| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 20/1/ 2011

     

الطريق الى قندهار

أنس الجبوري‬

احتار المصنفون والمؤرخون في تصنيف العراق ضمن طبيعة تلائم التنوع والتعدد في اديانه وقومياته وتوجهاته، فالطبيعة العراقية لطالما اثارت دهشة واستفسار هؤلاء المصنفين فكل واحد وضعها في الخانة التي تتلائم مع توجهاته وافكاره والطائفة والدين الذي ينتمي ، ولكن لاحظت بأن العديد من المتنفذين في السلطة حاولوا جاهدين ليؤسسوا ملامح هذه الطبيعة وأن يضعوها ضمن خانة من الخانات.

ان التجربة القندهارية نالت اعجاب العديد من الساسة في عراق اليوم فأتخذوها منهج لهم في رسم ملامح الطبيعة التي يرومون لها.

وعملية تطبيع التجربة القندهارية بدأت من خلال اجراءات عديدة لعل ابرزها قرار مجلس محافظة بابل القاضي بإلغاء الفعاليات الغنائية في مهرجان بابل بداعي انها محافظة اسلامية!, قرار مجلس محافظة بغداد بحل الاتحاد العام لأدباء العراق وقرار غلق العديد من النوادي والمؤسسات الثقافية العراقية التي لطالما ساهمت بشكل كبير في تدعيم التقافة والمثقفين بعد احداث نيسان 2003. تسليم مهام وزارة الثقافة الى اناس لا يمتون للثقافة والمثقفين بصلة ( وزير كان مؤذن جامع ومروج للافكار الطائفية واخر كان وزيرا للدفاع فشل في اتمام مهامه العسكرية في وزارته السابقة وجاء ليجرب حظه في هذه المؤسسة ) إضافة الى الافكار التي روّج لها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي الداعية الى فصل الجنسين في المعاهد والمؤسسات العلمية العراقية لوضع حد لثقافة الاختلاط والميوعة واصدار وزير العدل الجديد قرارا يجبر الموظفات على ارتداء الحجاب ومن لن تلتزم به سوف تنقل الى الدوائر الفرعية.

وما اثار دهشتي بل اضحكني كثيرا تعليمات مجلس محافظة بابل الصادرة لجمع الكراسات التي تحوي صور الدمية (باربي) على اغلفتها وتفريغ المدارس والمكتبات منها واتلافها بداعي انها عارية ولم تكتف بهذا بل راحت تحظر استيرادها الى المحافظة.

فكل عام وطالبان جديد في العراق، وكل عام وبغداد تمضي قدما نحو قندهار.


بغداد
18 كانون الثاني

 

free web counter

 

أرشيف المقالات