مقالات وآراء حرة
الأربعاء 20/1/ 2010
زيارة الى قبر عراقي في الغربة
بشــرى عبــد علــوان الطـائــي
الـى روح والدي
طوال العام اكرر زياراتي اليك ,اقف امامك في مقبرة بعيدة عن العراق,,,,اسقي روضة قبرك الصغيرة بعد ان ارفع ماتجمع فيها من اوراق النباتات المصفرة التي تجمعهــا الريـــح العابثــة بأجواء ستوكهولم , واستعيد معك ذكريات وذكريات كنت فيها الاب والمعلم والصديق والرفيق والهادي الى الصواب في كل مفاصل الحياة التي شتتنا مبكراً ياأبي الذي لاينسى. اذرف دمعـاً في محرابك الفضيل لأغسل بعضاً من هموم الحياة التي لاتنتهي كحزن العراقيين.
اما زيارتك اليوم ياوالدي وفي سنوية رحيلك الثالثة لا تشبه كل الزيارات الممتدة على طـــول العام لان العشرين من كانون الثاني شباط في العام 2007, عام رحيلك سيبقى تاريخا محفورا في ذاكرتنا الى الابد, لقد كنت خيمة كبيرة نستظل بها مع كل الشرفاء والطيبين الذين عرفوك انسانا نبيلا وعراقيا اصيلا ووطنيا منذ نعومة اظفارك تعمل من اجل غد أفضل لأبناء وطنــك, غير مهتم بكل ماتعرضنا وتعرضت له من مطاردات وتشريد وقمع واعتقالات متكررة تسببت في النهاية بأضطرارنا جميعا لمغادرة العراق اجمل الاوطان, لنبدأمعاناة الغربة التي ابتلى بها الشرفاء من العراقيين منذ سبعينات القرن الماضي ولاندري نهاية لها.
والدي العزيز,, ,,نحن لا زلنا كما تعلمنا منك وكما هو هاجس العراقيين المخلصين لوطنيتهــــم متفائلين بقدرة شعبنا على النهوض من جديد لبناء وطن يليق بتضحيات ابنائه, ويحترم الاجيــال الجديدة التي يفترض أن لاتنسى المضحين من امثالك, كي يكون العراق كما علمتنا وطنا للجميع والقائمين على بنائه يحترمون تأريخه المشرف ويعملون معاً من اجل غذ افضل للجميع.
لقد طرزت قبور العراقيين ياوالدي مقابر الغربة بقناديل ترنو لها عيون عوائلهم ومعارفهـــــــم وعموم ابناء وطنهم من بعيد متمنين على العراق الجديد ان لاينسى ابناؤه المدفونين في بلـــدان الشتات لان ارض العراق هي الحاضنة الاصيلة لرفاتهم العزيزة على القلوب والعقول بعــد ان دفعوا حياتهم ثمنا للحرية .
فـــي ذكــرى رحيــلك الثالثــة أضــع باقــة ورد علــى قبــرك واستذكــر وأنـا فـي حاضــــــرة قبــرك كــل الشهــداء مــن اجــل العــراق.
ستوكهولم
2010-01