مقالات وآراء حرة
وزارة البيئة : وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
عبد الكاظم عبد الحسين رضا
أقترب فصل الصيف في مدينة الصدر فصل القسوة و العذاب و الحر و العطش والاهمال مازلنا نحن ابناء مدينة الصدر نتذكر ان وزارة البيئة مدت يد العون لنا في حر الصيف اللاهب في تموز من عام 2004 لقد استجابت الوزارة لندائنا و روت عطشنا طوال صيف عام 2004 كانت حملات المياه تتوالى ما استمر عطشنا فقد طرقنا كل الابواب في وقتها و درنا على كل الوزارات فلم يستقبلنا احد بل كنا نطرد شر طردة مع عبارات "عمي دي روح" "تصليح الشبكة يطول خمس سنوات" "دا نبني شبكة بعد خمس سنوات" .كنا نشرب حتى من المياه الاسنة في الشارع و كانت الامراض تفتك بنا و بأولادنا. و لكن باب وزارة البيئة هو الباب الوحيد الذي بقي مفتوحا امامنا و اجاب طلبنا و بدأت حملات توزيع المياه تتوالى على مدينة الصدر بل وحتى حملات توعية وارشاد.
و يشهد الله اننا " ابناء عشيرة الجوادر " لم نلتقي مع احد المسؤولين الكبار ولحد هذه اللحظة ما عرفنا من هو الوزير و المسؤول و لكن طلبنا تم اجابته و تم توزيع المياه الصالحة للشرب لأول مرة في مدينة الصدر . لأول مرة بعد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم يهتم بنا احد و يلبي ابسط احتياجاتنا ، لأول مرة تلتفت لنا جهة مسؤولة في الحكومة و ترعانا و تلبي حاجتنا دون تطبيل و تزمير دون منية و فضل.
لقد ارتوى عطش ابناءنا و بناتنا ، اطفالنا الصغار لقد رحمتنا الوزارة من رحلات طويلة و مضنية بحثا عن الماء ورحمتنا من شرب المياه التي تفوح منها رائحة العفونة ورحمت ابناءنا و بناتنا من شرب مياه لا يشربها الحيوان ولكن العطش كافر في حر تموز اللاهب ، وقبل كل شيء شعرنا لأول مرة اننا مواطنون لنا حقوق .
لقد وجهنا في حينها كتاب شكر الى الوزارة على جهودها و مع ذلك لم نعرف وقتها من ساعدنا و وقف الى جوارنا في حر تموز اللاهب و الله كان صراخ الاطفال العطشى يحرمنا النوم ليلا .
لقد انقطعت الحملات ، هذا صحيح و يقال ان الوزارة اصلا الغيت او دمجت و ايا كان ما حدث فنقول لوزارة البيئة شكرا و بارك الله فيكم على وقفتم تلك التي نتذكرها كلما اكتوينا بحر تموز و سنبقى نتذكرها تماما كما نتذكر الزعيم .