعي عمل مباشر وتماس من قبل قيادة الحزب مع التنظيم والجماهير ، وهذا يتطلب اختصار الحلقات التنظيمية التي تفصل اللجنة المركزية عن التنظيم والجماهير ، أي لا تكون اللجنة المركزية في موقع نخبوي والتنظيم يقاد من قبل كادر آخر خاصة في المحافظات . لنأخذ مثلا محافظات الفرات الاوسط ، فحسب علمي هناك اربع محافظات تقاد من كوادر هم ليسوا في اللجنة المركزية ، والمحافظة الخامسة ( بابل ) يقودها عضو اللجنة المركزية .

إن الظروف الحالية وقانون المحافظات الذي يسمح لمجلس المحافظة والمحافظ أن يقررا كل ما يخص المحافظة تقريبا ، والانتخابات للمحافظات والبرلمان تتطلب أن تكون اللجنة الحزبية في المحافظة هي التي تقرر سياستها في المحافظة وكيفية رسم وتطبيق سياسة الحزب على ظروف المحافظة ، ولهذا من الضروري التخلي عن الصيغة القديمة في العمل القيادي ، أي أن تكون اللجنة المركزية معلقة فوق والتنظيم تحت ، وضرورة أن ينص النظام الداخلي على ( تمثيل ) جميع المحافظات في اللجنة المركزية ، وأن لا تكون بعض الامور الفنية التي تخص  الكادر عائقا أمام تثبيت هذا المبدأ ، فهذا الكادر هو الذي يقود المحافظة حاليا . ان هذا المبدأ يتطلب أيضا التخلي عن بعض مواقع اللجنة المركزية ، فماذا يعني مثلا وجود عضو لجنة مركزية مسؤولا عن العلاقات الخارجية ويعيش في الخارج في وقت يوجد كوادر في جميع هذه البلدان لا يقلون مستوى ومسؤولية عن أعضاء اللجنة المركزية وهم الذين يقودون العلاقات في هذه البلدان عمليا . وكذلك مقترح ان ينسب أعضاء المكتب السياسي والرفاق المتفرغين في اللجنة المركزية الى اللجان المحلية وغيرها من الهيئات التي تقود التنظيم مباشرة لفترة محدودة  وبين فترة واخرى بالاضافة الى مسؤولياتهم لمعرفة واقع التنظيم بجميع مهامه وعلاقته بالجماهير وسماع آراء الرفاق ومعرفة نفسياتهم ، ولزيادة خبرة هذه التنظيمات .

6 – شعار المطرقة والمنجل وكذلك يا عمال العالم اتحدوا لا يوجدان في البرنامج ولكن يوجدان في مقدمة اعلام الحزب .

شعار المطرقة والمنجل : في كتابه ( خطتان ) وضع لينين الأساس الملموس لهذا الشعار فقد اعتبر لينين إن القيام بالثورة البرجوازية الديمقراطية ( الثورة الوطنية الديمقراطية في البلدان التي كانت تحت نير الاستعمار ) وانجازها وتحولها الى الثورة الاشتراكية يعتمد على طبيعة التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين ، ومعروف أن الفلاحين ينحدرون من فئات مختلفة ، ففئة الفلاحين الفقراء تشمل الفلاحين المعدمين الذين لا يملكون شيئا ويعملون في أراضي الغير وكذلك صغار الفلاحين الذين يملكون قطعة أرض صغيرة لا تكفي معيشتهم ولهذا يعملون في أراضي الغير أيضا ، وفئة الفلاحين المتوسطين الذين يملكون قطعة أرض تكفي معيشتهم ويمكن أن يستأجروا بعض الفلاحين في مواسم العمل . وفئة الفلاحين الأغنياء الذين يملكون أرضا كافية لأعالتهم ويستغلون عددا من الفلاحين وتتميز معيشتهم عن باقي الفلاحين والشئ المشترك بينهم وبين باقي الفلاحين هو عملهم بالأرض بأنفسهم . وجميع هذه الفئات الفلاحية في تناقض مع الاقطاعيين والملاكين وبرجوازية المدن بدرجات متفاوتة ، وكذلك يوجد صراع وتناقض في صفوف الفلاحين حسب مقدار امتلاكهم للأرض واستغلال عمل الآخرين وخاصة مع الفلاحين الأغنياء . ولهذا فإن هناك مصلحة مشتركة في تحالف الفلاحين بفئاتهم المختلفة مع الطبقة العاملة للقيام بالثرة البرجازية الديمقراطية ، غير انه ليس جميعهم لديهم المصلحة بإنجاز هذه الثورة حتى نهايتها خاصة الفلاحين الأغنياء ، كما إن تحقيق الإصلاح الزراعي الذي هو من أهداف الثورة البرجوازية الديمقراطية يحدث تمايزات جديدة عند تنفيذه داخل فئات الفلاحين ومواقعهم ويؤدي الى توسيع فئة الفلاحين المتوسطين ، ولهذا تسعى الطبقة العاملة لإنجاز الثورة البرجوازية الديمقراطية حتى نهايتها والإنتقال الى الثورة الإشتراكية إستنادا الى التحالف مع الفلاحين الفقراء وتحييد الفلاحين المتوسطين وضد الفلاحين الأغنياء والبرجوازية والملاكين بمختلف فئاتهم . كما إن ضروف الحرب الأهلية والتدخل الأجنبي بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية فرض على السلطة السوفيتية مصادرة جميع الفائض من المنتوج الزراعي من الفلاحين ولم يعالج ذلك إلا بعد إقرار السياسة الإقتصادية الجديدة ( النيب ) التي تركت جزءا من الفائض تحت تصرف الفلاحين . وحسب هذا المنطق فإن الشعب ومكوناته وأعدائه يكون متحركا أيضا .

واستنادا الى هذه النظرية اللينينية يشير الشهيد سلام عادل في تقريره المعنون ( وجهة نضالنا في الريف ) الصادر أواخر عام 1962 إلى ( إن تعزيز وحدة فقراء ومتوسطي الفلاحين تحت قيادة الطبقة العاملة يتم عبر النضال ويقتضي بالضرورة عزل نفوذ أغنياء الفلاحين وصغار الملاكين ( برجوازية الريف ) عن الفلاحين الفقراء والمتوسطين ) " سلام عادل ، سيرة مناضل ألجزء الأول ص481 " .

إن هذه النظرة المتحركة لدور فئات الفلاحين تجعل شعار المطرقة والمنجل لا يعبر بدقة عن وحدة الفلاحين ودور فئات الفلاحين في الثورة البرجوازية الديمقراطية (  الوطنية الديمقراطية ) وتحولها الى الثورة الاشتراكية . فأغنياء الفلاحين هنا خارج المعادلة ، وفي أحسن الأحوال العمل على عزل نفوذهم ، بالإضافة الى ما يتبع ذلك من تحديد من هي قوى الشعب ومن هم أعداء الشعب ، في وقت نواجه الآن بناء النظام الديمقراطي في العراق والإنتخابات وحقوق الإنسان والتعددية والتداول السلمي للسلطة وإصلاح وضع الريف والزراعة وتحشيد كل الطاقات الخيرة في الريف والمدينة لإنجاز ذلك .

كذلك الحال بالنسبة لشعار ( يا عمال العالم اتحدوا ) فإن المهمات التي تواجهنا لتحقيق أماني الشعب العراقي وبإلحاح تجعل من هذا الشعار بعيد جدا عن ما يتطلع اليه شعبنا حاليا وما يقع على الحزب من مهمات . بالإضافة الى ما يوحي رفع الشعارين من ارتباط بالماضي واشكالياته .

إني أقترح سحب الشعارين من الواجهة لاعلام الحزب ، واستغلالهما في الدعاية والتثقيف ورفعهما في مناسبات معينة مثلا ( عيد العمال العالمي ) ورفع بدلا عنهما حاليا شعار الحزب العتيد ( وطن حر وشعب سعيد ) والذي يعبر عن طموح كل عراقي يهدف الى تطوير ورقي بلده .              

 

   

 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات