| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 20/1/ 2010

 

ماذا سيحدث في العراق ؟ و من هو التالي ؟

د. علي الموسوي *

اثارت قرارات هيئة المساءلة و العدالة الكثير من الجدل و اللغط على الساحة العراقية و العربية و العالمية. و تم مناقشة الموضوع ضمن اطار الخطأ و الصواب بمعنى هناك من يرى قرارات الهيئة خاطئة و هناك من يراها صائبة و لكن لم يناقش احد آثار او تبعات قرارات الهيئة على مستقبل العراق و مستقبل الاحزاب الحاكمة.

قانونيا، نجحت الاحزاب الحاكمة في اقصاء خصومها. و مهما قيل عن العدالة الانتقائية و عزل الخصوم او اغتيالهم سياسيا فلن يغير من الواقع شيئا. و لكن ما مصير الاحزاب السياسية التي ستنجح في الانتخابات رغم كل شيئ بعد تنقية الساحة السياسية مائة في المائة لصالحها من اي شريك مخالف؟

المرحلة القادمة من الاقصاء سوف تستهدف شخصيات ضمن الاحزاب السياسية الدينية نفسها ، بل لقد بدأت عناوين هذه المرحلة تظهر فالجعفري يتناحر مع المالكي ويشّكل كل منهما حزب خاص به له اتباعه و مريديه ، ليقود العنّزي جناحا ثالثا. فمن هو التالي منهم في حملة الاقصاء القادمة ؟ اما المجلس الاعلى فهو عمليا منشق الى ثلاث ، تيار متشدد يتزعمه الصغير ، تيار معتدل يتزعمه عادل عبد المهدي ، و تيار فتيّ يقوده عمار الحكيم فمن هو التالي في حملة الاقصاء ؟ و كيف سيقصي المجلس الاعلى ، حزب الدعوة او العكس ؟ المنافسة بين الحزبين الكرديين طاحنة و ينازعهم مجموعة من الاحزاب الكردية الصغيرة و الفتية وذات تأثير على المجتمع الكردستاني. التيار الصدري انشطر الى تيارات و مجاميع مسلحة و غير مسلحة.

من كان يتصور ان هدف العدالة و المساءلة هو اقصاء البعث فهو مخطئ! و إلا كيف يمكن ان نفهم بقاء شيروان الوائلي في مركز أمني حساس دون المساس به! الهدف هو اقصاء الخصوم باي ذريعة و باي شكل و اذا كان هذا هو المنهج السياسي فلا يمكن التصور ان العلاقة بين الفرقاء السياسيين ستكون "شهر عسل" دائم و بالتأكيد سيسعون بعد فترة الى اقصاء بعضهم البعض ، و كلما زادت حدة الاقصاء كلما زاد ضعف الحزب المسيطر على دفة الحكم وصولا الى سقوط مدوي! ألا يذكرنا ذلك بـ صدام حسين ؟ حيث بدأ باقصاء من يختلف معه في المذهب و العرق ثم اقصى من لا ينتمي الى قريته ثم من لا ينتمي الى عشيرته ثم من لا ينتمي الى عائلته ثم من لا يناصره من عائلته لتنحصر القيادة في القمة بمجموعة صغيرة من افراد العائلة ولينتهي بسقوط مدوي. صحيح ان سقوطه استغرق خمساً وثلاثين سنة بالاضافة الى جيش دولة عظمى، و لكن هذا لا يعني بالضرورة استمرار الاحزاب الحاكمة الان خمس و ثلاثين سنة.

الاحزاب الحاكمة الان لا تمتلك جيشا قويا يطيعها طاعة عمياء، و لا تمتلك مؤسسات تمتثل لاوامرها بالحرف الواحد، و تطبقها من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب و من الشرق الى الغرب، الاحزاب الحاكمة تعيش عزلة عن محيطها العربي، و كل يوم يهتز حكمها بضربة مدوية من القاعدة و غيرها من المتمردين ممن يمثلون كل صنف و نوع. عمليا، يبدو سقوطها اسرع بل انها تساهم باسقاط نفسها بنفسها!

ان جولة التصفيات القادمة ستشمل كل قيادي في هذه الاحزاب يمكن الاستغناء عن خدماته، سواء أكان بارزا ام لا، كل قيادي يكون اداءه ليس بالمستوى المطلوب، او القيادي الذي احترقت كل اوراقه و لم يعد بامكانه تقديم شيئ، او قيادي لا يمت بصلة قربى لمؤسس الحزب او قائده.

فمن سيكون التالي؟ من هو عبد الخالق السامرائي القادم او من هو محمد العايش التالي؟ هل ستقصيه هيئة المساءلة و العدالة ؟ ربما! لكن َمن اسس هيئة المساءلة و العدالة يستطيع تأسيس غيرها و يستطيع ايجاد مسمى اخر و حجة اخرى! يقال ان من التهم التي وجهت الى محمد العايش انه كان يأكل وجبة الكباب مع سائقه بما يخالف تقاليد حزب البعث وتم اعتبار ذلك مؤامرة على الحزب! فمن هو التالي ؟

 

* دكتوراه علوم سياسية

free web counter

 

أرشيف المقالات