| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 20/2/ 2010



العمة زكية وداعا

لطيف صالح

كنت مثالا رائعا وعظيما للمناضلة الشيوعية
كنت مثالا رائعا للتواضع والمحبة لكل الناس
كان حنانك يغمر الجميع وحضورك الدائم يلف المكان الذي أنت فيه

* * * * * * * * *
التقيت العمة زكية في مدينتي البصرة للمرة الاولى وكان عمري لا يتجاوز السادسة عشر حيث كانت معروفة كمناضلة شيوعية دخلت السجون وهي لا تزال فتية .

وكان لقائي الثاني معها بعد مرور سنوات ومن خلال اشتراكي و مع طلبة اخرين من اكاديمية الفنون الجميلة في التمثيلية التلفزيونية (كل للصوجر) تاليف زينب واخراج عمانؤيل رسام. ولا ازال اذكر بوضوح كيف اننا دخلنا الاستوديو الساعة الثانية عشرة ظهرا وخرجنا عند الرابعة فجرا , كانت العمة زكية تمثل دور امرأة ريفية وفي احد المشاهد كان يغازلها فلاح قريب لها. وتصوروا العمة زكية تمثل دور الريفية بكل خفرها وحياءها في مشهد غرامي؛ حيث كانت تقاطع التصوير باستمرار بضحكة مدوية وتقول للممثل الواقف امامها (هادي رديف) " انزول نزلك مالكيت غيري حته اتكله هاي الجلمات" ويعج الاستوديو بالضحك وتعال يامن يسكتهم.

في فرقة الفني الحديث كان لحضور العمة زكية دورا مميزا, فالكل يلتف حولها لاسيما الشباب يستمعون لها وهي تغمرهم بحنانها وصدق كلماتها وتبسطها.

ومن ظريف مااذكر عن العمة زكية انها كانت الاولى بين الممثلين والممثلات من يرتدي ملابس التمثيل ثم تلف نفسها بعباءتها وتقول لنا " اسمعوا, عود من يجن جلماتي كعدوني" اي عندما يحين دوري ايقظوني...

وافترقنا لما يقارب الثلاثين عاما واذا بنا نسمع ان العمة زكية في السويد في" لوند" فبادر كل من جمعية المرأة والبيت الثقافي العراقي في مدينتنا "غوتنبرغ" بدعوتها لامسية ثقافية فاستقبلناها انا وزوجتي في بيتنا حيث سهرنا طوال الليل في تقليب صفحات الماضي والذكريات بين ضحكة وطرفة وقول شعر, وبعد ان احيت امسية رائعة في البيت الثقافي مشاركا اياها كمقدم.

باقية في اعماق قلوبنا ياعمة زكية

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات